ليزدكسامفيتامين لعلاج اضطراب الأكل القهري: تقييم شامل
ليزدكسامفيتامين (Lisdexamfetamine) هو دواء يُستخدم بشكل أساسي في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لدى الأطفال والبالغين، ولكن تمت الموافقة عليه أيضًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب الأكل القهري (Binge Eating Disorder) لدى البالغين. ويعد هذا الدواء أحد الأدوية المنبهة التي تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والنورأدرينالين، والتي تلعب دورًا في التحكم في الشهية والسلوكيات. سنتناول في هذا المقال تأثير دواء ليزدكسامفيتامين على اضطراب الأكل القهري استنادًا إلى مراجعات المرضى، وفعاليته، وتاريخ الموافقة عليه، وعدد المرات التي تم وصفه فيها.
ما هو اضطراب الأكل القهري؟
قبل التطرق إلى تفاصيل الدواء، من المهم فهم اضطراب الأكل القهري. يشير هذا الاضطراب إلى نوبات متكررة من تناول الطعام بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة، مع الشعور بفقدان السيطرة أثناء الأكل. تختلف هذه النوبات عن الإفراط في تناول الطعام العرضي؛ إذ يعاني الأفراد الذين لديهم هذا الاضطراب من شعور بالذنب أو الحرج بعد هذه النوبات، ولكنهم لا يتبعون سلوكيات تعويضية مثل التقيؤ أو الإفراط في ممارسة الرياضة كما هو الحال في اضطراب الشره المرضي.
كيفية عمل ليزدكسامفيتامين في علاج اضطراب الأكل القهري
يُعتقد أن ليزدكسامفيتامين يساعد في تحسين السيطرة على الشهية والسلوكيات المرتبطة بتناول الطعام بشكل غير طبيعي عن طريق التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في النشاط العصبي والشعور بالتحفيز. يساهم في تحسين التركيز والطاقة، مما قد يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام بشكل غير صحي.
فيما يتعلق باضطراب الأكل القهري، تعمل الأدوية المنبهة مثل ليزدكسامفيتامين على تقليل النوبات المتكررة من تناول الطعام بكميات كبيرة عن طريق تعديل توازن المواد الكيميائية التي تؤثر على المشاعر الجوع والشبع. ومع ذلك، قد يختلف تأثيره من شخص لآخر، مما يعني أن الدواء قد يكون أكثر فعالية للبعض بينما يكون أقل فعالية للآخرين.
التجربة الشخصية للمرضى
إحدى المراجعات التي تم جمعها من أحد المرضى الذي استخدم ليزدكسامفيتامين لعلاج اضطراب الأكل القهري توضح بعض النقاط الهامة. في بداية العلاج، بدأ المريض بجرعة 30 مجم، والتي لم تكن فعالة. بعد زيادة الجرعة إلى 50 مجم، بدأ يشعر بتقليص الشهية لمدة ثلاثة أيام، ولكن لم يكن التأثير كافيًا لوقف نوبات الأكل القهري بشكل كامل. بعد خمسة أيام من استخدام جرعة 50 مجم، شعر بتحسن بسيط حيث تمكّن من التوقف عن النوبات الغذائية لفترة زمنية، ولكن بحلول اليوم السادس بدأت النوبات تعود.
فيما بعد، تم زيادة الجرعة إلى 70 مجم، وفي البداية كان المريض خاليًا من النوبات لمدة خمسة إلى ستة أيام، لكن النوبات عادت مجددًا في النهاية، مما جعله يشعر بالإحباط تجاه فاعلية الدواء في معالجة اضطراب الأكل القهري. على الرغم من ذلك، أشار المريض إلى أنه بدأ يشعر بمزيد من النشاط والتركيز، مما يعني أن الدواء يحقق فائدة غير مباشرة في مجالات أخرى مثل زيادة الطاقة والانتباه.
فعالية ليزدكسامفيتامين
من خلال هذه المراجعة، يمكننا استنتاج أن ليزدكسامفيتامين قد لا يكون حلاً كاملاً لعلاج اضطراب الأكل القهري. وعلى الرغم من أنه قد يكون فعالًا في تقليل بعض الأعراض مثل تقليص الشهية وتوفير شعور عام بالطاقة، إلا أن فعاليته في التوقف التام عن نوبات الأكل القهري قد تكون محدودة. يمكن للعديد من المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يشعروا بتحسن لفترة قصيرة، ولكن سرعان ما يعود الوضع إلى طبيعته بعد فترة قصيرة.
فيما يتعلق بتقييم فعالية الدواء، أعطى المريض تقييمًا عام 3 من 10، مما يشير إلى أن فعالية ليزدكسامفيتامين في معالجة اضطراب الأكل القهري لم تكن كما هو مأمول، بالرغم من تحسن الطاقة والتركيز.
الموافقة والتاريخ الطبي للدواء
تمت الموافقة على استخدام ليزدكسامفيتامين في علاج اضطراب الأكل القهري من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 31 يناير 2016. منذ ذلك الحين، بدأ استخدامه على نطاق أوسع بين الأطباء لعلاج المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب. من المهم الإشارة إلى أن ليزدكسامفيتامين يتم استخدامه بشكل رئيسي في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لدى الأطفال والبالغين، ولكن تمت إضافة استخدامه في علاج اضطراب الأكل القهري استنادًا إلى الأدلة التي تشير إلى فعاليته.
عدد المرات التي تم فيها وصف الدواء
بحسب المعلومات المتوفرة، تم وصف ليزدكسامفيتامين لعلاج اضطراب الأكل القهري حوالي 19 مرة. يشير هذا الرقم إلى أن الدواء قد يكون لا يزال في مراحل دراسة أو يستخدم في حالات معينة، وهو ما يعكس حقيقة أنه ليس الخيار الأول لعلاج هذا الاضطراب بشكل دائم. كما أن استخدام الدواء قد يكون محدودًا بسبب الحاجة إلى تقييم فردي لاحتياجات المرضى، والتأثيرات الجانبية المحتملة.
التأثيرات الجانبية والاعتبارات المهمة
على الرغم من أن ليزدكسامفيتامين قد يكون فعالًا في تحسين التركيز والطاقة، إلا أنه قد يسبب أيضًا بعض التأثيرات الجانبية. قد يعاني المرضى من الأرق، والتوتر، وجفاف الفم، وزيادة ضغط الدم، بالإضافة إلى فقدان الوزن. هذه التأثيرات قد تكون مزعجة لبعض المرضى، وتحتاج إلى مراقبة دقيقة من قبل الأطباء.
الخلاصة
يُعتبر ليزدكسامفيتامين أحد الخيارات الدوائية لعلاج اضطراب الأكل القهري، ولكنه ليس حلاً مثاليًا لجميع المرضى. تجربته قد تكون متباينة من شخص لآخر، كما تشير بعض المراجعات إلى أنه قد لا يكون فعالًا تمامًا في إيقاف نوبات الأكل القهري على المدى الطويل. ومع ذلك، قد يشعر المرضى ببعض التحسن في الطاقة والتركيز، مما يجعله خيارًا ذا قيمة بالنسبة لبعض الأفراد. يجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق مع تقييم شامل لحالة كل مريض.