“ليالي” للكاتب أحمد بن ماجد، يعتبر تحفة أدبية فريدة تجمع بين الأبعاد الموسيقية والدرامية والشعرية، ملحمة لاحتراف الشاعر تخطو خطوات واسعة عبر رحلة البحار الشاعرية، تخترق مجاهيل البحار المجهولة وتتجاوز حدود المدن والأماكن، لتبني للشاعر نفسه ولمدينته فتوحات بحرية شعرية، كأنه يؤسس منصة سماوية لحركة النجوم وانفلاتات المراكب.
تتسم هذه الروائع بالجرأة والابتكار، حيث يسعى الشاعر إلى الابتعاد عن السيرة الذاتية الفوتوغرافية المألوفة، وبدلاً من ذلك، ينغمس في عرض متخيل جمالي يتجنب الوقوع في فخ التقليد الأدبي الرتيب. يرتكب الفنان هنا إلى رؤية جديدة لكتابة الموروث، مع تصوير معاناة البحث عن المعنى والجمال في عالم مليء بالمفارقات والغموض.
في 75 صفحة مشوقة، يقدم “ليالي” مجموعة فريدة من النصوص المسرحية التي تشكل جسرًا بين الواقع والخيال. يستمر الكتاب في تحدي القوانين التقليدية للأدب، حيث يسلط الضوء على شخصيات متنوعة ملهمة بشغفها بالمعرفة والحب. يبني الكاتب عوالم متنوعة داخل هذا الإطار المسرحي، حيث يتناول قضايا متعددة ويطرح أسئلة تتراوح بين معنى المادة وكتابة الموروث بمتخيل جمالي.
تأتي هذه الرواية الفريدة من نوعها من إصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، التي تثبت مكانتها كمنصة تروج للأعمال الأدبية المتميزة. يأتي الكتاب بغلاف عادي يعكس بساطة وجمال العمل الذي يحمل في طياته تفردًا لا يقل أهمية عن المحتوى الذي يحمله.
“ليالي” ليس مجرد كتاب، بل هو تجربة أدبية استثنائية تأخذ القارئ في رحلة مذهلة من خلال متاهات الفن والخيال، تاركةً في ذهنه آثارًا عميقة وأفكارًا متشعبة حول مفهوم الجمال والإبداع في عالم الأدب والمسرح.