في كتابه الرائع “لون الحقيقة: ماكجيورج باندي وويليام باندي: إخوة في السلاح”، يقدم الكاتب كاي بيرد سيرة ذاتية شاملة عن ماكجيورج باندي وويليام باندي، اثنين من “أفضل وألمع” المستشارين الذين قدموا نصائحهم حول السلام والحرب خلال أخطر سنوات الحرب الباردة. يجسد الإخوة باندي كل الإيديولوجية والغرور الذين روجوا للسياسة الخارجية الأمريكية في العقود بعد الحرب العالمية الثانية. سيتذكرون إلى الأبد كليبراليين معادين للشيوعية الذين، على الرغم من شكوكهم الجادة حيال إرسال الأميركيين للقتال في جنوب شرق آسيا، أصبحوا مهندسين رئيسيين لحرب أمريكا في فيتنام.
يعيد كاي بيرد، مؤلف كتاب “الرئيس”، السيرة الرائعة لجون ج. ماكلوي، إعادة إنشاء عالم الامتياز البوسطوني الذي نشأ فيه الإخوة باندي للحكم. تعلما في جروتون، وييل، وهارفارد، كان ماك وبيل باندي أوصياء هنري ستيمسون، دين أتشيسون، والقاضي فيليكس فرانكفورتر، وكان أصدقاؤهم ومعجبوهم يشملون والتر ليبمان، جوزيف ألسوب، وج. روبرت أوبنهايمر. شغل بيل دورًا رئيسيًا في مشروع فك تشفير التحول الذي كان لا غنى عنه لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية. ماك، كمساعد عسكري رئيسي، كان حاضرًا في يوم الدي-دي وكتب لاحقًا مقال ستيمسون الذي كان مؤثرًا ولكنه كان مضللًا، يشرح قرار ترومان باستخدام القنبلة الذرية.
في الخمسينات، أصبح الإخوة محصورين في حملة الصيد التي قادها السيناتور جوزيف مكارثي ضد المشتبه بهم بالشيوعية في الحكومة والأكاديميا. كعميد لكلية هارفارد، قاتل ماك لحماية هيكل هيكله التعليمي بينما قدم تضحيات العلماء الصغار الذين رفضوا “تسمية الأسماء” لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي. بيل، كمسؤول كبير في وكالة المخابرات المركزية، شهد تقريبا انهيار مسيرته المهنية عندما علم مكارثي أنه قدم أموالا لصندوق الدفاع عن الجاسوس السابق الجالس ألجر هيس. رفض بيل الشهادة أمام لجنة السناتور، وكان ذلك نقطة تحول في معركة مكافحة مكارثية.
بلغ الإخوة ذروة المؤسسة الأمنية الوطنية تحت رئاسة الرؤساء كينيدي وجونسون. عين كينيدي ماك باندي ليكون مستشار أمانه القومية، وانتقل بيل باندي إلى مراكز كبيرة في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية. كان أحد الاثنين معنيًا بأحداث وخدع فترة رئاسة كينيدي، بما في ذلك فشل غزو خليج الخنازير، مؤامرات للقضاء على فيديل كاسترو، وأزمة الصواريخ الكوبية. ولكن كانت دورهما في توجيه الأمة إلى حرب فيتنام التي جذبتهم إلى الجدل ووضعتهما كشخصيات فاشلة في تاريخ أمريكا.
في كل مرحلة من مراحل الحرب – من اغتيال رئيس جنوب فيتنام ديم في عام 1963 إلى حادثة خليج تونكين في عام 1964، من حملة القصف في عملية رولينج ثاندر إلى قرار الرئيس جونسون في يوليو 1965 بإرسال مئات الآلاف من القوات القتالية الأمريكية إلى فيتنام – كان الإخوة باندي حاضرين، يحثون على سياسة التصعيد التدريجي. حتى بعد أن رفض جونسون تحذيرهم من أن فيتنام قد يتحول إلى “حرب رجل أبيض” على البر الآسيوي، بقي الإخوة باندي وفي الولاء لرئيسهم الليبرالي، الذي كان عازمًا على عدم السماح للنقاد اليمينيين باتهامه بخسارة بلد آسيوي آخر للشيوعية. حتى بعد أن غادر ماك الحكومة في عام 1966 ليصبح رئيسًا مثيرًا للجدل لمؤسسة فورد، ظل صامتًا بشأن الحرب. بقي بيل في واشنطن حتى عام 1969، يحاكم حربًا كان يعلم أنها لا يمكن الفوز بها.
بناءً على ما يقرب من مائة مقابلة مع إخوة باندي، عائلاتهم وزملائهم، وعلى آلاف الصفحات من الوثائق الأرشيفية – بما في ذلك بعض المذكرات البيضاوية التي تظل مصنفة – يحتوي حساب بيرد على معلومات جديدة مذهلة تغير تاريخ حرب فيتنام. مثل أفضل الحكماء، يعتبر هذا السير الذاتية المزدوجة سواء تقريرًا داخليًا عن صنع سياسة الخارجية الأمريكية في عصر الأسلحة النووية وصورة مجموعة مذهلة لورثة الحكماء – بما في ذلك روبرت مكنمارا وجورج بول وروبرت كينيدي – والرؤساء الذين خدموهم. “لون الحقيقة” هو السيرة الذاتية النهائية لماكجيورج باندي وويليام باندي، اثنين من “أفضل وألمع” المستشارين الذين قدموا نصائحهم حول السلام والحرب خلال أخطر سنوات الحرب الباردة. الإخوة باندي يجسدون كل الإيديولوجية والغرور الذين روجوا للسياسة الخارجية الأمريكية في العقود بعد الحرب العالمية الثانية. سيتذكرون إلى الأبد كليبراليين معادين للشيوعية الذين، على الرغم من شكوكهم الجادة حيال إرسال الأميركيين للقتال في جنوب شرق آسيا، أصبحوا مهندسين رئيسيين لحرب أمريكا في فيتنام.
في كتابه المثير للإعجاب “الرئيس”، يعيد كاي بيرد إحياء عالم الامتياز البوسطوني الذي نشأ فيه الإخوة باندي للحكم. تلقى تعليمهم في جروتون، وييل، وهارفارد، حيث كانوا أتباعًا لهنري ستيمسون ودين أتشيسون والقاضي فيليكس فرانكفورتر. صداقاتهم ومعجبوهم شملوا والتر ليبمان، وجوزيف ألسوب، وج. روبرت أوبنهايمر. أسهم بيل باندي بشكل كبير في مشروع الفك التشفير السوبر سري الذي كان لا غنى عنه لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. كان ماك، كمساعد عسكري رئيسي، حاضرًا في يوم الدي-دي وكتب لاحقًا مقالًا مؤثرًا ولكن مضللًا يشرح قرار ترومان باستخدام القنبلة الذرية.
في الخمسينات، أصبح الإخوة محصورين في حملة الصيد التي قادها السيناتور جوزيف مكارثي ضد المشتبه بهم بالشيو