كتاب “لوتاس، آكلة الموج الصغيرة: قصة قندس البحر اليتيم”، من تأليف كلير هودجسون ميكر ورسومات سي. جيه. كاسون، هو عمل أدبي يستهدف القراء الصغار، يروي قصة قندس البحر الذي تم تبنيه بعمر أربعة أسابيع من قبل أكواريوم سياتل بعد أن تيتم. يعتبر هذا الكتاب مثالاً بارزاً للكتب التي تجمع بين التعليم والمتعة من خلال الجمع بين النصوص المكتوبة والصور الفوتوغرافية الملونة التي توثق بدقة مراحل نمو لوتاس وتفاعلها مع البشر والقنادس الأخرى.
تُظهر الصور كيف قام معالجون من البشر برعاية لوتاس، بدءًا من تقديم الرعاية الأولية لها وحتى إدخالها إلى بيئة تحتوي على قنادس أخرى، وأخيراً، تعليمها كيفية الاعتماد على نفسها بعيداً عن الاحتكاك المستمر بالبشر. هذه العملية ليست فقط شاهدة على التزام أكواريوم سياتل بالحفاظ على الحياة البحرية، بل تعد أيضاً نموذجاً للجهود المبذولة في سبيل إنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات البحرية اليتيمة أو المصابة.
الكتاب لا يقتصر على سرد القصص الشيقة فحسب، بل يشتمل أيضاً على رسوم توضيحية تعليمية تبين موطن قنادس البحر، غذائها، تشريحها، الحيوانات المفترسة لها وغيرها من الجوانب البيئية والبيولوجية التي تؤثر في حياتها. من خلال هذا العرض التعليمي، يسعى الكتاب لزيادة الوعي بأهمية قنادس البحر في النظم البيئية البحرية وضرورة حمايتها.
الكتاب يندرج تحت فئة الأدب الواقعي للأطفال، وهو ينتمي لتصنيف الكائنات البحرية ضمن الأدب العلمي التعليمي للأحداث. منشورات “ليتل بيجفوت”، التي أصدرت هذا الكتاب في سبتمبر عام 1999، تعكس التزامها بتقديم محتوى يرتقي بالفهم البيئي والمعرفة البيولوجية للقراء الصغار من خلال تقديم قصص تحفز العقل وتثير الفضول العلمي.
من الجدير بالذكر أن العائدات الناتجة عن مبيعات الكتاب تستفيد برنامج قنادس البحر في أكواريوم سياتل، مما يدل على دور النشر والكتب في دعم المبادرات البيئية من خلال المشاريع الأدبية. هذا النوع من التفاعل بين الأدب والمحافظة على البيئة يمثل نموذجاً مثالياً لكيفية مساهمة الثقافة الأدبية في الحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم الجهود البيئية.