في أواخر عقد 1920، شهدت البحرية الاسترالية خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز قوتها البحرية بمفاهيم الحرب العالمية الثانية، حيث تم إطلاق “County-class Heavy Cruiser” بفخر على سواحل أستراليا في عام 1927. كان هذا الثقيل الذي يحمل اسم “Australia” يمثل رمزًا للقوة والاستقلال البحري، فقد تم تصميمه ليلبي متطلبات البحرية الاسترالية المتزايدة ويعزز من قدرتها على حماية الممرات البحرية والمصالح الوطنية.
كان الطراز “County-class” يتميز ببنية فريدة ومتقدمة تكنولوجياً، حيث كان يتمتع بسعة هائلة للحمولة والتسليح. بلغ طوله نحو 192 مترًا، وعرضه حوالي 20 مترًا، مما منحه وجودًا قويًا ومهيبًا على سطح المياه. كان مزودًا بمحركات بخارية قوية، مما منحه سرعة فائقة وقدرة على التنقل بكفاءة على المسافات البحرية الكبيرة.
وكانت تجهيزات “Australia” مثيرة للإعجاب، حيث كان يحمل مجموعة متنوعة من المدافع وأنظمة الدفاع الجوي. كانت البطارية الرئيسية تشمل المدافع الرئيسية ذات العيار الكبير والتي كانت موجهة بعناية لدعم المهام البحرية المتنوعة. ومع وجود أنظمة الرادار والاستشعار المتقدمة، كانت “Australia” تتمتع بقدرة فائقة على رصد واستهداف الأهداف بدقة.
تألقت هذه السفينة الثقيلة في مختلف المهام، بدءًا من دورها الرئيسي في حماية خطوط الملاحة البحرية وصولاً إلى دعم العمليات البحرية الكبيرة. شكلت “Australia” جزءًا لا يتجزأ من القوة البحرية الاسترالية وأسهمت بفعالية في تعزيز الأمان البحري للبلاد.
في ظل التطورات المستمرة في الشؤون البحرية والتكنولوجيا العسكرية، بات لزامًا على البحرية الاسترالية الاستثمار في التحديث والتحسين المستمر لقوتها البحرية. “Australia” تظل واحدة من السفن البحرية التي ستحفظ مكانتها في تاريخ القوات البحرية الاسترالية، باعتبارها رمزًا للتفوق العسكري والالتزام بالدفاع عن سيادة المياه الإقليمية.