في روايتها الرائعة “لا زال هناك غد”، نقلت الكاتبة الراحلة أميرة عز الدين قارئها إلى عالمٍ متنوع ومعقد، حيث تتلاقى النهايات وتتجسد في وجوه آخرى تحمل اسم “البداية”. يتمحور السرد حول مفهوم القدر، حيث يظهر بأنه ليس سوى ترتيب إلهي، يجعل الصدفة تلعب دورًا حاسمًا في صفحات الحياة.
تنكشف الرواية كأرض خصبة لزرع أفكار متنوعة حول الحب والألم، حيث يمكن للحب أن يتحول إلى عذاب، ويمكن للألم أن يكون مصدرًا للطهارة. يتخذ الكتاب من الغواية على درب دناءة تها خيوطًا، يُبرر فيها العشق كوسيلة لتحقيق المستحيل، وتكون الانحرافات البعيدة عن المألوف عين الصواب أو عين الخطأ، حسبما تعرضت لها الشخصيات المتنوعة التي تجسد وجوهًا مختلفة للإنسانية.
تعكس الصفحات المتألقة للكتاب الجمالية اللغوية لأميرة عز الدين، حيث تكون العبارات ليست مجرد كلمات بل لوحة فنية تستعرض ألوانًا وتفاصيل تجسد المشاعر والأحاسيس بشكل مدهش. يبني الكتاب جسورًا بين الواقع والخيال، يتيح للقارئ استكشاف عوالم لا تُحدد بالإطار الزمني أو المكاني.
في صفحات الرواية، تظهر شخصيات متنوعة، تمثل مختلف أوجه التناقض في الإنسان. تقدم الكاتبة رؤية فريدة حول المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية، حيث يمكن أن يبرر الانحراف عن المألوف بالنظرة الشفافة للعشق.
تأتي الرواية في 236 صفحة، تمنح القارئ فرصة للانغماس في عالم غني بالتفاصيل والأحداث المتشابكة. صدرت الرواية عام 2018 عن دار ن للنشر و التوزيع، وجاءت بغلاف ورقي يعكس جمال الروح الفنية للعمل.
في فئة الأدب والخيال، تتألق “لا زال هناك غد” كرواية تتجاوز الحدود المألوفة، وتنقل القارئ إلى عوالم لا تنتهي، حيث تتلاقى القدرات الإبداعية للكاتبة مع عمق الأفكار وتعقيد العواطف. إنها رحلة أدبية تترك في نفس القارئ أثرًا لا يُنسى، مثبتة بريشة أميرة عز الدين الفنية الرائعة.