في كتابه “لماذا نقاتل: الوضوح الأخلاقي والحرب على الإرهاب”، يستعرض ويليام بينيت الأحداث المأساوية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حيث تجسدت هذه الأحداث كمأساة لا تُنسى، وفي الوقت ذاته كشفت عن قوة وعزم روح أمريكا المتجددة. لم يشهد التاريخ تلاحماً ووحدة مثلما شهدناها بعد الهجوم المروع على ميناء بيرل هاربر، حيث اندفعت الأمة بروح واحدة وهدف مشترك، مقررة تحمّل أي مصاعب قد تكون ضرورية للفوز في حرب الإرهاب. كنا متحدين في الدفاع عن بلادنا ومؤمنين بقيمنا الوطنية، فقد أظهرت هذه الفترة الصعبة أفضل ما في طابعنا الوطني.
ومع ذلك، كانت هناك مجموعة صغيرة من المفكرين العاملين في الإعلام والأكاديميين والكتّاب الذين لم يكونوا جزءًا من هذا الاستجابة الموحّدة. إذ ما زالوا يروجون لنفس الشكوك حول أمريكا وتقاليدها التي نقضت تدريجيًا ثقتنا الوطنية وعزمنا في العقود الأخيرة. ففي غضون أيام من الهجمات، برزت هذه العقلية المُعطّلة، حيث تسارع الشخصيات المؤثرة لإلقاء اللوم على أمريكا والتنديد بما كانوا يعتقدون أنه سيكون رد فعلنا قاتلًا وعشوائيًا. وبينما يظل معظم الأميركيين واثقين من عدالة وملائمة ردودنا العسكرية في أفغانستان، فإن هؤلاء النقاد الصوتيين أثاروا شكوكًا في بعض الأذهان، مما جعلهم يتساءلون عما إذا كنا قد جلبنا الهجمات على أنفسنا بسبب سياستنا الخارجية، أو ثقافتنا الشعبية، أو دعمنا لإسرائيل.
في هذا السياق، ومع دخولنا إلى المرحلة التالية من ما ستكون بلا شكّ حربًا طويلة وخطيرة، يعود بينيت ليواجه ويدحض العديد من الأساطير والتفاهمات الخاطئة حول طابع أمريكا ودورها في الشؤون العالمية التي أصبحت شائعة بين النخب الوطنية. ففي صباح الثاني عشر من سبتمبر، طلعت شمس الوضوح الأخلاقي المذهل الذي قاد أفعال العديد من الأميركيين، سواء قادتهم أو مواطنيهم. ويسعى بينيت إلى الحفاظ على هذا الوضوح لضمان عدم تراجع إرادتنا الوطنية في هذه الحرب الصعبة والضرورية.
إن “لماذا نقاتل: الوضوح الأخلاقي والحرب على الإرهاب”، الصادر عن دار نشر دبلدي، في إبريل عام 2002، يمثل محاولة مهمة لتوجيه الرد على الشكوك والاعتراضات، وللحفاظ على الحماس الوطني الذي شهدناه في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر.