لماذا ماك أكثر أمانًا؟

5 أسباب تجعل أجهزة ماك أقل عرضة للبرمجيات الخبيثة من أجهزة ويندوز

منذ ظهور البرمجيات الخبيثة والفيروسات الحاسوبية، أصبحت أجهزة الكمبيوتر عرضة لهذه التهديدات بشكل كبير. وبالنسبة للمستخدمين الذين يتساءلون عن السبب في كون أجهزة ماك أقل عرضة للبرمجيات الخبيثة من أجهزة ويندوز، فإن هناك عدة عوامل تساهم في هذا الفرق الكبير في الأمان. يعود هذا الأمر إلى طبيعة تصميم أنظمة التشغيل نفسها، إضافة إلى السلوكيات الأمنية الخاصة بكل منهما. في هذا المقال، سنتناول خمسة أسباب رئيسية تجعل أجهزة ماك أقل عرضة للبرمجيات الخبيثة من أجهزة ويندوز.

1. نظام التشغيل macOS يعتمد على بنية Unix التي تتمتع بأمان متقدم

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل أجهزة ماك أقل عرضة للبرمجيات الخبيثة هو أن نظام التشغيل macOS يعتمد على بنية Unix، والتي تعتبر أكثر أمانًا مقارنة بأنظمة التشغيل الأخرى. يتمتع Unix بطبقات متعددة من الأمان، بما في ذلك التقييدات الصارمة على الوصول إلى ملفات النظام. كما أن هذه البنية تجعل من الصعب على البرمجيات الخبيثة إحداث تغييرات في النظام دون موافقة المستخدم.

في المقابل، لا تملك أنظمة ويندوز نفس مستوى الحماية الداخلية على مستوى نواة النظام. في العديد من الأحيان، تتطلب البرمجيات الخبيثة التي تستهدف أجهزة ويندوز أن يحصل المهاجم على حقوق المدير، وهو ما يمكن أن يحدث بشكل أكثر سهولة في بعض الحالات، مما يعرض النظام لمزيد من المخاطر.

2. العدد الأقل من الفيروسات الموجهة لأنظمة macOS

على الرغم من وجود تهديدات أمنية لأجهزة ماك، إلا أن عدد الفيروسات والبرمجيات الخبيثة الموجهة إلى أنظمة macOS أقل بكثير مقارنة بنظام ويندوز. يرجع ذلك إلى أن ويندوز يعتبر أكثر انتشارًا في بيئات العمل والمنزل، مما يجعله الهدف الأكثر جذبًا للمهاجمين. وبسبب شعبية ويندوز، تركز الشركات المهاجمة بشكل أكبر على تطوير البرمجيات الخبيثة التي تستهدف هذا النظام.

من ناحية أخرى، يستخدم macOS نسبة أقل بكثير من المستخدمين في السوق، مما يقلل من الدافع لدى المهاجمين لتطوير برمجيات خبيثة خاصة بهذا النظام. إلا أنه يجب التنويه إلى أن البرمجيات الخبيثة قد تبدأ في الظهور بشكل متزايد في المستقبل مع زيادة استخدام أجهزة ماك.

3. التحديثات الأمنية المنتظمة والمغلقة في macOS

تتبع أجهزة ماك سياسة التحديثات الأمنية المغلقة التي تعني أن أبل توفر تحديثات منتظمة لجميع الأجهزة التي تعمل بنظام macOS. تعتبر هذه التحديثات مجانية ومتاحة للمستخدمين بشكل آمن من خلال متجر التطبيقات الخاص بالشركة. إذ تهتم أبل بإصلاح الثغرات الأمنية فور اكتشافها، وتقوم بتطبيق هذه التحديثات بشكل دوري لتأمين النظام ضد البرمجيات الخبيثة.

في المقابل، قد تتأخر أجهزة ويندوز في الحصول على التحديثات الأمنية في بعض الحالات، خاصة في بيئات العمل حيث يختار المسؤولون عن النظام متى وأين يتم تطبيق التحديثات، مما يزيد من الفرص أمام البرمجيات الخبيثة للاستفادة من الثغرات الأمنية غير المُعالجة.

4. إدارة الصلاحيات في macOS أكثر تشددًا

أحد أهم الأسباب التي تجعل أجهزة ماك أكثر أمانًا هو طريقة إدارة الصلاحيات في macOS. عند تثبيت البرامج أو التطبيقات على أجهزة ماك، يطلب النظام دائمًا إذن المستخدم قبل تنفيذ أي تغيير مهم. على سبيل المثال، إذا كانت هناك برمجية خبيثة تحاول تغيير إعدادات النظام أو الوصول إلى ملفات حساسة، يجب أن تحصل على موافقة المستخدم، وهذا يجعل من الصعب على البرمجيات الخبيثة الانتشار أو التسبب في أضرار جسيمة.

من جهة أخرى، يمكن لبعض البرمجيات الخبيثة التي تستهدف أجهزة ويندوز أن تحصل على حقوق المدير أو حتى تقوم بتشغيل نفسها تلقائيًا عند تشغيل الكمبيوتر، مما يجعلها أكثر قدرة على التسلل والتسبب في أضرار دون علم المستخدم.

5. التركيز على التطبيقات الموثوقة في متجر التطبيقات

أحد الأسباب الأخرى التي تجعل أجهزة ماك أكثر أمانًا هو متجر التطبيقات الخاص بنظام macOS. يفرض متجر التطبيقات التابع لأبل مجموعة من القواعد الصارمة بشأن الموافقة على التطبيقات التي يمكن تحميلها، حيث يتم فحص جميع التطبيقات من قبل أبل قبل أن تصبح متاحة للمستخدمين. هذا يعني أن التطبيقات التي يتم تنزيلها من متجر التطبيقات تكون أقل عرضة لأن تحتوي على برمجيات خبيثة.

في المقابل، يتيح ويندوز للمستخدمين تحميل التطبيقات من العديد من المصادر المختلفة، بما في ذلك الإنترنت والمصادر غير المعروفة. هذا يزيد من احتمالية تحميل برامج خبيثة التي قد تصيب جهاز الكمبيوتر.

الخلاصة

على الرغم من أن أجهزة ماك ليست محصنة بالكامل ضد البرمجيات الخبيثة، إلا أن مجموعة من العوامل تساهم في تقليل تعرضها للمخاطر مقارنةً بأجهزة ويندوز. بنية Unix الآمنة، العدد المحدود من الفيروسات الموجهة، التحديثات الأمنية المنتظمة، إدارة الصلاحيات المشددة، والتركيز على التطبيقات الموثوقة كلها عوامل تجعل من أجهزة ماك أكثر أمانًا من نظيراتها التي تعمل بنظام ويندوز. في نهاية المطاف، يبقى الأمر متروكًا للمستخدمين للحفاظ على أجهزتهم آمنة من خلال تحديث البرمجيات، توخي الحذر عند تنزيل التطبيقات، واستخدام أدوات الأمان المناسبة.