لماذا تصل رسائلك للبريد العشوائي؟

لماذا تصل رسائلك التسويقية إلى مجلد البريد العشوائي؟

في عالم اليوم الرقمي المترابط، يعد البريد الإلكتروني أحد أهم وسائل الاتصال بين الشركات والعملاء. لكن مع تزايد الاعتماد على البريد الإلكتروني كأداة تسويقية، أصبح الوصول إلى صندوق الوارد أمرًا معقدًا بشكل متزايد، خاصة بالنسبة للرسائل التسويقية. قد تكون قد لاحظت أن العديد من الرسائل التسويقية التي ترسلها لشبكتك أو لعملائك المحتملين، تصل إلى مجلد البريد العشوائي أو “سبام”، مما يؤدي إلى ضياع فرص هامة للتواصل مع جمهورك المستهدف. هذه الظاهرة ليست عرضية، بل هي نتيجة لعدد من العوامل التقنية والسلوكية التي تؤثر على تصنيف الرسائل. في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تؤدي إلى تصنيف الرسائل التسويقية على أنها بريد عشوائي، وكيفية تجنب ذلك.

1. فلاتر البريد العشوائي المتقدمة

تتطور فلاتر البريد العشوائي باستمرار، حيث تعتمد على خوارزميات معقدة للكشف عن الرسائل التي قد تكون مزعجة أو غير مرغوب فيها. تستخدم هذه الفلاتر عدة معايير لتصنيف الرسائل، مما يجعل الرسائل التسويقية عرضة للوصول إلى المجلد غير المرغوب فيه. تشمل هذه الفلاتر أدوات مثل:

• التعرف على الكلمات الرئيسية: تحتوي الرسائل التسويقية في كثير من الأحيان على كلمات محددة مثل “خصم”، “عرض محدود”، “أفضل الأسعار” وغيرها من العبارات التي يتم ربطها عادة بالبريد العشوائي. إذا كانت الرسالة تحتوي على هذه الكلمات بشكل مفرط، قد يتم تصنيفها بشكل تلقائي كرسالة مزعجة.

• تحليل الروابط: إذا كانت الرسالة تحتوي على روابط موجهة إلى مواقع مشبوهة أو روابط يتم استخدامها بشكل متكرر في حملات البريد العشوائي، فإن الفلاتر قد تتعرف عليها على أنها رسائل غير مرغوب فيها. وعلاوة على ذلك، فإن إضافة العديد من الروابط في الرسالة قد يؤدي إلى رفع احتمالية تصنيف الرسالة كبريد عشوائي.

• التنقيح السلوكي: تعتمد بعض فلاتر البريد على تصنيف الرسائل بناءً على سلوك المستخدمين. على سبيل المثال، إذا كانت العديد من الأشخاص الذين تلقوا الرسالة قد حددوها كرسالة غير مرغوب فيها، قد يتم تصنيف الرسالة بشكل تلقائي في المرات التالية على أنها بريد عشوائي.

2. سمعة المرسل وعنوان البريد الإلكتروني

تلعب سمعة المرسل دورًا كبيرًا في تصنيف الرسائل. العديد من خدمات البريد الإلكتروني تقوم بتقييم سمعة المرسل بناءً على تاريخه في إرسال رسائل غير مرغوب فيها. إذا كانت سمعة المرسل سيئة أو كانت هناك شكاوى كثيرة من رسائله، فإن رسائله ستكون أكثر عرضة للوصول إلى مجلد البريد العشوائي.

أسباب سوء سمعة المرسل قد تتضمن:

• عدم التفاعل من قبل المستقبلين: إذا كان المستقبلون لا يفتحون رسائل المرسل أو يقومون بوضعها في المجلد العشوائي بشكل متكرر، فإن مزود الخدمة البريدية قد يتخذ هذا كإشارة إلى أن المرسل يرسل محتوى غير مرغوب فيه.

• استخدام عنوان بريد إلكتروني جديد: إذا كنت تستخدم عنوان بريد إلكتروني جديد أو لم يتم التحقق منه بشكل صحيح، فإن رسائلك قد يتم تصنيفها بشكل مسبق كرسائل غير مرغوب فيها.

3. تصميم الرسالة وجودتها

لا يقتصر تصنيف الرسائل كرسائل غير مرغوب فيها على الكلمات والروابط فحسب، بل أيضًا على جودة تصميم الرسالة نفسها. الرسائل التي تبدو غير احترافية أو تحتوي على تصميم غير منظم قد يتم تصنيفها على أنها بريد عشوائي.

أسباب تصميم الرسالة التي قد تؤدي إلى تصنيفها كرسالة غير مرغوب فيها:

• استخدام تنسيقات غير ملائمة: الرسائل التي تحتوي على نصوص بأحجام كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا، أو تلك التي تستخدم ألوانًا غير منسقة قد تجذب انتباه فلاتر البريد العشوائي.

• الكثير من الصور دون نصوص: الرسائل التي تحتوي على صور فقط أو تحتوي على عدد كبير من الصور دون نصوص يمكن أن يتم تصنيفها كبريد عشوائي. تحاول بعض الرسائل التسويقية استخدام الكثير من الصور لجذب الانتباه، ولكن بدون وجود نص مفسر، تكون أكثر عرضة للتصفية.

• الإفراط في استخدام الحروف الكبيرة أو الرموز: استخدام الحروف الكبيرة في العناوين أو الإفراط في إضافة الرموز والرمزيات يؤدي إلى تصنيف الرسالة كرسالة مزعجة.

4. تكرار نفس الرسالة إلى قوائم ضخمة

عندما يتم إرسال نفس الرسالة التسويقية إلى قائمة كبيرة من الأشخاص دون تخصيص محتوى الرسالة بناءً على اهتمامات أو سلوكيات المتلقين، فإنها تصبح أكثر عرضة لأن يتم تصنيفها كبريد عشوائي. فالمرسل الذي يرسل نفس الرسالة لجميع الأشخاص دون تخصيص قد يظهر على أنه يحاول استهداف أكبر عدد من الناس دون الاهتمام بجودة التواصل.

علاوة على ذلك، فإن إرسال رسائل متكررة بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى تصنيف حسابك كمصدر للبريد العشوائي من قبل مزودي خدمة البريد الإلكتروني. هناك منظمات توفر قوائم البريد التي تقوم بتحديد الرسائل المزعجة، وعندما يتم إرسال نفس الرسائل مرارًا وتكرارًا إلى ملايين العناوين، فإن هذا قد يثير الشكوك حول مصداقية المرسل.

5. الشهادات والتراخيص غير الصحيحة

يتعين على المرسلين التحقق من إرسال رسائلهم ضمن إطار القوانين المعمول بها في بلدانهم، مثل قوانين مكافحة البريد العشوائي (CAN-SPAM) في الولايات المتحدة أو قوانين GDPR في الاتحاد الأوروبي. عدم الامتثال لهذه القوانين يمكن أن يؤدي إلى تصنيف الرسائل كبريد عشوائي، بالإضافة إلى فرض غرامات على المرسل.

يشمل ذلك إرسال رسائل بدون تضمين خيار واضح لإلغاء الاشتراك أو توفير معلومات دقيقة عن المرسل.

6. استخدام التصفية من مزودي خدمة البريد الإلكتروني

توفر خدمات البريد الإلكتروني مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” أدوات تصفية ذكية لتحديد الرسائل المزعجة. إذا كانت رسالتك تحتوي على علامات تثير الفلاتر مثل الروابط المشبوهة أو المرفقات الكبيرة الحجم، فإنها قد تُرسل مباشرة إلى المجلد العشوائي.

7. تأثير تقنيات البريد الإلكتروني على التسويق

تستخدم الكثير من الشركات أدوات وتقنيات خاصة لزيادة فعالية حملاتها التسويقية عبر البريد الإلكتروني. هذه الأدوات غالبًا ما تعتمد على آليات جمع البيانات وتحليلها. ولكن إذا لم يتم استخدام هذه الأدوات بشكل أخلاقي، مثل إرسال رسائل غير مخصصة أو جمع بيانات بطريقة غير شفافة، قد يؤدي ذلك إلى تصنيف الرسائل كرسائل مزعجة.

8. رسائل غير مرغوب فيها في الماضي

إذا كانت لديك سابقة في إرسال رسائل غير مرغوب فيها، سواء كان ذلك عن عمد أو بسبب تقنيات التسويق التي تم استخدامها، فقد تتأثر سمعتك عبر الإنترنت. على سبيل المثال، إذا أرسل شخص ما رسالة إليك من عنوان بريد إلكتروني معروف بالإعلانات المزعجة في الماضي، فإن الخوارزميات قد تصنف رسائلك المستقبلية كرسائل غير مرغوب فيها.

التجنب والوقاية

لضمان وصول رسائلك التسويقية إلى صناديق الوارد بدلاً من مجلد البريد العشوائي، ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية:

• تحسين محتوى الرسالة: تجنب الإفراط في استخدام الكلمات المشبوهة، وركز على تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية للمستقبلين.

• احترام القوانين: تأكد من الامتثال لجميع القوانين المحلية والدولية المتعلقة بالبريد الإلكتروني التسويقي.

• استخدام تقنيات التخصيص: حاول تخصيص رسائلك بناءً على اهتمامات وتفضيلات المستلمين.

• تحقق من سمعة المرسل: راقب سمعة عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك وتأكد من أن حسابك ليس مصنفًا كمصدر رسائل غير مرغوب فيها.

من خلال هذه الممارسات، يمكنك تحسين فرص وصول رسائلك التسويقية إلى صندوق الوارد، وتجنب التأثير السلبي للبريد العشوائي على حملاتك التسويقية.