تقدم رواية “تقريبًا آدم” للكاتب بيترو بوبيسكو رحلة مذهلة إلى سهول كينيا النائية وغير المكتشفة، حيث يكتشف عالم الأحافير الأمريكي كين لودر صبيًا تتطابق ملامحه الجسدية مع تلك المعروفة باسم “الحلقة المفقودة”. هذا اللقاء الذي يهز الأرض يضع مسارًا لقصة مذهلة من المغامرة والدهشة.
يدرك كين سريعًا أن هذا المكان قد تجاوز تطور النشوء وظل ثابتًا لملايين السنين. وحيدًا في البراري، يشكل كين رابطة غير عادية مع الصبي، ومعًا، يجب عليهما الصيد للبقاء على قيد الحياة – بينما يتعرضان للمطاردة من قبل الحيوانات المفترسة الخطيرة التي تجوب السافانا البريئة بجمالها.
سرعان ما يدرك كين أنه ليس وحده مع الصبي. فالموديبو القبيح، الذي يشبه السلطعون وهو صياد جائر يسعى لقتل كين ومنعه من كشف غموض وجود الصبي. ينضم الموديبو إلى سيريل أندرسون، عالم الأنثروبولوجيا الشهير عالميًا، الذي لم يجد “اكتشافًا” هامًا منذ سنوات. سيفعل أي شيء لسرقة اكتشاف كين. يثير أندرسون مؤامرة ذات قوة عالية لكشف سر السافانا.
للهروب، يقود الصبي كين إلى الغابة ويقدمه لقبيلة مخفية من البشر البدائيين. يصبح كين بسرعة جزءًا منهم، يتخلص من ذاته الحديثة ويشكل رابطة مع هؤلاء الكائنات الشبيهة جدًا بأسلافه الخاصين.
تمتزج في هذه الرواية عناصر المغامرة والخيال ببراعة، حيث تأخذنا في رحلة عبر الزمن والفضاء إلى عالم مثير مليء بالألغاز والخفايا، وتقدم لنا نظرة جديدة على تطور الإنسان ومكانته في الكون. إنها قصة تأمل في الطبيعة البشرية وتجاوزاتها، وفي النهاية، ترسم صورة للتواصل العميق بين الإنسان وعالمه البري القديم.