“ما الذي حدث في كانساس؟: كيف فاز الشخصيات المحافظة بقلوب الأمريكيين”، كتابٌ يلقي الضوء على لغزٍ سياسي كبير في الولايات المتحدة، وهو موضوع يستحق التأمل والتفكير المستمر. يتناول الكتاب ببراعة وفكاهة موضوعاً ذا أهمية بالغة في الساحة السياسية الأمريكية المعاصرة.
تأليف الكاتب توماس فرانك، والذي نجح في رسم صورة حية لولاية كانساس، وهي الولاية التي كانت في السابق معروفة بتطرفها السياسي، لكنها اليوم تحتل مكانة متقدمة بين أكثر المشاركين حماسة في الحروب الثقافية. يُسلط فرانك الضوء في كتابه على لغز سياسي كبير في عصرنا: لماذا يصوت العديد من الأمريكيين ضد مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية؟
مع براعته المعترف بها وحدة فكره، يجيب فرانك عن هذا اللغز من خلال استعراض ولايته الأم، كانساس – مكانًا كان مشهورًا مرة بتطرفه اليساري وأصبح اليوم يحتل مكانًا بين أكثر المشاركين حماسة في الحروب الثقافية على مستوى البلاد. يتتبع فرانك ما يسميه “رد الفعل الثلاثيني” – الانتفاضة الشعبية ضد النظام الليبرالي المفترض – ويكشف كيف أصبح المحافظون، الذين كانوا في السابق رمزًا لامتياز الطبقة، عقيدة لملايين الأمريكيين العاديين.
تحليل بارع ومضحك أيضًا، “ما الذي حدث في كانساس؟” يُظهر صورة حية لعالم مقلوب رأسًا على عقب، حيث يتلوى البطاركة العمال الذين يتلون القسم وهم يخنقون فرص حياتهم؛ حيث يصوت المزارعون الصغار لصالح نظام وول ستريت الذي في نهاية المطاف سيطردهم من أراضيهم؛ وحيث نجح مجموعة من الطلاب الجامعيين والمحامين ورؤساء الشركات في إقناع البلاد بأنها تتحدث نيابة عن الشعب.
“ما الذي حدث في كانساس؟”، كتاب يستحق القراءة والتأمل، يقدم رؤية متميزة وممتعة لعالم سياسي معقد، ويوفر فهماً عميقاً لما يحدث في عقول وقلوب الناخبين في الولايات المتحدة اليوم.