تأخذنا رواية “آخر العشاءات” للكاتبة ديان موت دافيدسون في رحلة مشوقة إلى عالم من الإثارة والغموض، حيث تتشابك الأحداث وتتداخل الشخصيات في قصة تجسد مزيجًا مثيرًا من الحب والجريمة والتحقيقات. تعيش جولدي، الطاهية الماهرة، أحداثًا تقشعر لها الأبدان في يوم يفترض أن يكون أسعد أيام حياتها، حيث تتجه نحو الزواج مرة أخرى بعد أن واجهت تحديات عديدة في حياتها.
تجمع جولدي بين شغفها بتحضير الطعام وحبها لحل الجرائم مع توم، المحقق في قسم الجرائم بالمقاطعة، ويبدو أن المستقبل يبتسم لهما حيث يستعدان لبداية جديدة معًا. ومع تجهيزها لوجبة استقبال الزفاف اللذيذة في كنيسة سانت لوقا الإنجيلية، تتلقى جولدي مكالمة هاتفية طارئة تغير مجرى حياتها.
تكتشف جولدي بأن الزفاف قد أُلغي بسبب جريمة قتل، حيث يجد توم القس تيودور أولسون مصابًا بطلق ناري وعلى وشك الموت. ومن هنا تتصاعد الأحداث، فتجد الشرطة جثة وآثار صراع عنيف، بينما يختفي توم بدون أثر، مما يثير تساؤلات عديدة حول مصيره وعن طبيعة الجريمة التي وقعت.
تتأمل جولدي بحزن إرسال الأطباق اللذيذة التي أعدها إلى مطبخ السوب بعد إلغاء الزفاف، وتبقى كعكة الشوكولاتة الداكنة بالنعناع الأبيض على الجانب، في انتظار اللحظة المناسبة لإعادة التسخين، بينما تبدأ جولدي رحلة بحث محمومة عن قاتل الأب أولسون ومصير خطيبها المفقود.
مع تعلق حياة توم بالخيط الرفيع، تحتاج جولدي بشدة إلى فك رموز الملاحظات التي تركها توم عند جثة القس أولسون، وهنا يبدأ العد التنازلي، حيث تتوقف مستقبل جولدي على كشف هوية المسيحي الذي ربما بدأ طريقه إلى الجحيم بنية طيبة، لكنه سرعان ما سيقوده إلى الدمار.
هكذا، تجسد رواية “آخر العشاءات” عمق العلاقات الإنسانية وتعقيدات العواطف، مع تشابك الأحداث وتفاعل الشخصيات في عالم مليء بالغموض والإثارة، وتتركنا ونحن نتابع أحداثها على أحر من الجمر، متلهفين لمعرفة نهايتها ومصير شخصياتها المثيرة.