عندما نَزَلَتْ سَماء الليل بِظلامِها العميق، وغفلت أنوار المدينة عن العالم، بدأت حكاية الغموض والبحث الشَّاق عن الطفلة الصَّغيرة نورة، في كتابٍ مشوّق بعنوان “أين ذهبت نورة؟”، صاغته قلم المبدعة منى العتيبي. إنها رواية تلامس وجدان القارئ، تتخللها أحداثٌ ملتهبة ومشوّقة، تأخذك في رحلة مثيرة تحت أقنعة اللغز والغموض.
تُسَلِّطُ القصة الضوء على لحظة اختفاء نورة، الفتاة البريئة التي اختفت فجأةً دون أثر، ومع كل كلمة مكتوبة، يتعمَّق السرد في مشاعر البحث والقلق التي يعيشها أفراد عائلتها وأصدقاؤها. فكل شخصية تظهر بواقعيتها، حيث يتم تقديمها بأسلوب يجعلك تتأمل في عقولهم وقلوبهم، وتفهم الألم والشوق الذي يعتصرهم.
الدارَ الهادئة حيث الأطفال والغرف المليئة بالأحلام البريئة، أصبحت خلفًا لتساؤلات البالغين الذين يبحثون في كل ركن عن أثر للطفلة الضايعة. يصل الأمر حتى أن سَعْد يُعلِنُ انسِحابه بصوت عالٍ، وكأنه يصرخ بالعجز واليأس أمام الغموض الذي يكتنف اختفاء نورة.
في عالم مليء بالتشويق والحيرة، يتسلَّل القلق إلى قلوب الشخصيات والقراء على حدّ سواء. وعلى الرغم من جهود البحث المضنية في غرف النوم والحمامات وحتى على السَّطح، يظل السؤال الحاضر: “أين ذهبت نورة؟”
في 24 صفحة فقط، نقلنا إلى عالمٍ مُشوِّق ومثير، متسلحين بالحيرة واللغز، وفي النهاية، يظل القارئ يتساءل ويتأمل، متوقعًا أن تكشف الصفحة الأخيرة عن لغز اختفاء نورة، ولكن هل سيجد الجواب؟ هل ستستمر الأحداث في التفجير بصدماتها، أم سيعود الهدوء إلى دار الأطفال ويستعيدون السلام الذي فقدوه مع اختفاء نورة؟ يبقى هذا الكتاب لغزًا ينتظر أن يُكشَفَ، مترقبين اللحظة التي تنكشف فيها أسرار الليل وتعود نورة إلى أحضان الواقع.