“فتاة لعبت الغو” للكاتبة شان سا وبتأديب أدريانا هنتر هو عمل أدبي ينقل القارئ إلى بلدة منغولية نائية في الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث تتزايد هموم فتاة في السادسة عشرة من عمرها بشكل أكبر حول تحولات أنوثتها بدلاً من التركيز على التصاعد العدائي بين بلادها واليابانيين المحتلين لها. وعلى الرغم من أنها لا تزال فتاة مدرسية بشعرها المضفر، إلا أنها تجرب أول قصة حب لها مع طالب مناهض للنظام. وكلما فهمت المزيد من حياة الكبار، كلما أصبحت أكثر ازدراءً لخدعها، وكلما فقدت نفسها أكثر في شغفها الوحيد: لعبة الغو القديمة.
ومن المدهش لفتاة مراهقة – وفتاة في ذلك – أن تسيطر على الألعاب في بلدتها. لا يثيرها أي خصم حتى يتحداها غريب، يكشف عن نفسه أمامنا كجندي ياباني متنكر. يبدآن لعبة ويواصلانها لعدة أيام، نادراً ما يتحدثان ولكنهما متأثران بعمق بتكتيكات بعضهما البعض. مع تصاعد الاشتباك بين شعوبهما وتصاعد يأسهما، ومع بدء حياتهما غير المحكية بالانحراف بشكل جنوني، يتمتع الفتاة والجندي بشيء واحد فقط – تقدم لعبتهما، حيث كل حركة تقربهما أكثر من مصيرهما المروع.
في “الفتاة التي لعبت الغو”، نجحت شان سا في تجسيد العواطف اللاذعة لمرحلة المراهقة في قصة جميلة وجذابة تتناول الحب والقسوة وفقدان البراءة. تجسد هذه الرواية الروحية والجمالية جوانب متعددة من الإنسانية والعلاقات الإنسانية بأسلوب يجمع بين العمق والأناقة والفن.
“الفتاة التي لعبت الغو” تعتبر معلمًا في الأدب الروائي، حيث تمزج بين السرد الرائع والشخصيات القوية والمواضيع العميقة التي تثير تفكير القارئ وتلامس قلبه في آن واحد. من خلال أسلوبها السلس والمؤثر، تأسر شان سا قلوب القراء وتأخذهم في رحلة لا تُنسى عبر الزمن والمكان وعمق العواطف الإنسانية.