“لتحرير الحرية: الفوز في حرب الحرية على الليبرالية”، للكاتب شون هانيتي، يعدّ من الأعمال البارزة في عالم الكتب السياسية. يضع هذا الكتاب أمام القارئ سؤالين أساسيين يعكسان التحديات التي تواجه الأمريكيين في وقتنا الحالي. أولاً، هل نحن فعلاً مستعدون لمواجهة هذه الحرب الجديدة للقضاء على الإرهاب والنظم الإرهابية، والفوز بها بشكل حاسم – بغض النظر عن التضحيات التي قد تتطلبها أو مدى الوقت الذي قد يستغرقه؟ وثانياً، هل نحن مستعدون مرة أخرى لتعليم أبنائنا المبادئ والقيم الأساسية التي تجعل هذا البلد عظيمًا – القيم التي تستحق المعركة والحياة والموت من أجلها؟
شون هانيتي، الذي أصبح ظاهرة حديثة ساخنة في عالم التلفزيون والراديو، يقدم لنا في “لتحرير الحرية” لمحة حول العالم السياسي والاجتماعي والثقافي كما يراه. يركز بشكل خاص على أحداث 11 سبتمبر، وحرب الإرهاب، والتهديد المستمر الذي نواجهه داخليًا وخارجيًا. يوضح بوضوح أن أكبر تحدي يجب التغلب عليه قد لا يكون هجومًا من خارج الحدود، ولكن الفشل التدريجي للطابع الوطني الذي نمتلكه. ويطرح سؤالًا حول سبب تفوق أصوات اليسار – الذين قضوا عقودًا في تدمير القيم والتقاليد الأساسية للبلاد – في هذا الوقت الذي نحن فيه في حالة حرب.
الوطن، كما يذكرنا هانيتي، تأسس على فكرة الحرية. ومن أجل حماية حرياتنا، يجادل أنه يجب علينا أن نظل يقظين ضد محاولات الليبراليين للتنازل عن قواها. يكشف عن كيف تعرضت خطوط دفاعنا القوية – سواء في القوات العسكرية والاستخبارات، أو عند حدودنا ومطاراتنا، أو حتى التزامنا الموحد بالقضاء على الإرهابيين داخليًا وخارجيًا – للهجوم من قبل الأصوات اليسارية داخل حكومتنا ووسائل الإعلام والمدارس وغيرها. ويظهر كيف استغل الليبراليون حتى القضايا الداخلية مثل الضرائب والتعليم والوطنية والأسرة لديهم أجنداتهم الخاصة – مع نتائج قد تكون كارثية.
مليء بالتعليقات العقلانية والجدل العاطفي الذي جعل شون هانيتي أكثر أصوات اليمين إقناعًا منذ راش ليمبو، “لتحرير الحرية” هو نداء عاجل إلى السلاح. لأنه كما يحذر هانيتي، “نحن مشغولون في حرب الأفكار. والحضارة في خطر”.