في كتابه الرائع “لبنان الدين والدنيا”، يأخذنا المؤلف ألبير فرحات في رحلة مثيرة وممتعة عبر تفاصيل حياته ورحلته الفكرية والثقافية. البير ابراهيم فرحات، الذي وُلد في البرازيل في 16 أيار 1931، يشكل شخصية مميزة تتأثر بتراث لبناني من جهة وتأثير البرازيل والأصول البرتغالية من جهة أخرى.
يعكس الكتاب بشكل ممتاز التنوع الثقافي والديني الذي شكل حياة الكاتب. حينما عاد إلى لبنان في عام 1938، بدأت رحلته التعليمية في كليّة المقاصد الإسلامية والكلية البطريركية للروم الكاثوليك، وكذلك في البعثة الألمانية الفرنسية في بيروت. تميزت حياته بالتعددية الثقافية والدينية، حيث استمد فهمه ورؤيته من تلاقي الثقافات المختلفة.
عام 1949، انضم إلى عرضة المقاصد الإسلامية والكلية البطريركية للروم الكاثوليك والبعثة الألمانية الفرنسية في بيروت، مما أثر بشكل كبير في تشكيل مساره الفكري. يبدو أن الكتاب يحمل تأثيرات وتجارب شخصية غنية ومتنوعة، حيث يسلط الضوء على مراحل حياته الأكثر تأثيرًا واللحظات الحاسمة التي ساهمت في تشكيل فهمه الفريد للدين والحياة.
الصحافة والإعلام تظهر كفئة رئيسية في محتوى الكتاب، حيث يمتزج الكاتب بين الجوانب الدينية والعلمية والاجتماعية لحياة لبنان والعالم بشكل عام. يتيح الكتاب للقارئ إلقاء نظرة فاحصة على دور الصحافة في تشكيل الرأي العام وتأثيرها على التطورات الاجتماعية والثقافية.
بوصفه منشورًا في عام 2005 من قبل “منشورات الجمل”، يتمتع الكتاب بـ343 صفحة تتيح للقارئ فرصة استكشاف تفاصيل حياة البير فرحات وفهم عميق لمفاهيمه وآرائه. يظهر الغلاف العادي للكتاب بسياقه الطبيعي، حيث يعكس تواضع الكتاب في شكله الخارجي تركيزه على جوانب الحياة الداخلية والفكرية.
في الختام، يُعتبر “لبنان الدين والدنيا” عملًا أدبيًا مميزًا يجمع بين السيرة الشخصية والنقد الاجتماعي، مما يجعله قطعة أساسية لفهم تفاصيل حياة البير فرحات وتأثيره في مجالات الصحافة والإعلام.