“لا يوجد رجال” هو عمل درامي من تأليف هارولد بينتر، يأخذنا في رحلة فنية مليئة بالغموض والكوميديا إلى عالم الفخامة المتداعية داخل منزل في هامبستيد هيث في لندن. تتقابل في هذا الفضاء الذي يعتبر “لا يوجد رجال”، رجلان وجها لوجه وهما يتبادلان المحادثات فوق كوب من الكحول. هل يعرفان بعضهما؟ أم أن كل منهما يؤدي شخصية معقدة من التعرف؟ هذا الغموض، والكوميديا، تتصاعد مع وصول رجلين أصغر سنا، الأول يبدو كخادم، والآخر كسكرتير ذكري.
الأربعة يسكنون هذا الفضاء المحايد بين الزمان الحاضر والزمان المتذكر، بين الواقع والخيال، هذا الأرضية التي استكشفها بينتر بطريقته المميزة من الذكاء اللاذع، والعدوانية، والجنسية الفوضوية. يتشابك الزمان والمكان في هذا المسرح المريب، حيث يبدو كل شيء ممكنًا ولا شيء مؤكدًا.
تاريخ نشر “لا يوجد رجال” يعود إلى شهر يونيو من عام 1975، ومنذ ذلك الحين، استمرت قصته في إثارة فضول وتفكير المشاهدين والقراء على حد سواء. يعتبر بينتر واحدًا من أعظم كتاب الدراما في القرن العشرين، حيث يجمع بين العمق الفلسفي والغموض الروائي بشكل مبتكر.
في كل مشهد من مشاهد هذه القصة، نجد أنفسنا محاصرين بين الشخصيات المريبة، مع تفاصيلهم المشوشة وماضيهم الملتبس. هذا العمل يدفعنا إلى التفكير في الطبيعة الغامضة للذاكرة والهوية، وكيف تتقاطع الحقائق الشخصية مع الخيال المشترك.
من خلال “لا يوجد رجال”، ندخل إلى عالم يصعب فيه التمييز بين الحقيقة والخيال، حيث تتداخل الهويات وتتشابك المشاعر في لوحة درامية ملتوية. هو عمل يستحق الاستكشاف بعمق، فهو ليس مجرد مسرحية بل مرآة تعكس تناقضات البشرية وتعقيدات العلاقات الإنسانية في عالم محاط بالغموض والهزلية.