في كتابه “كيف يلعب الأساتذة دور الحارس على الكريمة”، يتناول المؤلف ريتشارد هيوبر العديد من القضايا المثيرة للاهتمام في مجال التعليم العالي بطريقة تلقائية ومثيرة للاهتمام. إن ارتفاع الرسوم الدراسية بمعدل يفوق معدل التضخم يثير أسى الآباء والأمهات، بينما يتساءل الطلاب عن مكان اختباء الأساتذة المتميزين بينما يتولى طلاب الدراسات العليا غير الخبراء القيادة في الفصول الدراسية. يشكك المديرون التنفيذيون، الذين يبذلون جهداً لزيادة إنتاج الموظفين، في كيفية قياس إنتاجية الهيئة التدريسية. يشك الخريجون في أن الأمناء لجامعاتهم الخرين قد لا يطالبون بالمساءلة عن الأداء الإداري. يثير الجمهور قلقه من أن “الصحافة السياسية” تشوه المناهج الدراسية. يتساءل المكرمون عما إذا كانوا يحصلون على قيمة مقابل أموالهم في الحرم الجامعي المدعوم من الدولة.
هيوبر يتناول هذه القضايا بشكل شامل في كتابه الذي يجمع بين المتعة في القراءة والتحليلات اللافتة للنظر. يرتفع معدل الرسوم الدراسية بمعدل يفوق معدل التضخم جزئياً لأن الجامعات تعزز سمعتها الأكاديمية من خلال تعيين علماء برواتب عالية وأعباء تدريس منخفضة. يكون التدريس في الدراسات الجامعية سيئًا في كثير من الأحيان لأن الأساتذة مدربون كباحثين ويتم مكافأتهم كعلماء، لا كمدرسين. يتم قياس إنتاجية الهيئة التدريسية بأدوات خام تشجع على التسلية كتحول للعمل الإنتاجي. يفشل الأمناء في فرض المساءلة لأنهم عادة ليسوا على دراية بالعالم الأكاديمي ويشعرون بالتخبط في ثقافة الجامعة المختلفة تماماً عن ثقافتهم الشركاتية الخاصة. الخلاف الحالي حول المنهاج ليس مجرد نزاع داخل أبراج العاج حول العرق والأصل العرقي ولكنه تحدي لنوع المجتمع الذي تريد أمريكا أن تكون عليه. لا يحصل المكرمون على قيمة مقابل أموالهم لأن الجامعات التي تركز على البحث ومنح الدكتوراه، وهو تركيز هذا الكتاب، مغلقة في ممارسات العمل الشخصية المتقادمة التي تفترض أن جميع الأساتذة الدائمين سيكونون علماء منتجين.
ويختتم هيوبر بإصلاحات واقعية لتحسين تدريس الطلاب في الدراسات الجامعية وتقليل تكاليف التعليم العالي. وسيكون ذلك وصفة فائزة للأمة والجامعات على حد سواء.