كيف يعمل اللولب لمنع الحمل

كيف يمنع اللولب الحمل؟

يعد اللولب من وسائل منع الحمل الفعالة والشائعة التي تستخدمها النساء على مستوى العالم، حيث يعمل على منع الحمل عن طريق تداخل عدة آليات في الجسم تؤدي إلى عدم حدوث الإخصاب أو زرع البويضة في جدار الرحم. وفي هذا المقال، سنعرض بشكل مفصل آلية عمل اللولب، وأنواعه، وفوائده، وكذلك آثاره الجانبية المحتملة.

1. ما هو اللولب؟

اللولب هو جهاز صغير على شكل حرف “T” أو “Y”، يتم إدخاله إلى الرحم بواسطة الطبيب المتخصص. ويتوفر نوعان رئيسيان من اللولب: اللولب النحاسي واللولب الهرموني. كل منهما يعمل بشكل مختلف بعض الشيء، لكنه يهدف في النهاية إلى منع الحمل.

• اللولب النحاسي: يتكون من إطار بلاستيكي يحتوي على أسلاك نحاسية ملفوفة حوله. يعمل النحاس على إطلاق أيونات تخلق بيئة سامة للحيوانات المنوية، مما يمنعها من الوصول إلى البويضة.

• اللولب الهرموني: يحتوي على هرمون البروجستين، الذي يفرزه اللولب بشكل مستمر. هذا الهرمون يساعد في تقليل سمك بطانة الرحم، مما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس في الرحم.

2. كيف يمنع اللولب الحمل؟

يعمل اللولب على منع الحمل من خلال عدة آليات، قد تختلف بناءً على نوعه. إليك كيفية عمل كل نوع:

أ. اللولب النحاسي:

• تأثير سمي على الحيوانات المنوية: النحاسي الموجود في اللولب يفرز أيونات النحاس التي تكون سامة للحيوانات المنوية. وهذا يقلل من قدرة الحيوانات المنوية على السباحة والتوجه نحو البويضة، مما يمنع الإخصاب.

• تغيير بيئة الرحم: إضافة إلى تأثيره على الحيوانات المنوية، يعمل النحاس أيضًا على تغيير بيئة الرحم، مما يجعلها غير صالحة لزرع البويضة المخصبة. إذ يصبح بطانة الرحم غير ملائمة لزرع البويضة حتى إذا تم تخصيبها.

ب. اللولب الهرموني:

• زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم: يعمل البروجستين على جعل مخاط عنق الرحم أكثر كثافة، مما يعوق مرور الحيوانات المنوية عبره إلى الرحم. وبالتالي، يتم تقليل فرص الحيوانات المنوية للوصول إلى البويضة.

• تغيير بطانة الرحم: يقلل اللولب الهرموني من سمك بطانة الرحم، مما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس فيه. حتى إذا تم تخصيب البويضة، فإن احتمالية نجاح انغراسها في الرحم تكون ضئيلة.

• وقف الإباضة: في بعض الحالات، قد يعمل اللولب الهرموني على منع الإباضة بشكل جزئي أو كلي، ما يعني أن المبايض قد لا تفرز بويضة قابلة للإخصاب. على الرغم من أن هذه الآلية قد لا تكون فعالة بنسبة 100% في كل امرأة، فإنها تساهم في زيادة فعالية اللولب.

3. فعالية اللولب في منع الحمل

تعتبر فعالية اللولب في منع الحمل عالية جدًا، حيث تصل نسبة نجاحه إلى حوالي 99%، مما يجعله من وسائل منع الحمل الأكثر فعالية بعد التعقيم. وكونه لا يتطلب تذكره يوميًا كما هو الحال مع حبوب منع الحمل، فهو يعد خيارًا مثاليًا للكثير من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة المدى وفعالة.

4. فوائد استخدام اللولب

اللولب لا يقتصر فقط على كونه وسيلة فعالة لمنع الحمل، بل يمتاز بمجموعة من الفوائد الأخرى التي تجعل الكثير من النساء يفضلن استخدامه:

• طويل الأمد: اللولب يمكن أن يبقى في الرحم لفترات طويلة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات حسب نوع اللولب. وهذا يعني أنه لا يحتاج إلى استبدال بشكل متكرر، مما يجعله مريحًا للمستخدم.

• لا يحتاج إلى تذكر يومي: على عكس الحبوب أو وسائل منع الحمل الأخرى التي تتطلب الالتزام بتوقيت معين يوميًا، يمكن للمرأة نسيان اللولب تمامًا بعد تركيبه.

• لا يتداخل مع العلاقة الجنسية: ليس هناك حاجة لاتخاذ أي إجراء قبل أو بعد الجماع عند استخدام اللولب، وهو ما يميزه عن وسائل منع الحمل الأخرى التي قد تتطلب تحضيرات مسبقة.

• منع الحمل بشكل موثوق: يعمل اللولب بكفاءة عالية لمنع الحمل طوال فترة استخدامه.

5. الآثار الجانبية للولب

بالرغم من فعاليته وفوائده، قد تواجه بعض النساء آثارًا جانبية عند استخدام اللولب. من هذه الآثار:

• النزيف غير المنتظم: قد تلاحظ بعض النساء نزيفًا غير منتظم أو زيادة في كمية الدم أثناء الدورة الشهرية بعد تركيب اللولب، خصوصًا في الأشهر الأولى.

• آلام البطن: قد يشعر البعض بآلام أو تقلصات في أسفل البطن بعد تركيب اللولب، وهي عادة ما تختفي مع مرور الوقت.

• الآلام أثناء الجماع: في بعض الحالات النادرة، قد يشعر الزوج أو الزوجة بألم أثناء العلاقة الجنسية نتيجة وجود اللولب في الرحم.

• التعرض لخطر الالتهابات: قد يؤدي إدخال اللولب إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات في الرحم أو الأعضاء التناسلية في بعض الحالات، خاصة في الفترة الأولى بعد التركيب.

• الطرد التلقائي للولب: في بعض الحالات النادرة، قد يطرد الرحم اللولب من تلقاء نفسه، مما يؤدي إلى فقدانه.

6. اللولب في حالات معينة

يعد اللولب خيارًا مناسبًا للكثير من النساء، ولكن هناك بعض الحالات التي قد يفضل فيها تجنب استخدامه:

• النساء اللاتي يعانين من التهابات في الجهاز التناسلي: قد يفضل تجنب اللولب إذا كانت هناك حالات التهابية نشطة في الرحم أو الأعضاء التناسلية.

• النساء اللاتي يعانين من أورام ليفية في الرحم: في بعض الحالات، قد يزيد وجود اللولب من خطر النزيف أو المضاعفات في حالة الأورام الليفية الكبيرة.

• النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل قريبًا: لا ينبغي استخدام اللولب أثناء الحمل أو إذا كانت المرأة تخطط للحمل في فترة قصيرة بعد إزالته.

7. كيفية تركيب اللولب

يتم تركيب اللولب بواسطة طبيب متخصص في عيادة أو مستشفى، حيث يتم إدخال الجهاز إلى الرحم عبر عنق الرحم. عادةً ما يتم الإجراء في بداية الدورة الشهرية أو في الأيام القليلة بعد الولادة لتقليل خطر الإصابة بعدوى.

يتطلب تركيب اللولب بعض الوقت لإجراء فحص شامل للتأكد من صحة الرحم وعدم وجود أي مشاكل قد تؤثر على عملية التركيب. وبعد إدخاله، يتعين على المرأة مراقبة حالتها والتوجه للطبيب إذا شعرت بأي أعراض غير طبيعية.

8. إزالة اللولب

يمكن إزالة اللولب بسهولة في أي وقت تشاء المرأة، وتقوم هذه العملية عادةً الطبيب المختص. بعد إزالة اللولب، يعود الجسم إلى حالته الطبيعية بسرعة، وقد يحدث الحمل في حال رغبت المرأة في الحمل فورًا.

9. خلاصة

اللولب يعد من وسائل منع الحمل الفعالة جدًا وطويلة الأمد، وله العديد من الفوائد التي تجعله خيارًا شائعًا بين النساء. يعمل من خلال آليات متعددة تمنع الحمل بشكل فعال، سواء عن طريق التأثير على الحيوانات المنوية، أو من خلال تغيير بيئة الرحم، أو عن طريق تقليل سمك بطانة الرحم. ومع ذلك، قد يواجه بعض النساء آثارًا جانبية، ومن المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدامه.