يتعامل الأدب العربي مع الموت بشكل متنوع حسب العصور والمناطق الزمنية والثقافات المختلفة. إلا أنه يتميز بموضوع الموت كموضوع رئيسي يشغل حيزاً كبيراً من عالم الفن والأدب العربي، إلى جانب اهتمامه بالموت في سياق الأحداث والمآسي التاريخية.
ففي الأدب العربي القديم، يتردد موضوع الموت بالشعر والنثر، وكثيراً ما يُستعمَل الشاعر في الشعر للتعبير عن الموت بحنكته وجماله، ويتسع نطاق الكلام عنه ليشمل اندفاع الإنسان للحياة، ويبدو الشاعر وكأنه يتحدث بقوّة وسيادة عن أمور الوجود ومشيئة الخالق. أما بالنسبة للقصة والرواية، فيتم تقديم هذا الموضوع من خلال قصص القتل والانتحار والألم، وفي كثير من الأحيان يوجه المؤلف الانتباه إلى معاني عميقة وفلسفية وراء الموت.
وبالنسبة للأدب العربي الحديث، فإنه بالإضافة إلى الانخراط في هذا الموضوع الكبير، يصوّر الأدب المعاصر موتاً يترافق مع مشاعر الاغتراب والخوف والانتظار، إضافة إلى التركيز على تداعيات الموت على أقرباء المتوفى. ويختلف الموت أيضًا في الأدب العربي الحديث كموضوع حسب نوع النصوص، فعلى سبيل المثال يُظهر الموت في الشعراء العرب الحديث، حيث يعرفون جهود الحياة والوجود وجماله، في حين يظهر الموت في النقد الأدبي الحديث، ومن ثم، يؤكد على عرض نوع الكتاب وأماكنيته ودوره في المجتمع.