أثر الاستعمار الأوروبي على النظم الاقتصادية والسياسية في البلدان المستعمرة كان عميقاً ومدمراً، حيث قامت الدول الأوروبية بالاعتماد على البلدان المستعمرة لتنمية اقتصادها وتأمين احتياجاتها، ولتحقيق هذا الهدف فرضت نظاماً اقتصادياً استعمارياً مقتضياته:
1- مزارعة الأراضي: تم الاعتماد على الزراعة في معظم بلدان المستعمرة لتحقيق الأغراض الاقتصادية، حيث تم استخدام الأراضي لزراعة المحاصيل التي كانت تنتج بمقدار كبير من الكميات المطلوبة من قبل دول الاستعمار، وتم تجاهل حاجات السكان المحليين للاستخدامات الأخرى للأراضي.
2- تسليح السكان المحليين: قامت الدول المستعمرة بتسليح السكان المحليين لضمان امتثالهم للسلطات المستعمرة، ولحماية المصالح الاقتصادية والسياسية للأوروبيين.
3- التصدير الخام: جعل الاستعمار الأوروبي من الدول المستعمرة مصادر خامات، حيث تم استخدام العمالة في المناجم والمصانع المحلية لاستخراج وتحويل الخامات إلى صورة أكثر احتياجًا لدول الاستعمار.
4- التجارة العنصرية: أدى النظام الاقتصادي الاستعماري إلى تحويل الدول المستعمرة إلى أسواق لتداول السلع وخاصة الألياف والمواد الخشبية والرائجة لحين الانتهاء من الأغراض الثمينة.
بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية، أثر الاستعمار على النظام السياسي في البلدان المستعمرة أيضاً، حيث قامت الدول الاستعمارية بفرض نظام رأسمالي أوروبي وأجبرت السكان المحليين على الامتثال له. وهكذا تم جعل المستعمرات تتبع نموذج سياسي استبدادي شمل التحكم في الحكومة والقوانين والمقاييس البيعية.