تحكمت بريطانيا في فلسطين من سنة 1917 حتى 1948. ولقد سيطرت بشكل أساسي على الأراضي الفلسطينية عبر اتفاقية بلفور التي وعدت بريطانيا بتقديم الدعم لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وتم تحقيق هذا المشروع بشكل تدريجي، حيث قامت الحكومة البريطانية بنشر القوات العسكرية في المنطقة، ووضعت مقتضيات قانونية للتحكم في الحدود والاستيطان والتجارة والتنقيب عن الموارد الطبيعية.
وبعد الحرب العالمية الأولى، قامت بريطانيا بتقسيم فلسطين إلى قسمين: الجزء الشمالي مع لبنان وسوريا، والجزء الجنوبي مع الأردن، وتحكمت فيهما بصفتهما الوحدات السياسية الفرعية. وفي عام 1922، أصبحت فلسطين مسؤولية بريطانيا بالكامل، حيث حكمتها مستعمرة الضفة الغربية.
ووسعت بريطانيا نفوذها في فلسطين من خلال إنشاء البنية التحتية، مثل الموانئ والطرق والمطارات والخطوط الحديدية والهوائية. وقامت كذلك بإعادة توطين اليهود الأوروبيين الذين هربوا من الحروب والاضطهادات، وقدر عددهم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بنحو 600 ألف شخص.
ومع ذلك، فقد أثارت سياسة بريطانيا المتعاطفة مع اليهود في فلسطين عدة أزمات وانتفاضات. وفي عام 1947، تم تقرير المنطقة بقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية، إلا أن هذه القرارات لقيت رفض وعدم قبول من الطرفين. وأدت الأزمة والتوترات الناشئة في الأعوام التالية إلى إعلان دولة إسرائيل في 1948، وانسحاب بريطانيا من فلسطين.