رأى ابن خلدون نشأة الدول والأسباب الرئيسية لها عبر ما يسمى بنظرية العصر والحضارة، حيث ربط بين نشأة الدول والأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجغرافية والتي تتطور مع مرور الزمن.
وأشار ابن خلدون إلى أن العصور والحضارات تتطور وتتغير وتتبع دورة حياة معينة، حيث ينشأ الناس في البادية ويعملون في الزراعة والرعي، ثم ينتقلون إلى المدن لتوفر الفرص الاجتماعية والاقتصادية، ويظهر في هذه المرحلة الحكم الملكي والدولة، وتتبع الدولة فترة من الازدهار والتقدم، ثم يحدث انحدار وتراجع، وينهار النظام السابق وينشأ نظام جديد.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد ابن خلدون على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين الناس في تطور الدول والحضارات، وأن الحضارات الناجحة هي تلك التي تتميز بالتعاون والتكافل بين أفرادها، وتساهم في تطوير العلوم والفنون والثقافة والتجارة والصناعة.