أثناء حكم نابليون الثالث في فرنسا (1852-1870)، حاولت الحكومة السيطرة على الرأي العام من خلال الرقابة على الصحافة والتجمعات العامة والمظاهرات. تم استخدام وسائل الإعلام الرسمية للترويج لنجاحات الحكومة وتهويد الأخطاء. ومع ذلك، فشلت هذه الجهود في بناء دعم شعبي قوي ودائم للحكومة.
وفي الوقت نفسه، قادت السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة إلى حالة من الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي. فقد تبادل النظام الاقتصادي الحر للفرنسيين بنظام تجاري محدود وأدى إلى زيادة البطالة وانعدام الأمن الغذائي.
تبدد الأمل في الحكم الذاتي الملكي في عام 1860، وتنامى الشعور بأن النظام الحالي لا يتيح الحرية والديمقراطية المطلوبتين. وفي يونيو 1869، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام، التي قوبلت بقمع عنيف.
بعد تجربتين فاشلتين في التوسع الداخلي والخارجي، انهار نظام نابليون الثالث في عام 1870. واندلعت حرب فرنسية-بروسية أوصلت إلى اعتقال الإمبراطور واحتلال ضخم لفرنسا. في نهاية الأمر، أدت التجربة المرة إلى جدل قوي حول تجربة الاستبداد في فرنسا، وساعدت في ترسيخ عقيدة الجمهورية والديمقراطية في الوطن.