تطور الشعر الإسباني في العصر الحديث تأثر بالعديد من التغيرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت في إسبانيا خلال هذه الفترة. بدايةً، كان التوجه الأساسي للشعر الإسباني في القرن التاسع عشر هو الرومانسية، حيث شهدت الشعراء المثلث الشهير (Gustavo Adolfo Bécquer، José de Espronceda، و Gertrudis Gómez de Avellaneda) تأثرًا كبيرًا بالمدرسة الألمانية للرومانسية والتي تعتمد على التركيز على عواطف الإنسان وروحانياته ونشوء تيار حركي للأفكار الشعرية.
ثم جاء القرن العشرين وشهد تجديدًا شاملاً في الشعر الإسباني، حيث شهدت هذه الحقبة ميلاد ما يعرف بالجيل المفقود، كان J.R. Jiménez أحد أبرز قادته، وقد ترك مؤلفاته بصمة واضحة على تطور الشعر الإسباني. كما عبر فرانثيسكو غارثا لوركا بشكل مثير للإعجاب في مؤلفاته الشعرية عن العديد من المواضيع، بما في ذلك الحب والوفاة والأساطير الإسبانية القديمة. وكانت رحلته الشهيرة إلى نيويورك في عام 1929 هي محطة لمذهلة على الطريق إلى مستويات أعلى من التحرر في الكتابة الإبداعية.
في الخمسينات، ينتقل الشعر الإسباني إلى حقبة ما بعد الحرب الأهلية، وتتعمق في الواقعية، وتركز أعمالها في الطبيعة والمسائل الاجتماعية والسياسية. وكان أرتورو سيرفانتيس الذي كتب معظم قصائده في الخمسينات والستينات الشاعر الرائد في هذا الفترة، حيث استغل الشكل المنظوم لبث رؤيته للملتحين والتشرد واﻷلغام الأرضية وإرهاب النظام الفرنسي، ومع ذلك، وجد أن إقصائية تاريخ أسبانيا كانت مفتوحة أيضًا على عالم من المعاناة وسوء الفهم واﻷلم.
ومنذ ذلك الحين، عرف الشعر الإسباني تحولًا كبيرًا في العديد من الأساليب والنماذج، وشهدت حقبة أخيرة من الشعر الاجتماعي الذي تلافته موجات شعرية طائفية، حتى وصل إلى ما هو موجود اليوم وهو مجموعة مختلفة من الأشكال والأنماط التي تعكس ثقافة وجهات النظر المتنوعة في إسبانيا.