كيف تساعد أطفالك في مواجهة الإحباط أثناء أزمة فيروس كورونا؟
تعد أزمة فيروس كورونا من الأوقات الصعبة التي عاشها العالم منذ بداية عام 2020. ورغم أن تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كانت واسعة النطاق، إلا أن الأطفال كانوا من الفئات التي تأثرت بشكل غير مباشر، ولكن شديد الأثر. فبينما كان الكبار يواجهون تحديات من نوع مختلف، كان الأطفال في كثير من الأحيان يعيشون الإحباط الناتج عن التغييرات المفاجئة التي حدثت في حياتهم اليومية. المدارس المغلقة، توقف الأنشطة الاجتماعية، التباعد الاجتماعي، والقلق المستمر حول صحتهم وصحة من حولهم، كلها كانت عوامل تسهم في شعورهم بالإحباط والضياع.
لذا، فإن دور الوالدين في هذه الأوقات يصبح محوريًا للغاية في دعم الأطفال نفسيًا ومساعدتهم على تخطي مشاعر الإحباط. من خلال هذا المقال، سنستعرض بعض الطرق الفعّالة التي يمكن أن تساعد الوالدين في مواجهة هذه المشاعر ومساعدة أطفالهم على التكيف مع هذه الأزمة.
1. الحديث المفتوح والمستمر
من أهم الأساليب التي يمكن للوالدين اتباعها هي التحدث مع الأطفال بشكل مفتوح عن الأزمة. قد لا يكون من المناسب إغراق الأطفال بالتفاصيل المعقدة، لكن من الضروري أن تكون هناك محادثات طمأنينة تعكس الوضع بشكل مبسط وفقًا لعمر الطفل. ينبغي أن يكون الحديث مباشرًا حول الموضوع، مع التأكيد على أن الحياة ستعود تدريجيًا إلى طبيعتها وأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة هذه الأزمة.
أهمية الطمأنينة:
يجب أن يدرك الأطفال أنهم يعيشون فترة مؤقتة. قد يشعرون بالخوف والقلق بسبب التغييرات المفاجئة في حياتهم، لذا من المهم أن نطمئنهم بأن العالم يواجه هذه الأزمة معًا وأن هناك حلولًا، مثل اللقاحات والإجراءات الوقائية، التي ستساعد في إنهاء هذه المحنة.
2. إعطاء الطفل مساحة للتعبير عن مشاعره
الأطفال يحتاجون إلى أن يشعروا بأن مشاعرهم مسموعة ومفهومة. في كثير من الأحيان، قد يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بشكل دقيق، سواء كانت مشاعر خوف أو حزن أو حتى غضب بسبب التغييرات. يمكن للوالدين أن يساعدوا أطفالهم من خلال تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بطريقة آمنة ومفتوحة.
طرق لفتح الحوار:
- استخدام الألعاب: قد تساعد الألعاب مثل “لعبة مشاعر الوجه” أو “لعبة الإيماءات” الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل غير مباشر، مما يقلل من حاجز الخوف من التحدث.
- استخدام الرسومات أو الكتابة: يمكن للأطفال الصغار أن يرسموا أو يكتبوا ما يشعرون به، وهو ما يمكن أن يفتح المجال للنقاش مع الوالدين.
- تخصيص وقت للنقاش: يجب على الوالدين تخصيص وقت يومي للاستماع إلى أطفالهم، حتى لو كانت المحادثات بسيطة.
3. إشراكهم في الأنشطة اليومية
نظرًا لأن المدارس والأنشطة الاجتماعية توقفت في فترة الجائحة، أصبح من المهم أن يجد الوالدين طرقًا مبتكرة لتوجيه طاقة الأطفال في أنشطة مفيدة تبعدهم عن مشاعر الإحباط والملل. تنظيم الروتين اليومي للأطفال يمكن أن يمنحهم إحساسًا بالاستقرار والأمان.
أفكار للأنشطة:
- الأنشطة التعليمية: يمكن تخصيص وقت للتعلم عن بعد أو قراءة الكتب التي تساعد الأطفال على توسيع آفاقهم.
- الأنشطة الإبداعية: الرسم، الصنع اليدوي، أو تعلم مهارات جديدة مثل الطهي أو العزف على آلة موسيقية.
- الرياضة البدنية: حتى في بيئة مغلقة، يمكن للوالدين البحث عن تمارين رياضية بسيطة يمكن للأطفال القيام بها داخل المنزل للحفاظ على نشاطهم البدني.
- التطوع عبر الإنترنت: مشاركة الأطفال في الأنشطة الخيرية عبر الإنترنت يمكن أن يساعدهم على الشعور بأنهم يساهمون في تحسين الوضع حولهم.
4. تعزيز التواصل مع الأصدقاء والعائلة عن بعد
من أكبر التحديات التي يواجهها الأطفال في ظل الجائحة هو التباعد عن أصدقائهم وعائلاتهم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعورهم بالعزلة. لذا، من المهم تسهيل الفرص للتواصل مع الأصدقاء والأقارب عبر الإنترنت.
نصائح لتعزيز التواصل الاجتماعي:
- مكالمات الفيديو: تخصيص أوقات للمكالمات الفيديو مع الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يمنح الأطفال فرصة للتفاعل مع الآخرين.
- الأنشطة المشتركة عبر الإنترنت: مثل الألعاب الجماعية أو الأنشطة المبتكرة عبر الإنترنت التي تشرك الأطفال في مشاركة الوقت مع أصدقائهم.
5. تحفيزهم على التفكير الإيجابي
الطفل في فترات الإحباط يحتاج إلى دعم مستمر لتحفيزه على رؤية الأمور من منظور إيجابي. يمكن أن تساعد بعض التقنيات البسيطة في تشجيع الأطفال على التركيز على الأمور الجيدة التي تحدث في حياتهم اليومية.
تقنيات التحفيز:
- قائمة الامتنان: تشجيع الأطفال على كتابة أو رسم الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها يساعدهم على التركيز على النواحي الإيجابية.
- تشجيع النجاح الصغير: يمكن أن يكون الاحتفال بأبسط الإنجازات مثل إنهاء الواجبات المدرسية أو تعلم مهارة جديدة، دافعًا قويًا للأطفال.
- إعداد مشاريع مستقبلية: مساعدة الأطفال على التفكير في الأشياء التي يمكنهم فعلها بعد انتهاء الجائحة، مثل السفر أو الأنشطة التي يحبونها، يمكن أن يعطيهم شيئًا ينتظرونه.
6. إظهار الحب والدعم العاطفي
من أهم ما يمكن أن يقدمه الوالدان في هذه الفترة هو الدعم العاطفي المستمر. الإحساس بأن هناك من يراعيهم ويهتم بمشاعرهم يمكن أن يخفف كثيرًا من وطأة الأزمة على الأطفال.
طرق لإظهار الحب:
- الأحضان والكلمات الطيبة: تعتبر اللمسات الحانية مثل العناق أو كلمات الطمأنينة مصدرًا كبيرًا للراحة للأطفال.
- الاهتمام المشترك: تخصيص وقت للقيام بأنشطة معًا مثل مشاهدة فيلم أو ممارسة رياضة مشتركة، يمكن أن يساهم في تعزيز الرابط العاطفي بين الوالدين والطفل.
7. التوجيه في استخدام التكنولوجيا
نظرًا للوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات خلال الجائحة، من المهم أن يكون هناك توازن في استخدام التكنولوجيا. يمكن أن تساعد الألعاب التعليمية والتطبيقات التفاعلية على إبقاء الأطفال مشغولين وتعلم أشياء جديدة.
نصائح لاستخدام التكنولوجيا:
- توجيه الاستخدام: تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة التكنولوجية ومراقبة نوعية المحتوى الذي يستهلكه الطفل.
- استخدام التطبيقات التعليمية: يمكن توجيه الأطفال لاستخدام التطبيقات التعليمية التي توسع معرفتهم وتدعم تعلمهم عن بعد.
الخاتمة
على الرغم من أن أزمة فيروس كورونا قد تسببت في العديد من التحديات للأطفال، إلا أن الدور الأهم للوالدين في هذه الفترة هو توفير بيئة داعمة ومحفزة. من خلال التواصل المفتوح، وإشراك الأطفال في الأنشطة اليومية، وتحفيزهم على التفكير الإيجابي، يمكن للوالدين أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في مساعدة أطفالهم على التغلب على مشاعر الإحباط والتعامل مع التحديات بطريقة صحية.