تؤثر المنافسة بين الصحافة الورقية والإعلام الرقمي على مستقبل الصحافة الورقية بطرق متعددة، فمع تزايد استخدام وسائل الإعلام الرقمية وزيادة عدد مستخدمي الإنترنت، فإن الصحافة الورقية تفقد جزءًا كبيرًا من جمهورها. وبما أن الصحافة الورقية ما زالت تعتمد بشكل كبير على الإعلانات لتوليد الإيرادات، فإن فقدان الجمهور يؤدي إلى نقص في الإيرادات، مما يؤثر على القدرة على تغطية التكاليف.
ومن جانب آخر، يتضمن الإعلام الرقمي مزايا مثل الحصول على المعلومات بشكل سريع وسهل، فضلاً عن توفر مجموعة واسعة من المصادر والمواقع الإلكترونية والتطبيقات. لذا يحتاج الصحفيون والصحف الورقية لابذل جهود إضافية لتوفير محتوى مثير للاهتمام ومشجع للقراءة، ولتنافس بشكل فعال مع وسائل الإعلام الرقمية، لاسيما أن تلك الوسائل تقوم بتطوير تقنيات وأدوات تحليلية دقيقة لتحليل أنماط القراءة والاهتمامات الإعلامية، و هو ما يفتح المجال لتحسين مهارات الصحفيين وتدريبهم على استخدام تلك التقنيات والأدوات الحديثة، و هذا يؤدي إلى تحسين جودة الصحافة الورقية و جذب جمهور اوسع.
ومن الجدير بالذكر أن الصحافة الورقية ما زالت تحمل مزايا تجارية مهمة مثل الثقة والمصداقية والجودة التي تدفع قراء الصحافة الورقية لادخار وقت من وقتهم للقراءة، كما أن بعض الصحف الورقية ما زالت تحتفظ بشعبية كبيرة وقوية في بلدان معينة، ولا تزال تحظى بمتابعة كبيرة من قبل قراء مميزين وذوي تأثير.
بالنهاية، فإن المنافسة بين الصحافة الورقية والإعلام الرقمي لا تعني بالضرورة نهاية الصحافة الورقية، ولكنها تدفع لإعادة تصميم الصحافة الورقية و تطويرها بشكل مستمر، لتتمكن من التكيف مع التغيرات الجارية في عالم الإعلام والتقنية وتلبية احتياجات القراء والجمهور.