الثقافة تؤثر بشكل كبير على السياسة والاقتصاد لأنها تشكل القيم والمعتقدات التي يتبعها أفراد المجتمع، والتي بدورها تؤثر على اختيارهم للزعماء والحكومات والأنظمة الاقتصادية.
على سبيل المثال، في الدول التي تعتمد ثقافة الديمقراطية والحريات الفردية، يتوقع الناس اختيار قادة سياسيين يمثلون هذه القيم، ويعملون على تطوير اقتصاد مزدهر يتيح للأفراد فرص النجاح والازدهار، في حين أن في الدول التي تعتمد ثقافة الشمولية والقيم الجماعية، يمكن أن يكون لدى الحكومات دور أكبر في إدارة الاقتصاد وتنظيم حياة المواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الثقافة على الأهداف الاقتصادية للدول، ففي الثقافات التي تشجع الشركات على أداء دور كبير في المجتمع، يمكن أن تعتمد الحكومات على الاستثمار الخاص في دفع النمو الاقتصادي، في حين أن في الثقافات التي تؤمن بأن الدولة تلعب دوراً مهماً في الرعاية الاجتماعية والاقتصادية، فإن الحكومة يمكن أن تدعم القطاع العام لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.