تأثرت الحضارات القديمة بشكل كبير بالتجارة والتبادل التجاري. فعندما تطورت التجارة، تطورت الحضارات أيضًا. وقد أدى التبادل التجاري إلى انتشار الثقافات والأفكار والتقنيات بين الشعوب المختلفة. كما أدى التجارة إلى تنمية الاقتصاد وزيادة الثروة والتنمية الاجتماعية والثقافية.
على سبيل المثال، في العصور القديمة، كانت الحضارة الفينيقية تعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية. وقد قام التجار الفينيقيون بإقامة مستوطنات تجارية على طول السواحل البحرية للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الأطلسي. وقد قاموا بتبادل السلع والمنتجات مع الشعوب الأخرى وبناء شبكة تجارية واسعة النطاق.
كما كان للتجارة دور كبير في تأسيس الحضارة الإغريقية. فقد كان الإغريق يتاجرون مع الشعوب الأخرى في مناطق البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى الشرق الأوسط. وقد قاموا بتبادل السلع مثل الزيت والنبيذ والزعفران والزجاج والأقمشة والمعادن مع الشعوب الأخرى. وقد ساهمت التجارة في ازدهار الاقتصاد الإغريقي وتنمية الثقافة والفنون والعلوم.
بالإضافة إلى ذلك، فقد كان للتجارة دور هام في تأسيس الحضارة الرومانية. فقد قام الرومان ببناء شبكة طرق ممهدة وموانئ بحرية لتسهيل التجارة الداخلية والخارجية. وقد تم تبادل السلع والمنتجات مع الشعوب الأخرى في أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وقد ساهمت التجارة في ازدهار الاقتصاد الروماني وتوسع الإمبراطورية واستقرارها.
بهذه الطريقة، يمكن القول إن التجارة والتبادل التجاري لعبت دورًا حاسمًا في تطور الحضارات القديمة ونموها واستقرارها.