انظر وجهات نظر أرسطو وآفلاطون حول الديمقراطية كانت مختلفة كلياً. يعتبر آرسطو من المؤرخين الأوائل للأنظمة السياسية المختلفة وهو من أوائل النظراء الذين تناولوا الديمقراطية كثيــــــــــرا من الجوانب. على عكس أفلاطون، الذي كان يروج لفكرة الحكم العليا الفلسفية والملكية.
يعتبر أفلاطون أن الحكام والساسة يجب أن يكونوا من الطبقة العليا، التي تتمتع بالحكمة والعدالة والمعرفة. وفي نظر أفلاطون، الديمقراطية تعتبر “جهنمية” و”مرض” للنظام السياسي بسبب المجهولية التي تتركز في عملية التصويت العامة، وتزحزح القوة الحقيقية والقدرة العليا إلى الجماعات الصغيرة والجهات التي تتمتع بأكبر حجم من السيطرة الاجتماعية على الأفراد والمجتمع بشكل عام.
بالنسبة لأرسطو، فإن الديمقراطية تعتبر نظامًا جيدًا إذا تم تنظيمها بشكل صحيح وفقًا للقوانين والنظم الدستورية، وتظل الحكومات المنتخبة مسؤولة تجاه الشعب ولا تستخدم نفوذها لأغراض شخصية. وفي الواقع، كان أرسطو مهتمًا بتطوير نظرياته السياسية على أساس مبدأ الدفاع عن مصالح العديد من الأفراد في المجتمع، بشرط أن تحترم حقوق الفرد وتحميه من التعسف والخفقات. وهكذا يعتبر أرسطو وتحديدًا في كتاب “سياسة” على سبيل المثال، النهج القائم على التمثيل ونظام توازن القوى، والذي توصل من خلاله إلى إيرادية نمط الحكم الدستوري الذي يسمح بتقاسم السلطة بين جميع أفراد المجتمع بدلاً من واحد أو عدد قليل من القادة.