أثر ويليام سمنر بشكل كبير في مجالات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، فهو يعتبر واحداً من الأساتذة العظام في هاتين المجالين. وقد قدم سمنر العديد من المفاهيم والمناهج التي تصب في مصلحة الفهم العميق والشامل للمجتمعات المختلفة حول العالم، وأسهم في تطوير النظريات الاجتماعية والأنثروبولوجية التي أصبحت أساسية في تحليل المجتمعات والثقافات المختلفة.
ومن بين المفاهيم التي قدمها سمنر نجد مفهوم “الثقافة”، حيث سعى إلى تحليل المفاهيم والقيم والتصورات التي تشكل ثقافة معينة. كما قدم سمنر مفهوم “التفسير الثقافي”، الذي يعني تحليل ما ينتجه الثقافة من تصورات وسلوكيات ومناهج وأخلاقيات وقيم، وكذلك دراسة كيفية التفاعل بين الفرد والمجتمع والثقافة.
وعلاوة على ذلك، اهتم سمنر بدراسة الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات المختلفة، ونظائرها الجديدة والقديمة. وقام بتطوير النظريات حول الفقر والطبقية والتعددية الثقافية والأممية.
يعتبر ويليام سمنر في الوقت نفسه من الأساتذة الذين قدموا مناهج ومناهج بحثية ،وكان يفضل في عمله الميداني أن يلاحظ ويسجل ويحدث لتطبيقات نظرياته. من جهته وضع تصنيف للأساليب الميدانية للأنثروبولوجيا الذي لا يزال يستخدم اليوم باسم تصنيف “المونوجرافيات”.
بصفته واحدًا من أشهر مؤرخي علم الاجتماع، فقد ساعد سمنر في تأسيس مجال التاريخ الاجتماعي الذي يعتبر اللغة والإطار الثقافي الموضوعي لأنظمة النزعة، والمعطيات الاجتماعية والتاريخية التي تتحكم في تطور النزعة.
وفي النهاية، يجب الإشارة إلى أن ويليام سمنر كان نموذجًا للأساتذة العلماء المنغمسين بشكل عميق في العلم، حيث أنه كرّس معظم حياته العلمية لتطوير نظريات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، ورحلة البحث العلمي في الميدان. وبهذا فقد أثبت سمنر أن العلم ليس مجرد اهتمام بسيط، بل هو عمل شاق يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتفاني.