تأسس ابن خلدون نظراً للتحليل التاريخي والاجتماعي للمرحلة التي كانت تعيش فيها المجتمعات الليبية والشمال الإفريقي. وعلى الرغم من أن نظرية ابن خلدون لم تكن مباشرة فى العلاقات الدولية, إلا أنها لا تزال ذات أهمية بالنسبة للعلاقات الدولية الحديثة.
وتضمنت النظرية عنصرين رئيسين يتمثل الأول في الدور الهام للكتلة، الأسرة، والجماعة في المجتمع في خلق وحفظ الدولة وتطور الحضارة. ويؤكد تأثير هذه العناصر الداخلية التي تلعب دوراً في نشوء حضارة و خلق الدولة والعمل علي تنميتها وتعزيزها. والعنصر الثاني ،قدرة الحكام على الحفاظ على قدر معين من الجهوية ،والتي تؤدي إلى المنافسة بين الدول، وبناء على ذلك، فإن الأسرة والجماعات الدولية تعتبر مهمة جداً في تحديد المواقف الدولية وزيادة القوة العامة.
كما يرى أيضاً أبن خلدون أن الدولة قد تحتفظ بالقوة والعزم داخل الدولة بالاعتماد على التكوين الأسري والاسريافي. ومن ثم تعتمد الدولة بشكل كبير على أداء الأسر كمؤسسات للتقدم والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ولقد تأثرت الكثير من النظريات الحديثة في العلاقات الدولية، بمنهجية ابن خلدون وتحليلاته الاجتماعية والتاريخية، التي تركز على أهمية عناصر الداخلية والعامل البشري في تحديد الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية. فأصبحت العلاقات الدولية الحالية تركز بشكل أساسي على العمق التاريخي والتأثير الداخلي، وتهدف في المقام الأول إلى فهم النظام الدولي بشكل أفضل.