تأثرت المسيحية بشكل كبير على الحياة الثقافية والسياسية في مملكة المجر، حيث إن المسيحية كانت الديانة الرسمية للمملكة منذ القرن العاشر الميلادي. ولقد ساهمت المسيحية في تشكيل الهوية الثقافية والتراث الذي يتمتع به الشعب المجري اليوم.
وفي العصور الوسطى، كانت المسيحية مسؤولة عن نقل المعرفة والثقافة إلى حكام وشعب المملكة، وتعزيز القيم الإنسانية المسيحية مثل الرحمة والعدالة والتسامح. وكانت الكنيسة المجرية مسؤولة أيضًا عن تدريس الحروفية والعلوم والفنون، وتوفير الرعاية الروحية للناس.
وفي القرن العشرين، أثرت المسيحية على الحياة السياسية في مملكة المجر، حيث انضم المجريون الكاثوليك إلى حزب الديمقراطية الاجتماعية الذي تأسس عام 1895. وقادة الحزب المجريين الكاثوليك أبرزهم Franz Kossuth وStephen Tisza يدافعون عن قيم المسيحية الاجتماعية في السياسة، والتي تحث على العدالة الاجتماعية والشفقة على المحتاجين.
ومنذ سقوط النظام الشيوعي في المجر في عام 1989، لعبت المسيحية دورًا هامًا في بناء المجتمع المجري الديمقراطي، حيث تحولت الكنائس إلى مراكز لتقديم الخدمات الاجتماعية والتعليم، إلى جانب دورها الروحي والديني. ولا تزال المسيحية واحدة من القيم الأساسية التي يحتفظ بها الشعب المجري وتتشكل عليها الهوية الثقافية في البلاد.