التغيرات في الاقتصاد العالمي على مر السنين أثرت على العلاقات الدولية بشكل حاسم. في بعض الأحيان تحدث هذه التغيرات بشكل سريع ومفاجئ، كما حدث في أزمة الرهن العقاري عام 2008. وفي أحيان أخرى، تأتي التغيرات بصورة تدريجية مثل الانتقال من الاقتصادات الصناعية إلى الاقتصادات الخدمية والمعلوماتية.
وقد أدت هذه التغيرات إلى تحولات عديدة في العلاقات الدولية، أدت في بعض الأحيان إلى تحالفات جديدة وفي أحيان أخرى إلى صراعات جديدة. ومن بين أهم التأثيرات:
1. ظهور عدد كبير من الدول الناشئة في الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى بعض الصدامات بين أصحاب النفوذ السابقين والدول الناشئة المتطورة.
2. تزايد الانفتاح الدولي وتحرير التجارة العالمية، مما أدى إلى زيادة التجارة والتفاعل الاقتصادي بين الدول.
3. زيادة التأثير الاقتصادي للشركات العالمية الكبرى، وهي التي تتحكم في مبالغ كبيرة من الاستثمارات والتجارة وتحظى بنفوذ كبير في العلاقات الدولية.
4. تغير التركيز الاقتصادي إلى الشرق، وخاصة إلى الصين وأسيا، لم يبق إلا القليل من الدول الغنية بالثروات.
5. نفوذ الصناديق السيادية الخاصة بالدول المستثمرة، والتي تستثمر في العالم بشكل كبير، فهي تعمل على تعزيز مصالح بلادها، وقد نشأت هذه الصناديق كنتيجة لتفوق الدول النامية في الاقتصاد العالمي.
6. وظهور الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا، والتي تعمل على إزالة الحواجز المادية في الاقتصاد والتجارة، بحيث يمكن للدول والشركات العمل في مجال العالمي.
تعتبر التغيرات الاقتصادية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة من أكثر التغيرات التي أثرت على العلاقات الدولية. وتشير الأطروحات إلى أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في نظام العلاقات الدولية ليكون أكثر تلاؤمًا مع تلك الأعمال والعلاقات.