صعد صائب إلى السلطة في عام 1963م، بعد الإطاحة بالحكومة السابقة وتنفيذ انقلاب عسكري. وعلى مدار حكمه الذي استمر لمدة 22 عامًا، شهدت العراق تحولاتٍ سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة، ويمكن تلخيص أثر إدارة الرئيس صائب على البلاد في النقاط التالية:
1- الحكم الشمولي: تسلط السلطة بكل أجهزتها في يد الرئيس ومن عائلته الحاكمة، وتم إنشاء العديد من المؤسسات الأمنية والمخابراتية لتعقب وملاحقة المعارضين والمتخلفين عن الطاعة، مما أدى إلى قمع حرية التعبير والحريات الأساسية.
2- الطائفية والتركيز على العراقيين الشيعة: حاول على مدار حكمه تجميع العراقيين حول قضية الوحدة الوطنية، إلا أن سياسته التمييزية والمحسوبة والتي تركزت على الأقليات الدينية مثل الشيعة والأكراد، قد أدت إلى التفاف أغلب الأقليات العراقية التي ترفض ممارساته الاستبدادية حول الحزب الشيوعي العراقي.
3- الحرب بإيران وأمريكا: كانت حقبة حكم صدام حافلة بالأحداث والتحولات، تركزت على إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ثم على نزاع مع إيران بينما يتم التصالح، قبل أن يدنو الحرب الأمريكية في عام 2003م، التي قادت إلى الإطاحة بنظامه وكارثة الحرب الأهلية التي لا تزال تعاني من تداعياتها اليوم.
4- الاقتصاد: بدايات حكم صدام كانت مليئة بالإصلاحات الاقتصادية والتطوير الصناعي، من خلال بناء العديد من المشروعات الكبرى التي تميزت بالتقدم العلمي، لكن، تفشي الفساد والمحسوبية واستخدام الموارد العامة بشكل سئ، هو ما جعل الاقتصاد العراقي يدفع ثمنًا باهظًا من العزوف عن الاستثمار والضياع والعجز في علاج الخراب الذي وقع بها.
5- التراث الثقافي: لعب الموروث الثقافي للحضارة السومرية والبابلية العراقية، دورًا كبيرًا في تقاسم الهوية الوطنية العراقية، لكن نظام صدام أراد إنهاء هذا الدور، وشرع في الهجوم على المنابر الثقافية وتدمير كل ما يمثل الأصول العراقية، وتم تحديد الأشخاص الذين يجوز لهم التعبير الثقافي للحد من الأخذ في الاعتبار للمكونات والهويات المختلفة في العراق.
بالتالي، يمكن القول أن إدارة الرئيس صدام حققت بعض التقدم في المجالات الرئيسية مثل الاقتصاد والتطوير الصناعي، لكن العراق عانى من سياسة التمييز والقمع والفساد والمحسوبية والتي تفاقمت عبر السنين، وأدت إلى الانهيار الاقتصادي والسياسي والثقافي الذي يعاني منه العراق حتى الآن.