كيفية معرفة ضغط الدم المرتفع والمنخفض

كيفية معرفة الضغط المرتفع والمنخفض

تعتبر مسألة قياس ومعرفة ضغط الدم من الأمور الأساسية التي يجب أن يكون الجميع على دراية بها، لما لها من تأثيرات كبيرة على الصحة العامة. يتسبب ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه في العديد من المشكلات الصحية التي قد تكون خطيرة في حال لم تتم معالجتها بشكل مناسب. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بكيفية معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من ضغط مرتفع أو منخفض، الأعراض المصاحبة لذلك، وأهمية المراقبة المنتظمة لقياسات ضغط الدم. كما سنتطرق إلى الأسباب المحتملة لهذه التغيرات وكيفية التعامل معها.

تعريف ضغط الدم

ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء مروره عبرها. يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز يسمى جهاز قياس ضغط الدم، ويتم تسجيله بوحدات “ميليمتر من الزئبق” (mmHg). يتكون ضغط الدم من قياسين: الضغط الانقباضي (السفلي)، الذي يحدث عندما ينقبض القلب لضخ الدم إلى الشرايين، والضغط الانبساطي (العلوي)، الذي يحدث عندما يسترخي القلب بين الضربات.

ما هو ضغط الدم المرتفع (Hypertension)؟

يشير ضغط الدم المرتفع إلى الحالة التي يزيد فيها ضغط الدم عن المستوى الطبيعي لفترة طويلة، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بعدة أمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي. يتم تشخيص ضغط الدم المرتفع عندما يكون الضغط الانقباضي أعلى من 130 ملم زئبق أو الضغط الانبساطي أعلى من 80 ملم زئبق.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

تعتبر الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم معقدة وتختلف من شخص لآخر، لكن هناك عدة عوامل شائعة تؤدي إلى هذه الحالة:

1. العوامل الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فإن احتمالية الإصابة ترتفع.

2. الشيخوخة: مع تقدم العمر، تصبح الأوعية الدموية أقل مرونة، مما يساهم في زيادة ضغط الدم.

3. السمنة وقلة النشاط البدني: يؤدي الوزن الزائد وعدم ممارسة الرياضة إلى زيادة الضغط على القلب والشرايين.

4. التدخين والكحول: يؤثر التدخين على جدران الشرايين ويزيد من الضغط عليها، بينما يسبب الإفراط في شرب الكحول زيادات كبيرة في ضغط الدم.

5. التوتر والإجهاد: الضغط النفسي المستمر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، إذا استمر لفترات طويلة، فقد يساهم في زيادة ضغط الدم بشكل مزمن.

أعراض ضغط الدم المرتفع

ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة غالباً ما يكون بلا أعراض، وهو ما يجعل من الصعب اكتشافه إلا عن طريق قياسه بانتظام. ومع تقدم الحالة، قد تبدأ الأعراض في الظهور، مثل:

• صداع شديد.

• دوار أو شعور بالدوخة.

• ضيق في التنفس.

• نزيف الأنف.

• اضطرابات في الرؤية.

• ألم في الصدر أو عدم الراحة.

ومع ذلك، نظراً لأن هذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى، فإن التشخيص الدقيق يتطلب قياس ضغط الدم.

ما هو ضغط الدم المنخفض (Hypotension)؟

على النقيض من ارتفاع ضغط الدم، يشير ضغط الدم المنخفض إلى الحالة التي ينخفض فيها ضغط الدم إلى أقل من المعدلات الطبيعية. يتم تشخيص انخفاض ضغط الدم عندما يكون الضغط الانقباضي أقل من 90 ملم زئبق أو الضغط الانبساطي أقل من 60 ملم زئبق.

أسباب انخفاض ضغط الدم

يحدث انخفاض ضغط الدم لأسباب متعددة، منها:

1. الجفاف: قلة السوائل في الجسم يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حجم الدم، مما يسبب انخفاض ضغط الدم.

2. الأدوية: بعض الأدوية مثل المدرات البولية، أدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للاكتئاب قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

3. المشكلات القلبية: مثل قصور القلب أو اضطرابات ضربات القلب قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

4. العدوى: العدوى الشديدة قد تؤدي إلى تفاعل حاد في الجسم يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم.

5. الحمل: في فترات الحمل المبكر، قد تنخفض مستويات ضغط الدم بسبب التغيرات الجسدية.

أعراض ضغط الدم المنخفض

أعراض انخفاض ضغط الدم عادة ما تكون واضحة وتظهر بشكل مفاجئ، مثل:

• دوار أو دوخة.

• الإغماء أو الشعور بالإغماء.

• غثيان.

• شعور بالضعف العام.

• صعوبة في التنفس.

• عدم وضوح الرؤية.

في حالات انخفاض ضغط الدم الحاد، قد يشعر الشخص بالضعف الشديد ويحتاج إلى رعاية طبية فورية.

كيفية قياس ضغط الدم

أكثر الطرق شيوعاً لقياس ضغط الدم هي باستخدام جهاز قياس ضغط الدم الذي يتكون من مقياس الزئبق أو جهاز إلكتروني. يمكن القيام بالقياس في العيادات الطبية أو في المنزل باستخدام أجهزة قياس الضغط المنزلية.

خطوات قياس ضغط الدم:

1. الراحة قبل القياس: يجب على الشخص أن يستريح لمدة 5 دقائق على الأقل قبل قياس ضغط الدم.

2. الموقع: يجب أن يتم القياس على الذراع العلوية، بحيث يكون الذراع في وضع مريح ومستقيم.

3. القياس: يتم لف الكفة حول الذراع وضغط الهواء فيها حتى يتم منع تدفق الدم. بعد ذلك، يتم إطلاق الهواء ببطء ويتم قياس الضغط الانقباضي والانبساطي باستخدام الجهاز.

كيفية التعامل مع ضغط الدم المرتفع والمنخفض

التعامل مع ضغط الدم المرتفع

1. تغيير نمط الحياة: مثل تقليل تناول الملح، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين.

2. الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية خافضة لضغط الدم للمساعدة في التحكم في الحالة.

3. مراقبة ضغط الدم بانتظام: من المهم متابعة قياسات ضغط الدم بانتظام لتفادي المخاطر الصحية.

التعامل مع ضغط الدم المنخفض

1. شرب المزيد من السوائل: يساعد تناول كميات كافية من الماء على زيادة حجم الدم والوقاية من الجفاف.

2. تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة بدلاً من الوجبات الكبيرة في منع انخفاض ضغط الدم المفاجئ.

3. رفع الرأس عند النوم: يمكن استخدام وسائد إضافية لرفع الرأس أثناء النوم لتحسين تدفق الدم.

4. الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية إذا كانت الحالة شديدة وتستدعي التدخل الطبي.

أهمية مراقبة ضغط الدم بانتظام

مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم تساعد في الكشف المبكر عن أي تغييرات قد تطرأ على صحة الشخص. في حالات الضغط المرتفع أو المنخفض المزمن، قد لا تظهر الأعراض بوضوح، وبالتالي فإن التشخيص المبكر يسهم في الوقاية من حدوث مضاعفات خطيرة.

خلاصة

من خلال قياس ضغط الدم بانتظام، يمكن لأي شخص معرفة ما إذا كان يعاني من ضغط مرتفع أو منخفض. يشكل ذلك خطوة هامة نحو الوقاية من الأمراض القلبية والوعائية التي قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. كما أن فهم أسباب ضغط الدم المرتفع والمنخفض والأعراض المصاحبة لهما يمكن أن يساعد الأفراد في اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحتهم وضمان حياة صحية وطويلة.