كيف تجعل طفلك يسمع كلامك

كيف أجعل طفلي يسمع كلامي؟

من التحديات الكبيرة التي قد يواجهها الوالدان هي جعل الطفل يستجيب لما يُقال له، سواء كان ذلك أثناء طلب شيء بسيط مثل تنظيف غرفته أو شيء أكثر أهمية مثل الحفاظ على سلوك جيد في المدرسة. قد يشعر الأهل بالإحباط عندما لا يلتزم أطفالهم بالتوجيهات والتعليمات، لكن من المهم أن يفهموا أن هذا سلوك طبيعي في مراحل عمرية معينة. في هذا المقال، سنستعرض عدة طرق وتوجيهات تربوية يمكن أن تساعد الوالدين في جعل أطفالهم يستمعون إليهم ويستجيبون بشكل إيجابي.

1. التواصل الواضح والمباشر

أول وأهم خطوة لجعل الطفل يسمع كلامك هي التأكد من أن ما تقوله واضح وسهل الفهم. استخدام لغة مناسبة لعمر الطفل يعد أمرًا بالغ الأهمية. إذا كان الطفل صغيرًا، على سبيل المثال، من الأفضل استخدام جمل قصيرة وبسيطة، مع الابتعاد عن التعقيدات اللغوية التي قد تشوش على فهمه.

عندما تطلب شيئًا، حاول أن تكون مباشرًا في طلبك. على سبيل المثال، بدلاً من قول: “هل يمكنك أن تذهب وتنظف غرفتك عندما يكون لديك وقت؟”، يمكن أن تقول: “من فضلك، اذهب الآن لتنظيف غرفتك”. هذا النوع من الوضوح يقلل من احتمالية الفهم الخاطئ ويزيد من استجابة الطفل.

2. الحفاظ على الهدوء والانضباط

غالبًا ما يشعر الأطفال بالإحباط أو يتحدون الوالدين عندما يلاحظون أن الأهل يفقدون صبرهم بسهولة أو يتصرفون بعصبية. إن الحفاظ على هدوئك في جميع المواقف أمر حاسم لنجاح التواصل مع الطفل. عندما تتحدث مع طفلك، حاول أن تكون هادئًا وواثقًا. إذا كنت غاضبًا أو متوترًا، قد ينعكس ذلك على الطريقة التي يتعامل بها الطفل مع كلامك.

عندما يتسم الأب أو الأم بالهدوء والانضباط، يصبح الطفل أكثر قدرة على التركيز على الرسالة الموجهة إليه. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يظهر الوالد مثالاً في سلوكياته اليومية، مثل احترام الآخرين، والالتزام بالمواعيد، والقدرة على التعبير عن المشاعر بطريقة ناضجة.

3. التحلي بالصبر

الأطفال في مراحل نموهم يحتاجون إلى وقت لاستيعاب المعلومات والتوجيهات. لا تتوقع أن يسمع الطفل كلامك في المرة الأولى أو أن يتبع التعليمات فورًا. أحيانًا، يحتاج الأطفال إلى تكرار نفس التعليمات عدة مرات قبل أن يفهموا تمامًا ما يُطلب منهم. لذلك، من الضروري أن يتحلى الوالدان بالصبر أثناء توجيه الطفل.

تكرار التعليمات ليس مؤشرًا على فشل، بل هو جزء من عملية التعلم. إذا شعرت أن الطفل غير مهتم بما تقوله، حاول استخدام أسلوب آخر لشرح فكرتك، مثل دمج اللعب أو الأنشطة المحببة لديه أثناء التوجيهات.

4. استخدام التعزيز الإيجابي

يعتبر التعزيز الإيجابي من الأدوات القوية التي يمكن أن تستخدمها لتحفيز الطفل على الاستماع إليك والامتثال لتوجيهاتك. بدلاً من التركيز على ما يجب أن يتجنب الطفل القيام به، حاول أن تركز على ما يجب أن يفعله وقدم له مكافآت عند القيام بذلك.

على سبيل المثال، إذا كان لديك طفل يرفض ترتيب غرفته، يمكنك إخبار الطفل بأنه سيحصل على مكافأة مثل قضاء وقت إضافي في لعبته المفضلة أو الحصول على نقطة في جدول السلوك الجيد عندما ينجز مهمته بشكل جيد.

5. تحديد القواعد والحدود بوضوح

من الضروري أن تكون هناك حدود وقواعد واضحة في المنزل يجب على الطفل الالتزام بها. الطفل يحتاج إلى معرفة ما هو مسموح به وما هو غير مسموح. هذه القواعد تساعد في تقليل الفوضى أو الإرباك عند توجيه الطفل.

من الجيد تحديد القواعد مع الطفل، بحيث يعرف جيدًا ما يُتوقع منه. على سبيل المثال، “يجب عليك تنظيف ألعابك بعد الانتهاء من اللعب”، أو “يجب عليك إنهاء واجبك المدرسي قبل مشاهدة التلفزيون”. مع الوقت، يصبح الطفل أكثر قدرة على الالتزام بهذه القواعد.

6. منح الطفل خيارات ضمن حدود معينة

بدلاً من إصدار أوامر مباشرة طوال الوقت، يمكن أن يكون منح الطفل خيارات ضمن حدود معينة أكثر فعالية. على سبيل المثال، بدلاً من أن تقول له “ارتدِ هذا القميص”، يمكنك أن تعطيه خيارًا بين قميصين يمكنه اختيارهما. هذا يعطي الطفل إحساسًا بالسيطرة ويجعل من الأسهل بالنسبة له الالتزام بما تطلبه.

الطفل يحتاج إلى أن يشعر بأنه جزء من القرار وليس مجرد منفذ لأوامر. هذا لا يعني أنه يمكن أن يختار كل شيء، ولكن من الجيد أن تُعطيه مساحة للاختيار في الأمور التي ليست ذات أهمية كبيرة.

7. كن نموذجًا يحتذى به

من المهم أن يتبع الطفل سلوك الوالدين. الأطفال يميلون إلى تقليد ما يرونه من والديهم أكثر من سماع ما يقولونه. لذا، إذا كنت ترغب في أن يتبع طفلك توجيهاتك ويستمع إليك، يجب أن تكون أنت أيضًا قدوة حسنة له في سلوكك اليومي.

إذا كنت تريد من طفلك أن يكون صريحًا معك، يجب أن تتصرف بنفس الطريقة وتظهر الاحترام له في كل الأوقات. إذا كنت تتوقع منه أن يتبع مواعيده، فيجب عليك أن تكون منتظمًا في مواعيدك.

8. توازن بين الحزم واللطف

من الجيد أن تكون حازمًا عند الضرورة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تظهر اللطف والاحترام. الأطفال غالبًا ما يكونون أكثر استعدادًا للاستماع عندما يشعرون بأنهم محبوبون ومفهومون. إذا كان الطفل يرى أنك تهتم به وباحتياجاته، سيكون أكثر استجابة لتوجيهاتك.

التوازن بين الحزم واللطف هو ما يجعل الطفل يتبع التعليمات في جو من الثقة والاحترام المتبادل، مما يعزز العلاقة بينك وبين طفلك.

9. الفهم العاطفي لاحتياجات الطفل

من الأمور المهمة في تربية الطفل هو التعرف على احتياجاته العاطفية والنفسية. الأطفال في بعض الأحيان لا يلتزمون بالتعليمات بسبب شعورهم بالإرهاق أو القلق أو حتى رغبتهم في جذب الانتباه. عندما تتعرف على هذه الاحتياجات وتبدي اهتمامًا بها، يمكنك تكييف أسلوبك مع حالته النفسية.

على سبيل المثال، إذا كنت تلاحظ أن الطفل متعب أو محبط، قد يكون من الأفضل تأجيل الحديث عن المهمات أو المهام حتى يشعر بتحسن.

10. كسر الروتين وتنويع أساليب التربية

من المهم أن لا يكون أسلوبك في التربية رتيبًا أو جامدًا. الأطفال يحبون التغيير، لذا فإن استخدام أساليب متنوعة قد يساعد في جعل التواصل أكثر إثارة وفعالية. يمكن دمج الألعاب أو الأنشطة الممتعة مع التوجيهات، مما يجعل الطفل يشعر بالتسلية بدلاً من الشعور بأنه مُجبر على تنفيذ أمر.

على سبيل المثال، يمكنك تحويل تنظيف الغرفة إلى لعبة، أو إضافة بعض التحديات مثل جعل الطفل يحاول ترتيب غرفته في وقت معين.