كيفية كتابة السيرة الذاتية

خطوات كتابة السيرة الذاتية

تعتبر السيرة الذاتية من الوثائق الأساسية التي يعتمد عليها أصحاب العمل في عملية اختيار الموظفين. هي بمثابة أولى مراحل التقييم التي يعبر فيها المتقدم عن نفسه وعن خبراته، مهاراته، ومؤهلاته. ومن خلال السيرة الذاتية، يُتاح للمتقدم فرصة إبراز مميزاته بشكل احترافي. يختلف أسلوب كتابة السيرة الذاتية بناءً على نوع الوظيفة واحتياجات الشركة، ولكن هناك خطوات أساسية يجب اتباعها لضمان أنها ستكون مقبولة وتبرز بشكل جيد في سوق العمل. في هذا المقال، سنتناول خطوات كتابة السيرة الذاتية بشكل مفصل، ونتطرق إلى أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها لضمان صياغة سيرة ذاتية مهنية وفعّالة.

1. اختيار نوع السيرة الذاتية

قبل البدء في كتابة السيرة الذاتية، من الضروري تحديد نوع السيرة الذي يتناسب مع الخبرات المهنية للمتقدم. هناك ثلاثة أنواع رئيسية للسير الذاتية:

• السيرة الذاتية الزمنية (الترتيب الزمني): تعتمد على سرد الخبرات السابقة وفقاً للتسلسل الزمني، حيث يتم عرض آخر الوظائف أولاً ثم تتسلسل الوظائف السابقة. هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، خصوصاً للذين يمتلكون مساراً وظيفياً مستقراً.

• السيرة الذاتية الوظيفية: تركز هذه السيرة على المهارات والإنجازات بدلاً من الخبرات السابقة. يُفضل استخدام هذا النوع عندما يكون لدى المتقدم خبرات متفرقة أو عندما يرغب في التغيير المهني.

• السيرة الذاتية المختلطة: تجمع بين النوعين السابقين، حيث تحتوي على ملخص للمهارات أولاً، تليها قائمة بالخبرات المهنية.

2. كتابة البيانات الشخصية

في هذه الخطوة، يجب على المتقدم تقديم بياناته الشخصية بشكل واضح ودقيق. تبدأ السيرة الذاتية عادةً باسم المتقدم، يتبعه العنوان، رقم الهاتف، والبريد الإلكتروني. قد يضيف البعض أيضاً روابط إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المهنية مثل LinkedIn أو Behance إذا كانت ضرورية، ولكن يجب أن تكون تلك الحسابات مهنية بحتة ولا تحتوي على معلومات شخصية غير ذات صلة بالوظيفة.

أهم النقاط التي يجب تضمينها:

• الاسم بالكامل.

• العنوان (إذا كان مطلوباً أو مناسباً).

• رقم الهاتف المحمول.

• البريد الإلكتروني المهني.

• روابط الحسابات المهنية (إذا لزم الأمر).

3. كتابة الملخص المهني

يعد هذا الجزء من السيرة الذاتية من الأجزاء الهامة التي تعطي لمحة عن المتقدم ومؤهلاته الرئيسية. يُفضل أن يحتوي هذا القسم على ملخص مختصر (2-3 جمل) يبرز الخبرات الأكثر أهمية والمهارات الأساسية التي يمتلكها المتقدم. يجب أن يكون هذا القسم مخصصاً لكل وظيفة على حدة، أي أنه يمكن تعديله بحسب كل عرض وظيفة.

4. سرد الخبرات المهنية

يعد قسم الخبرات المهنية الأكثر أهمية في السيرة الذاتية، حيث يتيح لأصحاب العمل تقييم مدى ملاءمة المتقدم للوظيفة. يجب أن يتم عرض الخبرات العملية بدءاً من أحدث وظيفة تم شغلها، على أن يتم ذكر اسم الشركة، موقعها، المسمى الوظيفي، والمدة الزمنية للعمل هناك. بالإضافة إلى ذلك، من المهم إضافة بعض الإنجازات أو المهام التي تم تنفيذها بنجاح في كل وظيفة.

أهم النقاط التي يجب تضمينها:

• اسم الوظيفة.

• اسم الشركة أو المؤسسة.

• الموقع الجغرافي.

• فترة العمل (تاريخ البداية والنهاية).

• أبرز المسؤوليات والإنجازات في كل وظيفة.

5. التعليم والمؤهلات الأكاديمية

تعتبر الخلفية التعليمية أحد الجوانب التي تُبرز قدرة المتقدم على التعامل مع الوظائف المعقدة. في هذا القسم، يجب ذكر الدرجات الأكاديمية التي حصل عليها المتقدم بدءاً من أحدث درجة دراسية. يتضمن ذلك اسم المؤسسة التعليمية، التخصص، تاريخ التخرج، وأي شهادات أو دورات تدريبية ذات صلة.

يجب تضمين ما يلي:

• اسم المؤسسة التعليمية.

• الدرجة الأكاديمية (مثلاً: بكاليريوس، ماجستير، دكتوراه).

• التخصص.

• تاريخ التخرج (أو المتوقع إذا كان لا يزال قيد الدراسة).

• الدورات التدريبية ذات الصلة (إذا لزم الأمر).

6. المهارات

يُعد قسم المهارات من الأجزاء المهمة التي تبرز قدرة المتقدم على أداء مهامه الوظيفية. يُفضل تقسيم المهارات إلى نوعين: مهارات تقنية (مثل البرمجة، استخدام برامج الكمبيوتر) ومهارات شخصية (مثل القيادة، التنظيم، والتواصل). يجب أن يتم عرض المهارات بوضوح وبطريقة مختصرة، مع التركيز على المهارات التي يحتاجها صاحب العمل بشكل خاص.

7. الشهادات والدورات التدريبية

إضافة الشهادات المهنية والدورات التدريبية المتعلقة بالوظيفة التي يتقدم لها المتقدم يعد من الأمور التي تُعزز من قيمته المهنية. إذا كان المتقدم قد أكمل دورات تعليمية أو تدريبية ذات علاقة بتخصصه أو الوظيفة، فيجب ذكرها في هذا القسم.

أهم النقاط التي يجب ذكرها:

• اسم الدورة أو الشهادة.

• المؤسسة أو الجهة المانحة.

• تاريخ الحصول على الشهادة.

8. اللغات

إذا كانت اللغة جزءاً مهماً من الوظيفة، فيجب تضمين قسم خاص للغات. يجب ذكر كل لغة يتقنها المتقدم مع تحديد مستوى إتقانها (مبتدئ، متوسط، متقدم، أو طليق). يمكن أيضاً ذكر شهادات لغوية معترف بها دولياً مثل اختبار التوفل (TOEFL) أو اختبار اللغة الإنجليزية الدولي (IELTS).

9. الأنشطة التطوعية أو الخبرات الإضافية

إذا كان للمتقدم نشاطات تطوعية أو مساهمات في مجالات أخرى، من المفيد إضافتها في هذا القسم. قد تكون هذه الأنشطة مؤشراً على قدرات القيادة أو التفاعل المجتمعي. يجب ذكر اسم النشاط، مكانه، الدور الذي تم لعبه فيه، ومدة المشاركة.

10. المراجع

يعد ذكر المراجع جزءاً إضافياً في بعض السير الذاتية. عادة ما يُترك هذا القسم في نهاية السيرة الذاتية مع الإشارة إلى أن المراجع متوفرة عند الطلب. من الأفضل أن يتم اختيار المراجع من الأشخاص الذين لديهم علاقة مباشرة بالوظيفة التي يتقدم لها المتقدم.

الأخطاء الشائعة في كتابة السيرة الذاتية

هناك العديد من الأخطاء التي قد يقع فيها المتقدم أثناء كتابة سيرته الذاتية، والتي قد تؤدي إلى رفضها. من أهم هذه الأخطاء:

• الإطالة أو الاختصار الزائد: يجب أن تكون السيرة الذاتية قصيرة وواضحة، ولا تتجاوز صفحتين في معظم الحالات.

• عدم تخصيص السيرة الذاتية: يجب أن يتم تخصيص السيرة الذاتية لتتناسب مع الوظيفة المحددة، وعدم استخدام نفس السيرة الذاتية لجميع الوظائف.

• الأخطاء الإملائية والنحوية: من المهم أن تكون السيرة الذاتية خالية من الأخطاء اللغوية لأنها تعكس مستوى دقة المتقدم.

• عدم تحديث السيرة الذاتية: يجب تحديث السيرة الذاتية بشكل دوري لإضافة الخبرات والمهارات الجديدة.

نصائح إضافية

• استخدام تنسيق منظم وجميل يجعل السيرة الذاتية سهلة القراءة.

• يجب تجنب إضافة معلومات غير ذات صلة مثل الحالة الاجتماعية أو الدين ما لم يكن ذلك مطلوباً.

• الحفاظ على البساطة في استخدام الخطوط والألوان. يُفضل أن تكون السيرة الذاتية مكتوبة بخطوط بسيطة وسهلة القراءة.

• إرفاق السيرة الذاتية مع خطاب تقديم (Cover Letter) يعزز من فرص القبول.

باتباع هذه الخطوات، يمكن للمتقدم إعداد سيرة ذاتية محترفة تساعده في التميز عن باقي المتقدمين وتجذب انتباه أصحاب العمل.