كيفية قياس سرعة الراوتر

كيفية معرفة سرعة الراوتر: دليل شامل لاختبار الأداء

تعد سرعة الإنترنت من العوامل الأساسية التي تؤثر على تجربتنا اليومية في استخدام الشبكة، سواء في العمل أو الترفيه. فكلما كانت سرعة الإنترنت أعلى، كلما كانت الخدمات مثل تصفح الويب، تحميل الملفات، ومشاهدة الفيديوهات أكثر سلاسة وجودة. لكن لا يقتصر الأمر على مزود خدمة الإنترنت فقط؛ فالراوتر الذي تستخدمه له دور كبير في تحديد السرعة التي ستصل إليها في جهازك. إذاً، كيف تعرف سرعة الراوتر لديك؟

في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية قياس سرعة الراوتر، وطرق اختبار الأداء، والعوامل التي تؤثر على سرعة الإنترنت، بالإضافة إلى بعض النصائح لتحسينها.

أولاً: مفهوم سرعة الراوتر

قبل أن نغوص في كيفية قياس سرعة الراوتر، من المهم أن نفهم أولاً ما تعنيه سرعة الراوتر. الراوتر هو الجهاز الذي يوزع الإنترنت من مزود الخدمة إلى الأجهزة المختلفة في منزلك أو مكتبك. سرعة الراوتر تتأثر بعدد من العوامل، مثل:

1. القدرة على التوزيع: لا يكون كل راوتر قادرًا على توفير نفس السرعة. فبعض أجهزة التوجيه الحديثة تدعم السرعات العالية، بينما قد لا تكون بعض الأجهزة القديمة قادرة على تحمل هذه السرعات.

2. البروتوكولات المدعومة: يختلف البروتوكول بين الراوترات، حيث يدعم بعضها بروتوكولات قديمة مثل “802.11b/g” والتي توفر سرعات منخفضة، بينما تدعم أجهزة التوجيه الحديثة بروتوكولات مثل “802.11ac” أو “802.11ax”، والتي توفر سرعات أعلى بكثير.

3. المجال الترددي (Frequency Band): بعض أجهزة الراوتر تعمل على تردد 2.4 جيجاهرتز، وهو أبطأ مقارنة بالتردد 5 جيجاهرتز، الذي يوفر سرعات أعلى.

ثانياً: طرق قياس سرعة الراوتر

1. اختبار السرعة عبر الإنترنت

الطريقة الأكثر شيوعًا لقياس سرعة الإنترنت التي يقدمها الراوتر هي باستخدام مواقع اختبار السرعة. هذه المواقع تقوم بقياس سرعة تحميل البيانات (Download) ورفع البيانات (Upload) استنادًا إلى اتصالك الحالي بالإنترنت. من أشهر هذه المواقع:

• Speedtest.net: أحد المواقع الأكثر شيوعًا لاختبار السرعة. يتيح لك اختبار سرعة الإنترنت بناءً على الخادم الأقرب إليك.

• Fast.com: الذي طورته شركة Netflix، ويعطيك فكرة سريعة عن سرعة تحميل البيانات.

كيفية القياس:

1. قم بفتح المتصفح على جهازك (حاسوب أو هاتف محمول).

2. توجه إلى أحد مواقع اختبار السرعة مثل Speedtest.net.

3. اضغط على زر “ابدأ الاختبار” أو “Go” لبدء القياس.

4. انتظر حتى يظهر لك تقرير سرعة الإنترنت المتاحة لديك.

يمكنك أيضًا استخدام تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر نفس الخدمة وتساعد في قياس السرعة في المواقع المختلفة داخل المنزل أو المكتب.

2. اختبار سرعة الراوتر باستخدام جهاز التوجيه

بعض أجهزة الراوتر توفر واجهات إلكترونية تُظهر سرعة الاتصال الفعلي عبر الشبكة. للوصول إلى هذه الإعدادات:

1. قم بتسجيل الدخول إلى لوحة تحكم الراوتر عن طريق إدخال عنوان “IP” الخاص بالراوتر في المتصفح (مثل 192.168.1.1 أو 192.168.0.1).

2. سجل الدخول باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بالراوتر.

3. ابحث عن خيار يتعلق بـ السرعة أو الإحصائيات في لوحة التحكم، وقد يختلف هذا حسب نوع جهاز التوجيه.

4. هنا يمكنك الاطلاع على سرعات الاتصال بكل جهاز موصول بالشبكة.

3. استخدام أدوات فحص الشبكة المتقدمة

إذا كنت ترغب في نتائج دقيقة، يمكن استخدام أدوات متقدمة مثل Wi-Fi Analyzer أو NetSpot لفحص الشبكة الداخلية. هذه الأدوات ستعطيك تفاصيل دقيقة حول سرعة الاتصال، وقوة الإشارة في مختلف أنحاء المنزل أو المكتب، بالإضافة إلى أي تداخل في القنوات التي قد تؤثر على السرعة.

ثالثاً: العوامل المؤثرة على سرعة الراوتر

رغم أن سرعة الإنترنت التي يقدمها مزود الخدمة هي العامل الرئيسي، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على سرعة الراوتر بشكل غير مباشر:

1. البعد عن الراوتر: كلما ابتعدت عن الراوتر، قلّت السرعة. إذا كان لديك منزل كبير أو العديد من الجدران بينك وبين الراوتر، فإن السرعة قد تتأثر بشكل كبير.

2. عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة: إذا كان لديك العديد من الأجهزة المتصلة بنفس الشبكة في نفس الوقت، فقد تتناقص السرعة المتاحة لكل جهاز.

3. التداخل اللاسلكي: إذا كنت تستخدم تردد 2.4 جيجاهرتز، قد تواجه تداخلًا مع الأجهزة الأخرى مثل الميكروويف أو أجهزة البلوتوث. الانتقال إلى تردد 5 جيجاهرتز يمكن أن يحسن الأداء.

4. مشاكل في المزود أو شبكة الإنترنت: قد تكون مشكلة في مزود الخدمة أو في البنية التحتية للشبكة تؤدي إلى انخفاض السرعة.

5. إعدادات الراوتر: إعدادات مثل اختيار قناة الواي فاي أو تفعيل بروتوكولات الأمان قد تؤثر على السرعة.

رابعاً: تحسين سرعة الراوتر

إذا اكتشفت أن سرعة الراوتر لديك أقل من المتوقع، هناك عدة طرق لتحسين الأداء:

1. وضع الراوتر في مكان مركزي: حاول وضع الراوتر في مكان مفتوح في وسط المنزل أو المكتب لضمان توزيع أفضل للإشارة.

2. تغيير قناة الواي فاي: قد يساعد تغيير القناة في تجنب التداخل مع الشبكات المجاورة.

3. التبديل إلى تردد 5 جيجاهرتز: إذا كنت تستخدم تردد 2.4 جيجاهرتز، حاول التبديل إلى 5 جيجاهرتز للحصول على سرعة أعلى.

4. ترقية جهاز التوجيه: إذا كان جهاز التوجيه قديمًا، فكر في ترقية إلى طراز يدعم أحدث بروتوكولات الواي فاي مثل Wi-Fi 6.

5. استخدام موسع شبكة (Repeater): في حالة كان لديك منزل كبير، قد تحتاج إلى موسع شبكة (Wi-Fi extender) لتحسين التغطية في المناطق البعيدة عن الراوتر.

6. تقليل عدد الأجهزة المتصلة: حاول تقليل عدد الأجهزة المتصلة في وقت واحد لتجنب تحميل الشبكة.

7. تحديث البرنامج الثابت للراوتر: قد تحتاج بعض أجهزة الراوتر إلى تحديث البرنامج الثابت لضمان أفضل أداء.

خامساً: كيفية اختيار الراوتر المناسب

اختيار الراوتر المناسب لاحتياجاتك قد يساعد في ضمان الحصول على أفضل سرعة ممكنة. عند اختيار جهاز توجيه جديد، تأكد من أن الراوتر:

1. يدعم Wi-Fi 6 (802.11ax) لأعلى سرعات.

2. يعمل على تردد 5 جيجاهرتز.

3. يحتوي على منافذ جيجابت إيثرنت للاتصال السلكي السريع.

4. يدعم تقنيات MU-MIMO و QoS لتحسين الأداء عند الاتصال بعدد كبير من الأجهزة.

خاتمة

بإمكانك معرفة سرعة الراوتر لديك باستخدام الطرق التي ذكرناها، سواء من خلال مواقع اختبار السرعة أو أدوات فحص الشبكة المتقدمة. لكن تذكر أن سرعة الإنترنت لا تعتمد فقط على الراوتر، بل تتأثر أيضًا بالعوامل المحيطة. تأكد من تحسين الإعدادات واتباع النصائح لتحصل على أفضل تجربة إنترنت ممكنة في منزلك أو مكتبك.