كيفية قياس درجة حرارة الطفل

قياس درجة حرارة الطفل: أهمية، طرق، واعتبارات طبية

يُعد قياس درجة حرارة الطفل من الإجراءات الطبية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في رعاية الطفل، سواء في حالات المرض أو كإجراء روتيني للاطمئنان على صحته. تختلف درجة حرارة الجسم الطبيعية من شخص لآخر وقد تتأثر بعدة عوامل مثل العمر، النشاط البدني، البيئة، والتوقيت خلال اليوم. في هذا المقال، سنغطي بالتفصيل أهمية قياس درجة حرارة الطفل، الطرق المختلفة لقياسها، والملاحظات الطبية التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء القياس.

أهمية قياس درجة حرارة الطفل

تُعتبر درجة حرارة الجسم أحد المؤشرات الهامة على صحة الطفل. إذ أنها تساعد الأطباء والممارسين الصحيين على فهم حالة الطفل الصحية، وخاصة في حالات العدوى أو الالتهابات. عندما ترتفع درجة حرارة الطفل بشكل غير طبيعي، فقد تكون علامة على وجود مرض معدي مثل الأنفلونزا أو نزلة البرد، بينما تشير درجة الحرارة المنخفضة إلى احتمال وجود مشكلات صحية أخرى مثل التهاب الأمعاء أو حتى الصدمة. لذلك، يعد قياس درجة الحرارة أداة رئيسية في التشخيص المبكر للعديد من الأمراض.

الدرجة الطبيعية للحرارة في جسم الطفل

الدرجة الطبيعية لحرارة الجسم تتراوح عادة بين 36.5 و37.5 درجة مئوية. ومع ذلك، يمكن أن تتأثر هذه الدرجة بعدة عوامل مثل التوقيت في اليوم (قد تكون الحرارة أقل صباحًا وتزداد في المساء)، والنشاط البدني، وطريقة القياس. إذا كانت درجة حرارة الطفل تتجاوز 38 درجة مئوية، فهذا يُعتبر حمى ويستدعي مراقبة دقيقة للتأكد من السبب وراءها.

طرق قياس درجة حرارة الطفل

هناك عدة طرق لقياس درجة حرارة الطفل، وتختلف هذه الطرق باختلاف العمر والراحة الشخصية. نذكر فيما يلي الطرق الأكثر شيوعًا لقياس درجة حرارة الطفل:

1. مقياس الحرارة الزجاجي (الزئبقي)

في السابق، كان مقياس الحرارة الزجاجي من الأدوات الأساسية لقياس درجة حرارة الجسم، ولكنه أصبح نادرًا الآن بسبب المخاوف من السمية الناتجة عن الزئبق. هذا النوع من المقاييس يتميز بدقته، ولكنه قد يكون أقل أمانًا في حال كسره.

2. مقياس الحرارة الرقمي (الإلكتروني)

يعتبر مقياس الحرارة الرقمي من أكثر الطرق شيوعًا في قياس درجة الحرارة للأطفال. يتميز هذا المقياس بسهولة الاستخدام وسرعته في إعطاء القياس. يمكن استخدامه في أماكن مختلفة من الجسم، مثل الفم، الإبط، أو المستقيم، وقد يختلف التوقيت ودرجة الدقة حسب الطريقة المتبعة.

3. مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء (الحراري)

مقاييس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، والمعروفة أيضًا بالمقاييس عن بُعد، يمكن استخدامها على الجبهة أو الأذن لقياس درجة الحرارة بسرعة ودقة. تتميز هذه المقاييس بسرعة القراءة وعدم التلامس مع الجسم، ما يجعلها مناسبة للأطفال الصغار جدًا أو أولئك الذين يصعب عليهم الجلوس بهدوء لفترة طويلة.

4. مقياس الحرارة المستقيمي

تُعد الطريقة المستقيمة (التي يتم فيها إدخال مقياس الحرارة في المستقيم) من الطرق الأكثر دقة في قياس درجة حرارة الطفل، خاصة للأطفال الرضع. تُظهر هذه الطريقة درجة الحرارة الداخلية للجسم بدقة أكبر مقارنة مع الطرق الأخرى مثل الفم أو الإبط.

5. مقياس الحرارة تحت اللسان

هذه الطريقة تعتبر دقيقة للأطفال الأكبر سنًا الذين يمكنهم الحفاظ على المقياس تحت اللسان لفترة زمنية قصيرة. قد لا تكون دقيقة للأطفال الأصغر سنًا، حيث يصعب عليهم إبقاء الفم مغلقًا بشكل كافٍ.

6. مقياس الحرارة في الإبط

يعد مقياس الحرارة تحت الإبط هو الأكثر شيوعًا بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا الذين يرفضون قياس الحرارة باستخدام الطرق الأخرى. مع ذلك، قد تكون هذه الطريقة أقل دقة من الطرق الأخرى مثل القياس المستقيمي.

أعراض وأسباب الحمى عند الأطفال

الحمى هي ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الجسم فوق الحد الطبيعي، وعادة ما يكون نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية. كما قد تحدث بسبب التفاعل مع اللقاحات أو نتيجة لحالات طبية أخرى مثل التسمم أو مشاكل التمثيل الغذائي. على الرغم من أن الحمى هي أحد أعراض العدوى، إلا أنها ليست دائمًا تشير إلى مشكلة خطيرة.

أسباب الحمى عند الأطفال:

• العدوى الفيروسية: مثل الأنفلونزا، نزلات البرد، أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

• العدوى البكتيرية: مثل التهابات الأذن أو التهاب المسالك البولية.

• التفاعل مع اللقاحات: يمكن أن تظهر الحمى بعد تلقي اللقاحات كجزء من الاستجابة المناعية.

• التسمم أو الحساسية: قد تحدث الحمى نتيجة لتفاعل الجسم مع مواد سامة أو أدوية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن الحمى في الغالب لا تشير إلى حالة خطيرة، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب بشكل فوري، ومنها:

1. الحمى التي تستمر لأكثر من 3 أيام.

2. ارتفاع درجة الحرارة فوق 39.4 درجة مئوية.

3. وجود أعراض أخرى مثل التقيؤ المستمر أو صعوبة التنفس.

4. الحمى في الأطفال الرضع (أقل من 3 أشهر) تحتاج إلى اهتمام فوري.

5. الحمى المصحوبة بتشنجات أو تغير في سلوك الطفل.

كيفية التعامل مع الحمى في المنزل

إذا كانت الحمى معتدلة ولا تترافق مع أعراض أخرى خطيرة، يمكن معالجتها في المنزل ببعض الخطوات البسيطة:

1. إعطاء الطفل سوائل بكثرة: يساعد الماء والعصائر الطبيعية على منع الجفاف الذي قد يصاحب الحمى.

2. ارتداء ملابس خفيفة: تجنب تغطية الطفل بأغطية سميكة، حيث قد يزيد ذلك من ارتفاع درجة الحرارة.

3. استخدام خافضات الحرارة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، بشرط استشارة الطبيب بشأن الجرعة المناسبة.

4. الراحة التامة: يحتاج الطفل إلى الراحة لمساعدة الجسم على محاربة العدوى.

الاعتبارات الطبية المهمة عند قياس درجة حرارة الطفل

1. اختيار الطريقة المناسبة: يجب اختيار طريقة القياس بناءً على عمر الطفل ومدى تقبله لاستخدام مقياس الحرارة.

2. المراقبة المستمرة: في حالة ارتفاع درجة الحرارة، يجب متابعة درجة الحرارة بانتظام لملاحظة أي تغييرات.

3. التهوية المناسبة: تأكد من أن الطفل في بيئة جيدة التهوية، مما يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم.

الخلاصة

قياس درجة حرارة الطفل من العوامل الأساسية في الرعاية الصحية اليومية للطفل، ولا سيما في حالات المرض أو عند حدوث أعراض غير طبيعية. من المهم استخدام الطريقة المناسبة لقياس درجة الحرارة بناءً على عمر الطفل وحالته الصحية، مع مراقبة الأعراض المصاحبة واتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة إذا لزم الأمر.