كيفية قياس الحرارة تحت الإبط

قياس درجة الحرارة تحت الإبط: دليل شامل ودقيق

تُعد قياس درجة الحرارة من المؤشرات الحيوية المهمة التي يستخدمها الأطباء والمختصون لتشخيص الحالة الصحية للإنسان، إذ تعكس درجة الحرارة مؤشرات دقيقة حول وجود التهاب أو عدوى أو حالات مرضية أخرى. ومن أشهر طرق قياس درجة الحرارة في الجسم هي طريقة القياس تحت الإبط، التي تتميز بسهولة التطبيق وسرعة الحصول على النتائج، مما يجعلها الخيار الأكثر شيوعًا في المنازل والمرافق الطبية.

مفهوم درجة الحرارة تحت الإبط

درجة الحرارة تحت الإبط هي درجة حرارة الجسم التي تُقاس من خلال وضع ميزان الحرارة في التجويف تحت الذراع (الإبط)، حيث يكون الجلد رقيقًا وقريبًا من الأوعية الدموية الكبيرة، مما يسمح للحرارة المنبعثة من الجسم بالانتقال إلى ميزان الحرارة بسهولة. هذه الطريقة تُعطي مؤشرًا دقيقًا عن درجة حرارة الجسم الداخلية، لكنها قد تختلف قليلًا عن درجات الحرارة المقاسة بالفم أو المستقيم.

أهمية قياس درجة الحرارة تحت الإبط

يُستخدم قياس درجة الحرارة تحت الإبط في عدة حالات طبية وأسرية، منها:

• متابعة حالات الحمى عند الأطفال والبالغين.

• تقييم وجود عدوى أو التهابات داخل الجسم.

• متابعة التغيرات في درجة الحرارة أثناء وبعد العمليات الجراحية.

• مراقبة استجابة الجسم للعلاج الدوائي في حالات الأمراض المزمنة أو الحادة.

• الفحص الروتيني في المؤسسات الصحية والمراكز الطبية.

الأدوات المستخدمة في قياس درجة الحرارة تحت الإبط

يوجد العديد من أنواع أجهزة قياس الحرارة، لكن أكثرها شيوعًا في قياس درجة الحرارة تحت الإبط:

1. ميزان الحرارة الزئبقي التقليدي: كان شائعًا سابقًا ويعتمد على تمدد الزئبق داخل أنبوب زجاجي. لم يعد يُستخدم بشكل واسع بسبب مخاطر الزئبق.

2. ميزان الحرارة الإلكتروني: جهاز رقمي يعطي قراءة دقيقة خلال ثوانٍ معدودة ويُعد الأكثر استخدامًا في الوقت الحاضر.

3. ميزان الحرارة بالأشعة تحت الحمراء: يستخدم لقياس درجة الحرارة بدون لمس الجلد، لكنه أقل دقة تحت الإبط مقارنة بالفم أو المستقيم.

4. ميزان الحرارة الزمني أو التيمباني: يستخدم لقياس الحرارة عبر الأذن، وهو بديل شائع لكنه لا يدخل ضمن قياس درجة الحرارة تحت الإبط مباشرة.

الخطوات الصحيحة لقياس درجة الحرارة تحت الإبط

للحصول على قراءة دقيقة وموثوقة عند قياس درجة الحرارة تحت الإبط، يجب اتباع الخطوات التالية بدقة:

1. التحضير:

   • تأكد من أن ميزان الحرارة نظيف ومعقم.

   • يُفضل أن يكون الشخص الذي سيتم قياس حرارته جالسًا أو مستلقيًا في وضعية مريحة.

   • يجب أن يكون تحت الإبط جافًا وخاليًا من العرق، لأن الرطوبة قد تؤثر على دقة القياس.

2. وضع ميزان الحرارة:

   • شغل ميزان الحرارة الإلكتروني أو تأكد من قراءة الميزان التقليدي قبل الاستخدام.

   • ضع طرف ميزان الحرارة في التجويف تحت الإبط، بحيث يكون ملامسًا تمامًا للجلد وليس للملابس.

   • أُغلق الذراع بإحكام على الصدر لمنع تسرب الهواء وحصر درجة الحرارة في منطقة القياس.

3. مدة القياس:

   • في حالة الميزان الإلكتروني، انتظر حتى يصدر الجهاز إشارة صوتية تفيد الانتهاء.

   • بالنسبة للميزان التقليدي، انتظر مدة لا تقل عن 3 إلى 5 دقائق لضمان تسجيل درجة الحرارة بدقة.

4. قراءة النتيجة:

   • قم بإخراج الميزان برفق واطلع على درجة الحرارة.

   • نظف وتعقم الميزان بعد كل استخدام للحفاظ على الصحة والسلامة.

العوامل المؤثرة على دقة القياس تحت الإبط

رغم سهولة هذه الطريقة، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤثر على دقة قراءة درجة الحرارة تحت الإبط، ومن أبرزها:

• وجود العرق أو الرطوبة: يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة المسجلة.

• عدم إحكام غلق الذراع على الميزان: يسمح بدخول هواء بارد يقلل من دقة القياس.

• تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة قبل القياس: يمكن أن يؤثر على درجة حرارة الجلد.

• تغير درجة حرارة البيئة المحيطة: مثل التواجد في أماكن باردة أو ساخنة جدًا.

• وجود التهابات جلدية أو جروح تحت الإبط: قد تؤثر على استشعار درجة الحرارة.

مقارنة بين درجة الحرارة تحت الإبط وطرق القياس الأخرى

تقنيات قياس درجة حرارة الجسم تختلف من حيث الدقة والسهولة، حيث يمكن تلخيص المقارنة في الجدول التالي:

المؤشرات الطبيعية لدرجة حرارة تحت الإبط

درجة الحرارة الطبيعية للجسم تتراوح عادة بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية عند القياس تحت الإبط، ويُعتبر ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) عندما تتجاوز 37.5 درجة مئوية. انخفاض درجة الحرارة عن 36 درجة مئوية يمكن أن يشير إلى انخفاض حرارة الجسم (الهيبوتيرميا)، والتي قد تكون خطيرة.

تختلف القيم الدقيقة باختلاف الفئة العمرية والحالة الصحية، حيث يكون الأطفال عرضة لارتفاع حرارة أكثر تذبذبًا، وكذلك كبار السن.

حالات تدعو لقياس درجة الحرارة تحت الإبط بانتظام

هناك العديد من الحالات المرضية التي تستدعي مراقبة درجة الحرارة بشكل دوري ومنتظم، مثل:

• حالات العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد.

• أمراض الجهاز التنفسي الحادة مثل الالتهاب الرئوي.

• أمراض المناعة الذاتية والالتهابات المزمنة.

• متابعة حالات ما بعد العمليات الجراحية لتجنب الحمى.

• مراقبة درجة حرارة المرضى المصابين بحالات ارتفاع الحرارة غير المبررة.

نصائح لزيادة دقة قياس درجة الحرارة تحت الإبط

• التأكد من جفاف الإبط قبل القياس.

• إعادة القياس في حال الحصول على نتائج غير منطقية.

• استخدام ميزان حرارة إلكتروني حديث لضمان السرعة والدقة.

• تنظيف ميزان الحرارة وتعقيمه قبل وبعد الاستخدام.

• الحفاظ على نفس الظروف البيئية قدر الإمكان أثناء القياس.

التطورات الحديثة في تقنيات قياس درجة الحرارة

شهدت السنوات الأخيرة تطويرًا ملحوظًا في أجهزة قياس درجة الحرارة، حيث ظهرت أجهزة قياس بالاشعة تحت الحمراء وأجهزة ذكية يمكن ربطها بالهواتف المحمولة لمراقبة درجة الحرارة عن بعد. رغم ذلك، تبقى طريقة القياس تحت الإبط من أكثر الطرق عملية وشيوعًا بسبب بساطتها وسهولة استخدامها في المنازل والمرافق الصحية.

جدول توضيحي لمقارنة ميزات طرق قياس درجة الحرارة

الخلاصة

قياس درجة الحرارة تحت الإبط طريقة فعالة ومستخدمة على نطاق واسع لقياس حرارة الجسم. تتطلب هذه الطريقة الالتزام بخطوات معينة لضمان دقة القراءة، مع مراعاة العوامل المؤثرة على النتائج. مع التطورات التكنولوجية، أصبح من السهل الحصول على نتائج دقيقة وسريعة، لكن تبقى الطريقة التقليدية تحت الإبط هي الأسهل والأكثر عملية للاستخدام اليومي. الحفاظ على دقة القياس واتباع الإرشادات الصحية يسهم في تشخيص أفضل للحالات المرضية ومتابعة فعالة لعلاجها.

المراجع:

1. Mayo Clinic. “Body temperature: How to take it and what it means.” Mayo Clinic.

2. MedlinePlus. “How to Take Your Child’s Temperature.” U.S. National Library of Medicine.