كيف تقرأ كُتباً أكثر في العام الجديد: خطة شاملة لزيادة عدد الكتب المقروءة
يعتبر العام الجديد فرصة مثالية لتحديد أهداف جديدة وإحداث تغييرات إيجابية في الحياة، ويعد قراءة الكتب من أهم الأهداف التي يسعى العديد من الأشخاص لتحقيقها. ففي ظل التقدم التكنولوجي وارتفاع معدلات استخدام الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية، أصبح من السهل الانشغال عن القراءة. لكن، مع التنظيم والتخطيط السليم، يمكن للإنسان أن يقرأ أكثر من أي وقت مضى في العام الجديد. لذلك، نقدم في هذا المقال خطة شاملة تساعدك على قراءة عدد أكبر من الكتب خلال العام، مع التركيز على استراتيجيات فعالة وأدوات تنظيمية، بالإضافة إلى تغييرات في العادات اليومية التي تسهم في تحقيق هذا الهدف.
1. تحديد أهداف قراءة واقعية وقابلة للتحقيق
أول خطوة نحو زيادة عدد الكتب التي تقرؤها هي تحديد هدف واقعي. قد يكون الهدف قراءة عدد معين من الكتب خلال العام أو حتى قراءة فصول من الكتب يومياً. من الضروري أن يكون الهدف قابلاً للتحقيق بناءً على مقدار الوقت المتاح لديك، وأسلوب حياتك، واهتماماتك الشخصية. لا تضع أهدافاً غير واقعية مثل “قراءة 100 كتاب في عام واحد” إذا كنت لا تستطيع تخصيص وقت كافٍ لذلك. بدلاً من ذلك، ابدأ بهدف بسيط مثل قراءة كتاب واحد كل شهر أو قراءة 20 صفحة يومياً، ويمكنك تعديل الهدف مع مرور الوقت بناءً على تقدمك.
2. تخصيص وقت مخصص للقراءة يومياً
من أجل قراءة الكتب بانتظام، يجب أن تجد وقتًا ثابتًا لذلك. يمكن أن تكون القراءة جزءاً من روتينك اليومي، سواء كان ذلك في الصباح الباكر، أو في فترة ما بعد الظهر، أو في المساء قبل النوم. تخصيص وقت ثابت يعني أنك ستتعامل مع القراءة على أنها جزء لا يتجزأ من يومك، وبالتالي ستكون أكثر التزاماً بالهدف.
يُفضل تحديد وقت مخصص لا يتداخل مع الأعمال اليومية الأخرى. على سبيل المثال، يمكن تخصيص 30 دقيقة يومياً قبل النوم أو أثناء انتظار وسائل النقل العامة للقراءة. حتى لو كان الوقت قليلاً في البداية، فبمرور الوقت سيصبح عادة تلقائية.
3. اختيار الكتب التي تثير اهتمامك
إحدى أكبر المشاكل التي يعاني منها الكثيرون هي اختيار الكتب التي يجدونها صعبة أو غير جذابة، مما يؤدي إلى فقدان الحافز للاستمرار في القراءة. الحل بسيط: اختر الكتب التي تتماشى مع اهتماماتك الشخصية. إذا كنت تحب العلوم، اقرأ كتباً في هذا المجال. إذا كنت مهتماً بالتاريخ أو الأدب أو الفلسفة، اختر مؤلفين متخصّصين في هذه المواضيع.
يمكنك أيضاً اختيار أنواع مختلفة من الكتب: الروايات، السير الذاتية، كتب التنمية الذاتية، والكتب العلمية، مما يمنحك تنوعاً ويكسر رتابة القراءة في نوع واحد فقط. عندما تستمتع بما تقرأ، ستجد نفسك تقرأ أكثر.
4. استغلال فترات الفراغ الصغيرة
في حياتنا اليومية، هناك العديد من اللحظات التي يمكن استغلالها للقراءة. على سبيل المثال، يمكن القراءة أثناء التنقل، في المواصلات العامة، أثناء الانتظار في الطابور، أو حتى أثناء فترات الراحة في العمل. هذه الفترات الصغيرة قد تبدو غير مهمة، لكن إذا تم استغلالها بشكل جيد، يمكن أن تضيف لك الكثير من الصفحات في نهاية اليوم. على سبيل المثال، إذا قرأت 10 دقائق في الصباح و10 دقائق في المساء، ستتمكن من إنهاء كتاب في وقت أسرع مما كنت تتوقع.
5. استخدام التقنيات الرقمية
في عالم اليوم، يمكن استغلال التقنيات الحديثة لزيادة كمية الكتب التي تقرؤها. هناك العديد من التطبيقات التي تتيح لك قراءة الكتب الإلكترونية أو الاستماع إليها أثناء التنقل. مثل هذه التطبيقات تشمل:
-
Kindle: يوفر مكتبة ضخمة من الكتب الإلكترونية التي يمكنك تحميلها وقراءتها على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي.
-
Audible: يوفر لك إمكانية الاستماع إلى الكتب الصوتية، مما يعني أنك تستطيع “قراءة” الكتب أثناء القيادة أو ممارسة الرياضة.
-
Google Books: يمكنك الوصول إلى ملايين الكتب الرقمية في مختلف المجالات والموضوعات.
الاستفادة من هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تكون وسيلة رائعة لزيادة عدد الكتب التي تقرؤها، خاصة إذا كنت شخصاً مشغولاً ولا تستطيع تخصيص وقت طويل للقراءة.
6. تحديد هدف يومي للصفحات
بدلاً من تحديد هدف سنوي أو شهري لعدد الكتب، يمكنك تحديد هدف يومي لعدد الصفحات التي ستقرؤها. على سبيل المثال، يمكن تحديد هدف قراءة 20 صفحة كل يوم، أو حتى 10 صفحات إذا كنت تشعر أن الوقت غير كافٍ. بمجرد أن تصبح هذه العادة جزءاً من روتينك اليومي، ستجد نفسك قد أنهيت العديد من الكتب في فترة زمنية قصيرة.
7. قراءة أكثر من كتاب في وقت واحد
أحياناً قد تشعر بالملل من كتاب واحد بعد مرور وقت طويل عليه. لمواجهة هذا الشعور، يمكن أن تقرأ أكثر من كتاب في وقت واحد. على سبيل المثال، يمكنك قراءة كتاب خفيف أو رواية أثناء التنقل أو في أوقات الفراغ، بينما تحتفظ بكتاب آخر أكثر جدية للقراءة قبل النوم أو في أوقات الراحة.
8. استخدام قوائم الكتب الموصى بها
إذا كنت غير متأكد من الكتب التي يجب أن تبدأ بها، يمكن أن تكون قوائم الكتب الموصى بها مصدرًا جيدًا للإلهام. يمكن العثور على هذه القوائم عبر الإنترنت أو من خلال مواقع مثل Goodreads، حيث يشارك القراء تقييماتهم وتوصياتهم. يمكنك أيضاً الاستفادة من القوائم الخاصة بالنقاد أو المتخصصين في مجال معين. هذه القوائم توفر لك مجموعة من الكتب المميزة التي لن تضيع وقتك في اختيار الكتاب المناسب.
9. الانضمام إلى نادي الكتاب
الانضمام إلى نادي الكتاب هو وسيلة فعالة للمساهمة في هدفك لقراءة المزيد من الكتب. في نادي الكتاب، سيُطلب منك قراءة كتاب معين في كل شهر ومناقشته مع الأعضاء الآخرين. هذا يضيف عنصر التحفيز الاجتماعي والضغط الودي الذي قد يدفعك للقراءة بانتظام. كما أن المناقشات قد تعزز فهمك للكتاب وتفتح لك آفاقاً جديدة للقراءة.
10. احتفظ بدفتر للقراءة
الاحتفاظ بدفتر للقراءة يساعدك على تتبع تقدمك ويشجعك على الاستمرار. قم بتسجيل الكتب التي قرأتها، وعدد الصفحات التي قرأتها في اليوم، وأي ملاحظات أو أفكار حول الكتب. هذا الدفتر سيكون بمثابة مرجع شخصي لك ويعزز من التزامك بالهدف. كما أنه سيكون حافزاً جيداً إذا لاحظت أن هناك تقدماً ملموساً في عدد الكتب التي قرأتها.
11. التغلب على العوائق النفسية
أحياناً يكون العائق الأساسي الذي يمنعنا من القراءة هو العوائق النفسية مثل الشعور بالكسل أو الإحساس بالملل. من أجل التغلب على هذه العوائق، يجب العمل على تحفيز الذات. حاول أن تذكر نفسك دائماً بفوائد القراءة، سواء كانت تعلم أشياء جديدة، توسيع آفاقك الفكرية، أو مجرد الاستمتاع بعالم من القصص المثيرة.
كما يمكن البدء بقراءة كتب قصيرة أو روايات خفيفة تجعل القراءة أكثر متعة وسهولة. من المهم أن تضع في اعتبارك أن القراءة ليست مجرد عبء أو واجب، بل هي تجربة ممتعة تزيد من معرفتك وتوسع ثقافتك.
12. مراجعة العادات الشخصية
أحياناً تتطلب زيادة عدد الكتب المقروءة تغييراً في العادات اليومية. إذا كنت شخصاً يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشة التلفاز أو الهاتف الذكي، فقد يكون من المفيد تقليل هذا الوقت لصالح القراءة. البدء بتغيير العادات البسيطة، مثل تحديد وقت محدد لشاشات الأجهزة أو استبدال بعض الأنشطة اليومية بالقراءة، يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق هدفك.
الخاتمة
القراءة هي إحدى العادات المفيدة التي يمكن أن تساهم في تطوير الفرد، توسيع مداركه، وزيادة معارفه. من خلال تحديد أهداف واقعية، وتخصيص وقت يومي، واختيار الكتب بعناية، واستخدام التقنيات الحديثة، يمكنك بسهولة زيادة عدد الكتب التي تقرأها خلال العام الجديد. مع التنظيم والتحفيز المناسب، ستجد أن القراءة أصبحت جزءاً أساسياً من حياتك، وستتمكن من تحقيق أهدافك السنوية بشكل أكثر فعالية.
