كيف يفقس بيض الدجاج؟
تعد عملية فقس بيض الدجاج من الظواهر الطبيعية المثيرة التي تحدث في عالم الحيوانات. تتطلب هذه العملية سلسلة من الخطوات الحيوية التي تحدث بتنسيق دقيق بين الأم (الدجاجة) وبيضها. في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل كيفية حدوث فقس بيض الدجاج، بداية من مرحلة وضع البيض، مروراً بتطور الجنين داخل البيضة، وصولاً إلى لحظة خروج الكتكوت إلى العالم.
1. وضع البيضة: بداية العملية
العملية تبدأ عندما تضع الدجاجة البيضة بعد دورة تناسلية دقيقة. تبدأ الدجاجة في إنتاج البيض داخل جهازها التناسلي في المبيض. يتم إطلاق البويضة من المبيض إلى قناة البيض، حيث تبدأ في المرور عبر أجزاء مختلفة من القناة، والتي تضيف إليها طبقات من المواد المختلفة. أولاً، يتم إضافة غلاف من البروتين حول البويضة، ثم تأتي طبقة القشرة الكلسية التي تمنح البيضة قوتها وحمايتها. بعد ذلك، تكتمل البيضة وتصبح جاهزة للطرح.
عند طرح البيضة، تلتقطها الدجاجة وتبدأ في رعايتها بشكل حذر. في حال كان الدجاجة ناضجة ولديها القدرة على الإخصاب، قد يكون البيض ملقحًا. في هذه الحالة، سيحدث الحمل داخل البيضة، مما يؤدي إلى بدء مرحلة جديدة في عملية الفقس.
2. الإخصاب وتخصيب البيض
إن البيض الذي يتم وضعه من قبل الدجاجة لا يحتوي دائمًا على كتكوت. فإذا كانت الدجاجة قد تزاوجت مع الديك، يصبح البيض ملقحًا. في هذه الحالة، يتواجد الحيوان المنوي في داخل البيضة حيث يحدث الإخصاب. تبدأ الخلايا الموجودة داخل البويضة في الانقسام والنمو بشكل تدريجي.
إن عملية الإخصاب والتطور الجنيني داخل البيضة تحتاج إلى وقت ومجموعة من الظروف البيئية المثلى. في حال لم يكن البيض ملقحًا، فإن البيضة لا تحتوي على الجنين ولن يحدث الفقس. ولذلك، يتطلب الأمر أن تكون الدجاجة قد تزاوجت مع الديك لكي يتم الإخصاب.
3. الظروف البيئية المثالية للفقس
لضمان حدوث الفقس بنجاح، يحتاج البيض إلى ظروف بيئية معينة. أول هذه الظروف هو الحرارة. تعتبر درجة الحرارة عاملاً حاسمًا في نمو الجنين داخل البيضة. تكون درجة الحرارة المثالية للفقس بين 37.5 إلى 38 درجة مئوية. إذا كانت درجة الحرارة أقل أو أعلى من ذلك، قد يتأثر تطور الجنين بشكل سلبي، مما يؤدي إلى عدم نجاح الفقس.
بالإضافة إلى درجة الحرارة، تعتبر الرطوبة من العوامل المهمة الأخرى. يجب أن تكون الرطوبة في المكان الذي يتم فيه فقس البيض بين 50 إلى 60%. إذا كانت الرطوبة منخفضة جدًا، قد يصاب الجنين بالجفاف، مما قد يؤدي إلى موته قبل الوصول إلى مرحلة الفقس.
4. دور الدجاجة في رعاية البيض
بعد وضع البيضة، تبدأ الدجاجة في رعايتها وحمايتها. تبدأ الدجاجة في الجلوس على البيض، حيث تستخدم حرارة جسمها للحفاظ على درجة الحرارة المناسبة للفقس. تسمى هذه العملية “الحضن”، وتستمر عادة لمدة تتراوح من 21 إلى 23 يومًا، حسب نوع الدجاجة وظروف البيئة. خلال هذه الفترة، تظل الدجاجة ثابتة في مكانها، لا تتحرك كثيرًا إلا لتناول الطعام والشراب.
تساعد حرارة جسم الدجاجة في الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للبيض، وهي ضرورية للغاية لنمو الجنين بشكل صحيح. في حال تركت الدجاجة البيض أو توقفت عن الحضن، يمكن أن يتسبب ذلك في فشل الفقس.
5. التطور الجنيني داخل البيضة
يبدأ الجنين داخل البيضة بتطور مع مرور الوقت. عند البداية، يبدأ الجنين من خلية واحدة تنقسم بشكل مستمر لتكوين أنسجة وأعضاء مختلفة. مع مرور الأيام، يظهر الجنين داخل البيضة ويتشكل تدريجياً حتى يصبح أكثر وضوحًا. تتراوح مراحل نمو الجنين من تكوين الأطراف إلى تطوير الأعضاء الحيوية مثل القلب والأمعاء.
تتكون البيضة من عدة طبقات، تبدأ من القشرة الصلبة التي تحمي الجنين، ثم طبقة الغشاء الأبيض (الألبومين) التي تعمل على تغذية الجنين. في الداخل، يوجد صفار البيضة، الذي يحتوي على المواد الغذائية التي يحتاجها الجنين للنمو.
6. التشقق وظهور الكتكوت
عندما ينضج الجنين داخل البيضة ويقترب من مرحلة الفقس، يبدأ الكتكوت في التحرك داخل البيضة. هذه الحركة هي أولى العلامات على أنه جاهز للخروج. في هذه المرحلة، يبدأ الكتكوت في استخدام منقاره الحاد لكسر القشرة الصلبة. عملية كسر القشرة تعرف بالـ”شروخ”، حيث يبدأ الكتكوت في إحداث شقوق صغيرة في البيضة باستخدام منقاره، ما يسمح له بالتنفس بشكل أفضل.
ثم يبدأ الكتكوت في فحص القشرة بحذر، حيث يحاول الخروج عبر تشققات بيضاوية. قد يستغرق الكتكوت وقتًا طويلاً في هذه العملية حتى يتمكن من كسر القشرة بالكامل. يمكن أن يستغرق الكتكوت ما يصل إلى 24 ساعة حتى يخرج بالكامل من البيضة. هذه العملية قد تبدو بطيئة، ولكنها جزء مهم من عملية الفقس.
7. المراحل الأخيرة: خروج الكتكوت
عندما يكسر الكتكوت القشرة بالكامل، يخرج منها بحذر ويبدأ في التنفس بشكل طبيعي. في البداية، يكون الكتكوت ضعيفًا جدًا وقد يحتاج إلى بعض الوقت لكي يقوى. تتولى الدجاجة مهمّة رعاية الكتكوت الجديد، حيث تقوم بإطعامه وحمايته. يتعلم الكتكوت بسرعة كيفية المشي والبحث عن الطعام، وهو يعتمد على والدته للبقاء في مأمن.
8. الملاحظات والاعتبارات الختامية
يعد فقس بيض الدجاج عملية معقدة ودقيقة، حيث يتطلب الأمر تضافر عوامل عديدة مثل الحرارة، الرطوبة، وعناية الدجاجة. بمجرد أن يفقس البيض، يبدأ الكتكوت دورة جديدة من حياته، ويستمر في النمو ليصبح دجاجًا بالغًا قادرًا على التزاوج وإنتاج البيض من جديد.
إن الفقس ليس مجرد حدث طبيعي، بل هو جزء من دورة الحياة التي تضمن استمرار النوع. تتفاوت نتائج الفقس من دجاجة إلى أخرى، لكن مع الاهتمام بالظروف البيئية المناسبة وتوفير الرعاية الجيدة، يمكن أن تتحقق نتائج ناجحة تنتج عنها كتاكيت صحية وقوية.
