كيفية حساب ضريبة القيمة المضافة

كيفية احتساب ضريبة القيمة المضافة في السعودية

تعد ضريبة القيمة المضافة أحد أبرز أنواع الضرائب غير المباشرة التي يتم تطبيقها على السلع والخدمات في العديد من الدول حول العالم، ومن بينها المملكة العربية السعودية. تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة في السعودية لأول مرة في 1 يناير 2018، كجزء من جهود الحكومة لتنويع مصادر الإيرادات وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للعائدات المالية. حيث تُعتبر ضريبة القيمة المضافة من الأنظمة الضريبية الفعالة التي تهدف إلى تحسين الاقتصاد السعودي ورفد خزينة الدولة.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية احتساب ضريبة القيمة المضافة في السعودية، والعوامل التي تؤثر عليها، بالإضافة إلى الأنظمة والمعايير التي يجب أن يتبعها المكلفون بها.

مفهوم ضريبة القيمة المضافة

تُعرف ضريبة القيمة المضافة بأنها ضريبة استهلاكية تُفرض على القيمة المضافة إلى السلع والخدمات خلال مراحل الإنتاج والتوزيع. ويتم تحصيل هذه الضريبة في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، حيث يتحمل المستهلك النهائي عبء دفع الضريبة. ويُعد التاجر أو المورد هو المسؤول عن تحصيل الضريبة وإيداعها في خزينة الدولة.

تُعتبر ضريبة القيمة المضافة ضريبة غير مباشرة، بمعنى أنها لا تُفرض بشكل مباشر على الدخل أو الثروة، بل تُفرض على الاستهلاك. وبذلك، يتم تحصيل الضريبة من المستهلك النهائي عبر عملية سلسة تمر من خلالها المنتجات أو الخدمات المختلفة قبل وصولها للمستهلك.

النسبة الأساسية لضريبة القيمة المضافة في السعودية

عند تطبيق ضريبة القيمة المضافة في المملكة العربية السعودية، كانت النسبة المبدئية للضريبة 5% على معظم السلع والخدمات. ولكن في عام 2020، قررت الحكومة السعودية زيادة هذه النسبة إلى 15% في محاولة لتخفيف العبء المالي الناتج عن تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني. وقد تم تطبيق هذا التعديل بدءاً من 1 يوليو 2020، ولا يزال العمل بنظام الضريبة بنسبة 15% سارياً حتى اليوم.

أنواع السلع والخدمات الخاضعة لضريبة القيمة المضافة

تخضع معظم السلع والخدمات في السعودية لضريبة القيمة المضافة. لكن هناك بعض الاستثناءات التي قد تختلف بين أنواع معينة من السلع والخدمات التي يتم التعامل معها وفقاً للقوانين الخاصة. تتضمن السلع والخدمات التي يخضع بعضها لضريبة القيمة المضافة ما يلي:

1. السلع والخدمات التي تخضع لضريبة القيمة المضافة: تشمل هذه السلع والخدمات كافة المنتجات والخدمات التي يتم استهلاكها من قبل المستهلك النهائي، مثل الأجهزة الإلكترونية، الملابس، الطعام، المشروبات، والعديد من المنتجات الأخرى.

2. السلع والخدمات المعفاة من ضريبة القيمة المضافة: تشمل بعض السلع والخدمات التي يتم استثناؤها من الضريبة مثل التعليم، الرعاية الصحية، النقل الدولي، والخدمات المالية المتعلقة بالقروض وغيرها.

3. السلع والخدمات التي يتم تطبيق ضريبة مضافة عليها بنسبة صفرية: تشمل بعض السلع والخدمات التي يتم تطبيق ضريبة القيمة المضافة عليها بنسبة صفرية، مثل صادرات السلع والخدمات إلى خارج المملكة، مما يجعلها محايدة من حيث التكلفة.

كيفية احتساب ضريبة القيمة المضافة في السعودية

يتم احتساب ضريبة القيمة المضافة في السعودية من خلال عملية بسيطة تشمل تحديد القيمة الأساسية للسلعة أو الخدمة المراد شراؤها ومن ثم ضرب هذه القيمة في نسبة الضريبة المقررة، وهي 15% في الوقت الحالي.

مثال عملي على حساب ضريبة القيمة المضافة:

إذا كانت قيمة السلعة التي ترغب في شراءها 100 ريال سعودي، فإن ضريبة القيمة المضافة التي ستضاف إليها ستكون كالتالي:

1. قيمة السلعة: 100 ريال سعودي

2. نسبة ضريبة القيمة المضافة: 15%

3. حساب الضريبة: 100 × 0.15 = 15 ريال سعودي

4. المبلغ الإجمالي بعد إضافة الضريبة: 100 + 15 = 115 ريال سعودي

في هذا المثال، ستدفع 115 ريال سعودي للمورد، حيث أن 15 ريالاً من هذا المبلغ هي ضريبة القيمة المضافة التي سيقوم المورد بدفعها إلى الهيئة العامة للزكاة والدخل.

كيفية تحصيل الضريبة

يتعين على الشركات والموردين في المملكة العربية السعودية القيام بتحصيل ضريبة القيمة المضافة من العملاء عند بيع السلع والخدمات. وعليه، يجب على جميع الأعمال التجارية التسجيل في نظام ضريبة القيمة المضافة لدى الهيئة العامة للزكاة والدخل (GAZT) إذا كانت إيراداتهم السنوية تتجاوز الحد الأدنى الذي تفرضه الهيئة. وهذا يتيح لهم تحصيل الضريبة من المستهلك النهائي وإيداعها في خزينة الدولة بشكل منتظم.

الإقرار الضريبي وتوريد الضريبة

بمجرد أن يقوم المورد أو الشركة بتحصيل ضريبة القيمة المضافة من عملائهم، يتعين عليهم تقديم إقرار ضريبي دوري للهيئة العامة للزكاة والدخل. عادة ما يكون هذا الإقرار شهريًا أو ربع سنويًا حسب حجم الأعمال.

يتم تقديم هذا الإقرار الضريبي إلكترونيًا عبر البوابة الإلكترونية للهيئة العامة للزكاة والدخل، ويتضمن بيانًا بكل الإيرادات المحققة من بيع السلع والخدمات والضريبة المحصلة خلال الفترة المحددة. بعد تقديم الإقرار، يجب على المورد أو الشركة توريد الضريبة التي تم تحصيلها من العملاء إلى الهيئة العامة للزكاة والدخل.

استرداد ضريبة القيمة المضافة

في بعض الحالات، يمكن للأعمال التجارية أن تطلب استرداد جزء من ضريبة القيمة المضافة التي دفعتها على مدخلاتها، إذا كانت هذه المدخلات جزءًا من العمليات التجارية الخاصة بهم. وهذا يشمل تكاليف مثل المواد الخام أو السلع المشتراة من موردين محليين أو دوليين. ويتم استرداد هذه الضريبة من خلال إقرار ضريبي خاص يسمح للموردين أو الشركات التي تسجل على ضريبة القيمة المضافة باسترداد قيمة الضريبة المدفوعة على المدخلات.

الحالات التي تستوجب استبعاد الضريبة

هناك حالات معينة تنص فيها قوانين ضريبة القيمة المضافة في السعودية على إعفاء بعض السلع والخدمات من الضريبة، وذلك استنادًا إلى نوع السلعة أو الخدمة أو نوع المعاملة. من أبرز هذه الحالات:

1. المعاملات الدولية: مثل صادرات السلع والخدمات إلى خارج المملكة، حيث يتم فرض ضريبة بنسبة صفرية.

2. الخدمات التعليمية: التي تشمل الدورات التدريبية والبرامج التعليمية التي تقدمها المؤسسات التعليمية.

3. الخدمات الصحية: مثل الفحوصات الطبية والعلاجية التي تقدمها المنشآت الصحية.

التحديات التي قد تواجه المكلفين بضريبة القيمة المضافة

يواجه العديد من المكلفين بضريبة القيمة المضافة بعض التحديات التي قد تؤثر على قدرتهم على الامتثال للقوانين. من أبرز هذه التحديات:

1. الالتزام بالتسجيل والتقارير: تتطلب قوانين ضريبة القيمة المضافة في السعودية من الشركات الصغيرة والكبيرة الالتزام بتسجيل الضريبة وتقديم تقارير ضريبية دقيقة في الوقت المحدد.

2. التعامل مع الأنظمة الإلكترونية: يعتبر التعامل مع أنظمة الإقرار الضريبي الإلكترونية لدى الهيئة العامة للزكاة والدخل من أبرز التحديات، خاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي قد لا يكون لديها فريق متخصص.

3. الحفاظ على السجلات المحاسبية: يجب على الشركات الاحتفاظ بسجلات دقيقة تتعلق بالمدفوعات والبيع والشراء لضمان تقديم تقارير ضريبية صحيحة.

الخلاصة

تعد ضريبة القيمة المضافة في المملكة العربية السعودية من الآليات الاقتصادية الحيوية التي تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الإيرادات. يتم احتساب ضريبة القيمة المضافة بناءً على نسبة 15% على معظم السلع والخدمات، مع وجود استثناءات لبعض السلع والخدمات المعفاة أو التي تخضع لنسبة صفرية. يعتمد نجاح تطبيق هذه الضريبة على الالتزام بتقديم الإقرارات الضريبية بشكل دوري وتوريد الضريبة المحصلة للهيئة العامة للزكاة والدخل.

تساهم ضريبة القيمة المضافة في تعزيز الشفافية المالية وتحسين قدرة الحكومة على توفير الخدمات العامة، كما أنها تشجع على سلوكيات استهلاكية مسؤولة في المجتمع السعودي.