كيفية تحسين استخدام الميزات

مبادئ التصميم: ما الواجب عمله عندما لا يستخدم أحد الميزة الخاصة بك؟

في عالم التصميم، يُعدّ الفهم العميق للكيفية التي يتفاعل بها المستخدمون مع المنتجات والخدمات جزءًا أساسيًا من عملية التطوير. ولكن ماذا يحدث عندما لا يستخدم أحد الميزة التي طُورت بعناية لتلبية احتياجات معينة؟ يعدّ هذا السؤال من بين التحديات المهمة التي يواجهها مصممو واجهات المستخدم وتجربة المستخدم على حد سواء. فبغض النظر عن مدى الابتكار في المنتج أو الخدمة، فإن التفاعل الحقيقي مع الميزة هو الذي يحدد مدى نجاحها. من هنا، تبرز الحاجة إلى فهم مبادئ التصميم التي تساعد على تحسين استخدام الميزات المضمنة وتوجيه التعديلات اللازمة في حال عدم استخدامها كما هو متوقع.

الفهم الأولي: لماذا لا يستخدم الناس الميزات؟

قبل البدء في معالجة مشكلة الاستخدام غير المتوقع للميزات، من المهم فهم الأسباب المحتملة لذلك. تتعدد الأسباب التي قد تقف وراء هذا التفاعل المحدود مع الميزة الجديدة:

1. التعقيد: قد تكون الميزة المعروضة معقدة للغاية أو تتطلب خطوات إضافية مما يجعلها غير جذابة للمستخدمين الذين يبحثون عن حلول بسيطة وسريعة.

2. عدم وضوح الفائدة: في كثير من الأحيان، يفشل المستخدمون في إدراك القيمة المضافة التي تقدمها الميزة. إذا كانت الميزة غير واضحة في الفوائد التي تقدمها، أو إذا كانت واجهتها غير بديهية، فإن المستخدمين قد يتجاهلونها.

3. إفراط في الحمل المعرفي: قد يواجه المستخدمون صعوبة في استيعاب جميع الخيارات أو الميزات في التطبيق أو المنتج. قد يتسبب ذلك في ضغط ذهني زائد، مما يؤدي إلى عدم الاهتمام ببعض الميزات.

4. الافتقار إلى التوجيه: في بعض الأحيان، يُترك المستخدمون لاكتشاف الميزة بأنفسهم بدون توجيه واضح، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط أو الاستسلام.

5. التحديثات والتغييرات غير المتوقعة: إذا كانت الميزة قد تم تقديمها في وقت لاحق من تطوير المنتج أو تم تغييرها بشكل غير متوقع، قد يواجه المستخدمون صعوبة في التكيف معها.

6. التوقعات المختلفة: في بعض الأحيان، تكون هناك فجوة بين ما يعتقد المصممون أن المستخدمين يحتاجونه وبين ما يحتاجه المستخدمون فعلاً.

الخطوة الأولى: قياس وتحليل استخدام الميزة

قبل اتخاذ أي إجراءات لتعديل الميزة أو تحسين استخدامها، يجب أولاً قياس وتحليل كيف وأين يتم استخدامها، وإذا كان يتم استخدامها على الإطلاق. من بين الأساليب التي يمكن استخدامها:

1. التحليلات البيانية (Analytics): تعتمد التحليلات البيانية على جمع بيانات الاستخدام حول الميزة. يمكن أن يشمل ذلك تتبع عدد الأشخاص الذين يقومون باستخدام الميزة مقارنة بعدد الأشخاص الذين لا يستخدمونها. كما يمكن تحليل الوقت المستغرق في التفاعل مع الميزة، والصفحات التي يتم الوصول إليها قبل وبعد استخدامها.

2. التقييمات والمراجعات: يمكن أن تقدم ملاحظات المستخدمين قيمة كبيرة لفهم مشاعرهم تجاه الميزة. يمكن جمع المراجعات والتقييمات عبر استطلاعات الرأي أو المنتديات أو الدعم الفني.

3. اختبار الاستخدام (Usability Testing): يعتبر هذا النوع من الاختبارات أحد أهم الأدوات لفهم سبب قلة استخدام الميزة. يتضمن اختبار المستخدمين لواجهة معينة في بيئة محاكاة، ومراقبة تفاعلهم معها، من خلال النظر في النقاط التي قد يصادفون فيها صعوبة أو ينسحبون عندها.

4. مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs): يمكن تحديد مجموعة من مؤشرات الأداء لتقييم ما إذا كانت الميزة تحقق أهدافها المبدئية أم لا. تشمل هذه المؤشرات معايير مثل استخدام الميزة، ارتفاع الإيرادات أو النجاح في تحقيق الأهداف المصممة من أجلها.

الخطوة الثانية: إعادة تصميم وتجربة الميزة

بعد جمع وتحليل البيانات المتعلقة بعدم استخدام الميزة بالشكل المتوقع، قد تكون الحاجة ملحة لإعادة تصميم الميزة. هنا تبدأ مرحلة فحص الميزة وتصميمها بطريقة جديدة لضمان تفاعل المستخدمين معها. يمكن اتباع العديد من الاستراتيجيات لضمان أن تكون الميزة أكثر جذبًا وسهولة في الاستخدام:

1. تبسيط الميزة: من خلال إزالة التعقيد الزائد في الميزة وجعلها أسهل في الاستخدام. فغالباً ما يكون الفشل في الاستخدام ناتجاً عن تعقيد غير ضروري. تبسيط الخيارات وتقليل الخطوات المتبعة يمكن أن يسهم في جعل الميزة أكثر جاذبية.

2. تحسين الواجهة البصرية: تحسين الطريقة التي تُعرض بها الميزة يمكن أن يكون له تأثير كبير على استخدامها. إذا كانت الميزة غير واضحة من حيث التصميم أو الأيقونات، فإن تحسين المظهر قد يساعد المستخدمين على فهم كيفية التفاعل معها بسهولة.

3. تقديم التوجيه والمساعدة: توفير أدلة تعليمية أو تلميحات تفاعلية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز الاستخدام. يمكن تقديم إشعارات أو رسائل ترشد المستخدمين إلى كيفية استخدام الميزة بطريقة فعالة.

4. إظهار الفائدة: يجب توضيح الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها المستخدم عند استخدام الميزة. إذا لم يكن المستخدمون قادرين على فهم كيفية تحسين حياتهم باستخدام هذه الميزة، فإنهم لن يتفاعلون معها. يمكن استخدام العروض الترويجية أو الفيديوهات لشرح الفوائد بطريقة مرئية وسهلة الفهم.

5. التفاعل الحي مع المستخدمين: يساهم إجراء جلسات تفاعل مباشرة مع المستخدمين في جمع بيانات ميدانية واقعية حول الميزة. من خلال التفاعل المباشر مع الجمهور المستهدف، يمكن تحديد العوائق والتحديات التي قد تكون حالت دون استخدام الميزة.

الخطوة الثالثة: التكيف مع احتياجات المستخدمين

إذا لم يكن أحد المستخدمين يستخدم الميزة الجديدة، فهذا قد يعني أن الميزة لا تتناسب مع احتياجاته أو احتياجات مجموعة من المستخدمين. من أجل التغلب على هذه المشكلة، يمكن تطوير الميزة بما يتماشى مع متطلبات المستخدمين بشكل أفضل:

1. الاستماع لآراء المستخدمين: التفاعل مع المستخدمين بشكل منتظم للحصول على ملاحظاتهم يمكن أن يساعد في تحديد ما قد يعيق استخدام الميزة. تحسين المنتج بناءً على هذه الملاحظات يزيد من رضا المستخدمين.

2. الاستجابة لاحتياجات السوق: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تعديل الميزة أو تطويرها لتتماشى مع الاحتياجات المتغيرة للمستخدمين أو مع التوجهات السوقية. التكيف مع هذه المتغيرات يساعد في ضمان أن تظل الميزات ملائمة.

الخطوة الرابعة: الإعلانات الترويجية والتشجيع على الاستخدام

بعد تحسين الميزة وإعادة تصميمها بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين، يجب على الشركات أن تروج لها بطريقة فعّالة. قد يكون المستخدمون غير على دراية كافية بالميزة الجديدة أو لم يتمكنوا من اكتشاف فائدتها بسهولة. من أجل زيادة نسبة التفاعل مع الميزة:

1. حملات إعلانات رقمية: يمكن استخدام الإعلانات المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي أو داخل التطبيق نفسه للترويج للميزة وتعريف المستخدمين بها.

2. التشجيع على الاستخدام من خلال الحوافز: توفير مكافآت للمستخدمين الذين يجربون الميزة لأول مرة يمكن أن يكون دافعًا قويًا لاستخدامها.

الخطوة الخامسة: تكرار العملية وتحسين مستمر

أحد المبادئ الأساسية في التصميم هو أن العملية يجب أن تكون مستمرة. عدم استخدام الميزة في البداية ليس بالضرورة نهاية المطاف. بل هو فرصة لتحسين المنتج بما يتماشى مع احتياجات المستخدمين:

1. التطوير المستمر: يجب أن تكون هناك عمليات تقييم مستمرة للميزات والمنتجات، لتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين مستمر.

2. التحليل الدوري للبيانات: استمر في جمع البيانات وتحليل كيفية تفاعل المستخدمين مع الميزة على المدى الطويل لضمان استمرار نجاحها.

الخلاصة

عندما لا يستخدم أحد الميزات المصممة بعناية، لا يكون ذلك بالضرورة فشلًا في التصميم، بل هو مؤشر على أن هناك حاجة لفهم أعمق حول كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج أو الخدمة. التفاعل مع المستخدمين، قياس البيانات، وتحليل استخدام الميزة، بالإضافة إلى تعديل التصميم وتحسينه بشكل دوري، كلها خطوات أساسية لضمان الاستخدام الأمثل للميزات وتطوير منتجات قادرة على تلبية احتياجات الجمهور بشكل فعال.