كيف أعرف نوع وجهي؟
يُعدّ تحديد نوع الوجه خطوة أساسية في فهم الذات من الناحية الجمالية والشخصية، إذ يعتمد عليه الكثير من القرارات المتعلقة بالعناية بالبشرة، اختيار تسريحات الشعر، المكياج المناسب، وحتى نوع النظارات الملائمة. يمتاز كل نوع من أنواع الوجوه بخصائص تشريحية وجمالية محددة تميّزه عن الأنواع الأخرى، وتُعتبر هذه السمات محوراً مركزياً في عالم التجميل والموضة. فهم هذه الأنواع بشكل معمّق يساعد الفرد على إبراز ملامحه بطريقة متوازنة وجذّابة تتناغم مع شكل وجهه الطبيعي.
يتضمن هذا المقال تحليلاً موسعاً لأنواع أشكال الوجوه، الطرق العلمية والعملية لتحديد نوع الوجه بدقة، أهمية هذا التحديد في الحياة اليومية، إضافة إلى تفصيل في العوامل المؤثرة في بنية الوجه، ومدى ارتباطها بالعوامل الوراثية، والبيئية، والهرمونية.
أولاً: ما هو المقصود بـ “نوع الوجه”؟
نوع الوجه هو التصنيف الذي يُستخدم لوصف شكل الوجه بناءً على العلاقة النسبية بين الطول والعرض، بالإضافة إلى شكل الفك، الجبهة، والذقن. تتنوع أشكال الوجوه لتشمل عدة أنواع رئيسية مثل الوجه البيضاوي، المستدير، المربع، المستطيل، القلب، المثلث، والماسي. هذه التصنيفات لا تهدف إلى تصنيف جمالي بل إلى تقديم وصف هندسي يسهل التعامل معه في مختلف التطبيقات التجميلية والطبية وحتى النفسية.
ثانياً: العوامل المؤثرة في شكل الوجه
يتأثر شكل الوجه بعدة عوامل، نذكر منها:
1. العوامل الوراثية
الوراثة تلعب دوراً محورياً في تحديد شكل الوجه، فملامح الوجه وشكله العام تنتقل عبر الجينات من الأبوين إلى الأبناء، بما في ذلك عرض الجبهة، بروز عظام الوجنتين، طول الذقن وشكل الفك.
2. العوامل الهرمونية
الهرمونات، خصوصاً هرمونات النمو والتستوستيرون والإستروجين، تؤثر على شكل العظام وكمية الدهون تحت الجلد، ما ينعكس بشكل مباشر على ملامح الوجه.
3. العوامل البيئية ونمط الحياة
نظام التغذية، مستويات النشاط البدني، نوعية النوم، وحتى التوتر، جميعها تلعب دوراً في نحت ملامح الوجه، إذ يمكن أن تؤدي إلى تراكم الدهون أو ترهل العضلات أو تغيّر في توزيع الماء والدهون تحت الجلد.
4. التقدم في العمر
مع مرور الزمن، يفقد الوجه بعضاً من مرونته وامتلائه الطبيعي، وقد يتغير شكله بسبب فقدان الكولاجين، ترقق الجلد، وضمور عضلات الوجه.
ثالثاً: كيفية قياس ملامح الوجه لتحديد نوعه
يُعدّ القياس الدقيق للوجه من أهم الخطوات التي تساعد على تحديد نوع الوجه بشكل علمي. يمكن القيام بذلك باستخدام مرآة، شريط قياس، وأداة للكتابة. يتم أخذ القياسات التالية:
1. عرض الجبهة
يُقاس من بداية الحاجب الأيسر إلى بداية الحاجب الأيمن، أو من الصدغ إلى الصدغ.
2. عرض عظام الوجنتين (الخدين)
يُقاس من بروز الخد الأيسر إلى بروز الخد الأيمن، وهو غالباً أوسع نقطة في الوجه.
3. عرض الفك السفلي
يُقاس من الزاوية اليسرى للفك إلى الزاوية اليمنى، مروراً بأسفل الذقن.
4. طول الوجه
يُقاس من منتصف منبت الشعر إلى أسفل الذقن، عبر منتصف الوجه.
بعد الحصول على هذه الأبعاد، يمكن استخدام الجدول التالي للمساعدة في تحديد نوع الوجه:
| نوع الوجه | الخصائص المميزة |
|---|---|
| الوجه البيضاوي | الطول أكبر من العرض، الفك مستدير، الجبهة أعرض من الفك بقليل |
| الوجه المستدير | الطول والعرض متساويان تقريباً، الفك دائري، لا توجد زوايا حادة |
| الوجه المربع | الطول والعرض متقاربان، الفك والجبهة عريضان، الزوايا واضحة |
| الوجه المستطيل | الطول أكبر بكثير من العرض، الجبهة والفك بنفس العرض تقريباً، زوايا الفك بارزة |
| الوجه القلبي | الجبهة عريضة، الذقن نحيف ومدبب، عظام الوجنتين بارزة |
| الوجه الماسي | عظام الخدين هي الأعرض، الجبهة والذقن ضيقتان، شكل عام مشابه للماسة |
| الوجه المثلث | الفك عريض، الجبهة ضيقة، الوجه يتسع من الأعلى إلى الأسفل |
رابعاً: تفصيل لأنواع الوجوه
الوجه البيضاوي
يُعتبر الوجه البيضاوي من أكثر الأشكال توازناً من الناحية الجمالية، حيث يتميز بجبهة متوسطة العرض وفك مستدير. الطول يكون أكبر من العرض بنسبة طفيفة، ما يمنحه مظهراً ناعماً وانسيابياً. هذا النوع من الوجوه يتناسب مع معظم تسريحات الشعر، وأشكال المكياج، ويُعدّ مثالياً عند اختيار الإكسسوارات.
الوجه المستدير
يتسم هذا الوجه بعدم وجود زوايا حادة، وعادةً ما يكون فيه العرض والطول متقاربين جداً. الذقن مستديرة، والخدان ممتلئان، ما يعطي انطباعاً بالشباب والبراءة. تسريحات الشعر التي تضيف ارتفاعاً أعلى الرأس تناسب هذا النوع لتقليل الإحساس بالاستدارة.
الوجه المربع
أبرز ما يميز الوجه المربع هو الزوايا الحادة والواضحة عند الفك، مع عرض متساوٍ تقريباً في كل من الجبهة والخدين والفك. هذا الوجه يُظهر مظهراً قوياً وحاداً، ويُفضل استخدام مكياج أو تسريحات تساعد في تلطيف هذه الزوايا لإضفاء نعومة على الملامح.
الوجه المستطيل (أو الطويل)
يشبه الوجه المستطيل الوجه البيضاوي لكنه أطول، وغالباً ما يكون الفك والجبهة بنفس العرض تقريباً. قد يعطي انطباعاً بطول مفرط، لذا يُنصح بالتركيز على تسريحات تضيف عرضاً للوجه لتوازن الطول.
الوجه القلبي
يتميز بجبهة واسعة وذقن نحيلة أو مدببة، مما يعطي شكل قلب مقلوب. غالباً ما يكون هذا النوع جذاباً للغاية، ويفضل أن تُستخدم تسريحات ومكياج تسلط الضوء على عظام الخد وتقلل من عرض الجبهة.
الوجه الماسي
نادر نسبياً، ويتميز ببروز عظام الخد مع جبهة وذقن ضيقتين. هذا الشكل يتطلب عناية خاصة عند اختيار المكياج أو النظارات لتجنب المبالغة في حدة الملامح، وتفضل تسريحات توازن الجبهة والذقن.
الوجه المثلث
يُعرف أيضاً بالوجه الكمثري، حيث يكون الفك أعرض من الجبهة. غالباً ما يكون هذا الشكل معبراً عن شخصية قوية، ويفضل استخدام تسريحات تزيد من عرض الجبهة وتقلل من بروز الفك.
خامساً: أهمية معرفة نوع الوجه
معرفة نوع وجهك لا تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل تمتد إلى نواحٍ أعمق تتعلق بالثقة بالنفس، اتخاذ قرارات مناسبة في المظهر العام، بل وحتى التأثير على كيفية إدراك الآخرين لك. تتضمن الفوائد ما يلي:
-
اختيار تسريحات الشعر المثالية التي تبرز ملامح الوجه وتقلل من عيوبه.
-
اختيار النظارات الطبية أو الشمسية التي تتناسب مع الملامح.
-
تحديد أسلوب المكياج الأنسب لتسليط الضوء على نقاط الجمال في الوجه.
-
اختيار الملابس والإكسسوارات التي تناسب العنق، الكتفين، والوجه.
-
تحسين نتائج التصوير الفوتوغرافي من خلال معرفة الزاوية الأفضل للوجه.
-
التقييم التجميلي قبل الإجراءات التجميلية أو الجراحية.
سادساً: التطورات التقنية في تحليل شكل الوجه
في السنوات الأخيرة، ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات تحليل الصور في تقديم أدوات دقيقة وسريعة لتحديد نوع الوجه. تعتمد هذه الأدوات على تحليل النقاط الحيوية في الوجه باستخدام تقنيات الـFacial Landmarks والذكاء العميق لتقديم نتائج تستند إلى قياسات دقيقة. يستخدم خبراء التجميل والجراحون هذه التقنيات بشكل متزايد لتخصيص الخطط التجميلية وفقاً للخصائص الفردية.
سابعاً: تأثير الثقافة والمجتمع على إدراك شكل الوجه
تلعب الثقافة دوراً كبيراً في تقييم شكل الوجه ومفهوم “الجمال المثالي”. في بعض الثقافات، يُفضل الوجه البيضاوي، بينما في ثقافات أخرى قد يُفضل الوجه المستدير أو المربع، مما يؤثر على الطريقة التي يُنظر بها إلى الملامح الفردية. من المهم الإشارة إلى أن الجمال أمر نسبي، وأن كل نوع من أنواع الوجوه له جماله الخاص الذي يمكن تعزيزه من خلال الفهم الدقيق له.
ثامناً: كيفية التعامل مع نوع وجهك وتعزيزه جمالياً
بمجرد معرفة نوع وجهك، يمكن اتخاذ الخطوات التالية لتعزيز جمالك الطبيعي:
-
تسريحات شعر مدروسة: استخدام الطول، الكثافة، والتدرجات بما يتوافق مع ملامحك.
-
مكياج موجه: تطبيق تقنيات الكونتور والهايلايت لإبراز أو إخفاء ملامح معينة.
-
اختيار الحُلي والنظارات بحكمة: تجنب الأشكال التي تتعارض مع بنية وجهك.
-
عناية بالبشرة مستهدفة: توزيع الكريمات والأقنعة بناءً على احتياجات كل منطقة في الوجه حسب شكل الوجه.
المراجع
-
Face Shapes and Aesthetics, Journal of Dermatologic Surgery, 2019.
-
Anthropometric Analysis of the Human Face for Cosmetic Applications, International Journal of Cosmetic Science, 2021.
