كيفية الاهتمام بسرة المولود

تعتبر العناية بسرة المولود من الأمور الأساسية التي يجب على الأهل فهمها والتعامل معها بحرص شديد، لما لها من أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الطفل وسلامته خلال الأيام الأولى من حياته. السرة هي المنطقة التي تربط الجنين بالأم عبر الحبل السري أثناء فترة الحمل، وبعد الولادة تتحول إلى جزء من جسم الطفل يتطلب رعاية خاصة حتى تلتئم تمامًا ولا تتعرض للعدوى أو المضاعفات.

في هذا المقال، سيتم توضيح كافة الجوانب المتعلقة بالعناية بسرة المولود، بدءًا من أهمية العناية بها، مرورًا بالخطوات التفصيلية للعناية اليومية، والأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها، وصولاً إلى كيفية التعرف على علامات الالتهاب أو المضاعفات المحتملة.

أهمية العناية بسرة المولود

بعد الولادة، يتم قطع الحبل السري وترك جزء منه يظل معلقًا على بطن الطفل، حيث يتحول هذا الجزء تدريجيًا إلى جرح صغير يحتاج للشفاء. هذا الجرح هو ما يُعرف بـ”سرة المولود”. إن العناية الجيدة بهذه المنطقة تساعد في:

• تسريع عملية التئام الجرح: التئام السرة بشكل سريع يقلل من فترة تعرض الطفل لأي مخاطر.

• منع العدوى: المنطقة مفتوحة أمام التعرض للبكتيريا والجراثيم، مما قد يؤدي إلى التهاب خطير إذا لم يتم العناية بها جيدًا.

• تجنب المضاعفات الصحية: الالتهابات أو الفطريات التي تصيب السرة قد تؤثر على صحة الطفل بشكل عام، وقد تؤدي إلى مضاعفات مثل التقيح أو الألم.

التغيرات الطبيعية التي تحدث في سرة المولود

بعد الولادة، يبدأ الجزء المتبقي من الحبل السري بالجفاف والتحلل، وقد يستغرق الأمر من 7 إلى 14 يومًا حتى يسقط هذا الجزء تلقائيًا، ويترك خلفه نسيجًا جديدًا يتحول إلى السرة الطبيعية للطفل. خلال هذه الفترة تحدث عدة مراحل:

• الجفاف والتغير في اللون: يتحول لون الجزء المتبقي من الحبل السري من الأحمر إلى البني، ثم إلى اللون الأسود.

• تساقط الجزء الميت: بعد أن يجف تمامًا، يسقط الجزء الميت، ويترك جرحًا صغيرًا.

• التئام الجرح: تبدأ أنسجة الجلد بالتجدد وتغلق الجرح تدريجيًا حتى يختفي تمامًا.

تعتبر مراقبة هذه التغيرات دليلاً على أن العناية تجري بالشكل الصحيح، أما ظهور علامات غير طبيعية فيدل على وجود مشكلة تحتاج للتدخل الطبي.

الخطوات التفصيلية للعناية بسرة المولود

1. المحافظة على نظافة السرة

النظافة هي الركيزة الأساسية لمنع العدوى. يجب تنظيف السرة بلطف ودون الإفراط باستخدام مواد مناسبة:

• تنظيف جاف: عادة لا تحتاج السرة إلى غسيل متكرر بالماء، بل يكفي تنظيفها بقطنة مبللة بالماء المعقم أو بالكحول الطبي بنسبة 70% حسب توصيات الطبيب.

• تجفيف السرة جيدًا: بعد تنظيفها، يجب تجفيف السرة برفق بقطعة قطن نظيفة وجافة، مع تجنب فرك المنطقة.

• تجنب استخدام الصابون أو المنظفات القوية: التي قد تسبب تهيج الجلد.

2. الحفاظ على جفاف السرة

الرطوبة الزائدة تسرع نمو البكتيريا والفطريات، لذا يجب الحفاظ على جفاف السرة:

• تجنب تغطية السرة بالكامل: يفضل ترك السرة مكشوفة أو مع تعريضها للهواء قدر الإمكان.

• اختيار الحفاض المناسب: بحيث لا يغطي الحفاض السرة، ويفضل طي الحفاض لأسفل ليكون بعيدًا عن السرة.

• تجنب غمر السرة في الماء: حتى تسقط السرة ويكتمل التئامها، يُفضل استخدام الحمام الإسفنجي بدلاً من الاستحمام الكامل في الماء.

3. مراقبة علامات الالتهاب

ينبغي متابعة السرة يوميًا للتأكد من عدم وجود علامات غير طبيعية، مثل:

• احمرار زائد حول السرة.

• تورم أو خروج صديد أو رائحة كريهة.

• نزيف مستمر أو زيادة في الإفرازات.

• بكاء الطفل المفرط عند لمس السرة أو الشعور بألم في المنطقة.

ظهور هذه العلامات يستدعي استشارة الطبيب فورًا.

4. تجنب التدخلات غير الطبية

يُنصح بعدم محاولة إزالة الجزء الميت من الحبل السري بالقوة، أو استخدام أدوات غير معقمة، إذ قد يؤدي ذلك إلى النزيف أو الإصابة بالعدوى.

الأخطاء الشائعة في العناية بسرة المولود

1. تغطية السرة بالحفاض بطريقة تمنع التهوية
   
   هذا من الأسباب الرئيسية لتجمع الرطوبة والبكتيريا، مما يسبب التهابات.

2. غسل السرة بالماء والصابون بكثرة
   
   هذا يسبب تهيج الجلد وتأخير التئام الجرح.

3. عدم تجفيف السرة جيدًا
   
   الرطوبة الزائدة تساعد على نمو الفطريات والبكتيريا.

4. محاولة اقتلاع الجزء الميت من الحبل السري
   
   هذه محاولة خطيرة قد تؤدي إلى النزيف أو العدوى.

5. تجاهل العلامات المبكرة للالتهاب
   
   يؤدي ذلك إلى تفاقم الحالة وقد يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.

التوقيت المثالي لسقوط السرة والعناية بعدها

عادةً ما تسقط السرة بين اليوم السابع واليوم الرابع عشر بعد الولادة. بعد سقوطها، يجب الاستمرار في العناية بالجرح حتى يلتئم تمامًا، ويمكن ملاحظة الآتي:

• استمرار تنظيف الجرح بقطنة مبللة بالكحول الطبي أو بمطهرات خفيفة موصى بها.

• ترك الجرح مكشوفًا أو تحت ضماد شفاف يسمح بمرور الهواء.

• متابعة أي علامات التهاب أو تغير في شكل السرة.

نصائح إضافية للعناية بسرة المولود

• ارتداء ملابس قطنية خفيفة: لتجنب التعرق والاحتكاك المباشر بالسرة.

• تجنب وضع الكريمات أو الزيوت على السرة: إلا إذا وصفها الطبيب.

• الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في غرفة الطفل: لأن الحرارة المرتفعة تزيد من التعرق والرطوبة.

• التأكد من غسل اليدين جيدًا قبل لمس السرة: لمنع انتقال الجراثيم.

كيف يمكن التعرف على التهاب السرة وعلاجه

إذا لاحظت وجود احمرار متزايد، تورم، خروج صديد، رائحة كريهة، أو أن الطفل يبكي عند لمس السرة، فهذه علامات واضحة لوجود التهاب. في هذه الحالة:

• يجب مراجعة الطبيب فورًا.

• قد يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية أو فموية حسب شدة الالتهاب.

• في بعض الحالات النادرة قد يحتاج الطفل إلى عناية طبية أكثر تفصيلًا لمنع انتشار العدوى.

جدول يوضح مراحل العناية بسرة المولود

الخلاصة

العناية بسرة المولود من الأمور الحيوية التي تتطلب انتباهاً دقيقاً واتباع إجراءات صحية دقيقة. الحفاظ على نظافة السرة وجفافها، مراقبة التغيرات اليومية، تجنب الأخطاء الشائعة، واللجوء للطبيب عند الحاجة، كل ذلك يسهم في سلامة الطفل ويساعد على نموه بشكل صحي. الالتزام بهذه الممارسات يضمن الشفاء السريع ويقي الطفل من مضاعفات قد تؤثر على صحته بشكل عام.

المصادر والمراجع

• Mayo Clinic, “Umbilical Cord Care for Newborns,” MayoClinic.org

• American Academy of Pediatrics, “Newborn Umbilical Cord Care,” Pediatrics Journal, 2020.