سبع طرق للتَّعامل مع شريكٍ مكتئب
تعدُّ العلاقة بين الشركاء أساساً مهماً في الحياة العاطفية، حيث يجد كل طرف في الآخر الدعم العاطفي، الراحة، والمساندة. لكن في بعض الأحيان، قد يواجه أحد الشركاء مشكلات صحية نفسية تؤثر على سير العلاقة وتحد من القدرة على التعامل بشكل طبيعي، مثل الاكتئاب. يعتبر الاكتئاب من أكثر الحالات النفسية الشائعة التي تؤثر على الأفراد، وقد ينعكس تأثيرها بشكل خاص على العلاقات الزوجية أو العاطفية. يُعتبر التعامل مع شريك مكتئب من التحديات الكبرى التي قد يواجهها أي شخص في علاقة، إذ تتطلب فهمًا عميقًا للصعوبات النفسية التي يعاني منها الشريك، وقدرة على التكيف مع التغيرات التي يمر بها الشخص المكتئب. لهذا، نقدم في هذا المقال سبع طرق فعالة للتعامل مع شريك مكتئب تساعد في تحسين العلاقة ودعمه على تجاوز هذه الفترة الصعبة.
1. إظهار التفهم والدعم العاطفي
من أولى الخطوات التي يجب على الشريك اتخاذها في حال اكتشافه للاكتئاب لدى الطرف الآخر هو إظهار التفهم والاحترام لمشاعر الشريك المكتئب. يُظهر التفهم احترامًا لمشاعر الشخص المكتئب ويمنحه شعورًا بالأمان. يجب على الشريك أن يتجنب إظهار أي نوع من الاستهزاء أو التقليل من شأن مشاعر الشخص الآخر، بل ينبغي الاستماع إليه بشكل عميق وإظهار الاستعداد للمساعدة. يتطلب الاكتئاب أحيانًا التقدير العاطفي من الشريك المحب، ليشعر الشخص المكتئب أنه ليس وحده في معركته.
2. تشجيع الشريك على طلب المساعدة المهنية
من الأمور المهمة التي قد تساعد في التعامل مع شريك مكتئب هي تشجيعه على طلب المساعدة المهنية. كثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لا يدركون أنهم بحاجة إلى علاج نفسي، أو قد يشعرون بالخجل من طلب المساعدة. يُنصح الشريك بتقديم الدعم في هذا الاتجاه، من خلال تشجيعه على زيارة طبيب نفسي أو مستشار متخصص. يمكن أيضًا عرض اصطحاب الشريك إلى موعد الطبيب إذا كان يشعر بالقلق أو الخوف من هذه الخطوة. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد المساعدة في البحث عن معالج نفسي متخصص في الاكتئاب، والتأكيد على أن العلاج هو خطوة طبيعية وصحية لتحسين الحالة النفسية.
3. الابتعاد عن إلقاء اللوم أو توجيه الانتقادات
من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الشريك عند التعامل مع شخص مكتئب هو إلقاء اللوم أو توجيه الانتقادات. قد يكون الشخص المكتئب في حالة من الانعزال العاطفي والتشويش الذهني، ومن الصعب عليه استيعاب أو التفاعل مع الانتقادات. إلقاء اللوم قد يزيد من مشاعر العجز واليأس لدى الشخص المكتئب. لذلك، يجب على الشريك تجنب توجيه اللوم أو توجيه انتقادات غير بناءة. بدلاً من ذلك، يجب أن يركز على مساعدة شريكه في فهم حالته النفسية بشكل إيجابي وغير محبط.
4. التحلي بالصبر والتفهم لمشاعر التغيير
إن الاكتئاب ليس حالةً مؤقتة، بل قد يكون تحديًا طويل الأمد يتطلب من الشريك التحلي بالكثير من الصبر. الشخص المكتئب قد يعاني من تقلبات مزاجية حادة أو سلوكيات غير متوقعة، مثل الانعزال عن الآخرين أو فقدان الرغبة في الأنشطة التي كانت تجلب له السعادة سابقًا. من المهم أن يتقبل الشريك هذا التغيير وأن يتحلى بالصبر، حتى إذا كان ذلك صعبًا عليه. في بعض الأحيان، قد يحتاج الشخص المكتئب إلى وقت طويل لكي يبدأ في التحسن، وعلى الشريك أن يدرك أن التقدم في العلاج قد يكون بطيئًا.
5. مساعدة الشريك على الحفاظ على روتينه اليومي
من التحديات التي يواجهها الشخص المكتئب هي تراجع رغبته في المشاركة في الأنشطة اليومية التي كانت في السابق جزءًا من حياته. قد يشعر الشخص المكتئب باللامبالاة تجاه عمله أو علاقاته الاجتماعية أو حتى تجاه نفسه. في هذه الحالة، يمكن للشريك أن يساعد في إعادة بناء الروتين اليومي للشخص المكتئب. سواء كان ذلك من خلال التشجيع على الخروج للمشي يوميًا أو تذكيره بمواعيد العلاج، فإن الحفاظ على نشاط مستمر قد يساعد في تحسين مزاج الشخص المكتئب تدريجيًا. يجب على الشريك أن يكون داعمًا في جعل الأنشطة اليومية أقل إرهاقًا وأكثر تحفيزًا.
6. عدم محاولة حل المشكلة بشكل مفاجئ
عندما يلاحظ الشريك الاكتئاب، قد يكون دافعه هو محاولة إصلاح الوضع بشكل سريع. ومع ذلك، من الضروري أن يتجنب الشريك محاولة حل المشكلة بشكل مفاجئ أو تقديم حلول سريعة قد لا تكون فعّالة في لحظتها. قد يشعر الشخص المكتئب بالضغط إذا تم التحدث عن الحلول في وقت مبكر جدًا. من الأفضل أن يتسم الشريك بالهدوء والصبر، وأن يسمح لشريكه بالمضي في مسار العلاج بمعدل يناسبه. في بعض الأحيان، قد تكون أفعال صغيرة مثل تحضير وجبة طعام أو تقديم الدعم العاطفي أكثر فعالية من محاولة حل المشكلة بشكل مفاجئ.
7. مراقبة صحتك النفسية والعاطفية أيضًا
في حالة التعامل مع شريك مكتئب، قد يتأثر الشخص السليم نفسيًا وعاطفيًا أيضًا. فدعم شخص مكتئب قد يكون مرهقًا ويتطلب جهدًا عاطفيًا. من المهم أن يراقب الشريك صحة نفسه النفسية والعاطفية أثناء هذه الفترة. لا ينبغي على الشريك أن يتجاهل احتياجاته الخاصة من الرعاية الذاتية والتفريغ العاطفي. يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على توازن العلاقة، حتى في ظل الصعوبات. يجب على الشريك أن يخصص وقتًا لرعاية نفسه والتأكد من أنه يحصل على الراحة والدعم اللازمين لتجنب الإرهاق العاطفي.
الخاتمة
التعامل مع شريك مكتئب يتطلب مزيجًا من الفهم، الصبر، والمرونة. لا يمكن لأي شخص أن يتوقع أن يشفى الشريك المكتئب بسرعة، ولكن من خلال الدعم المستمر والمساعدة في الوصول إلى العلاج المناسب، يمكن للشريك أن يشعر بأنه ليس وحده في معركته. العلاقات الصحية تحتاج إلى بناء على أساس من التفاهم والدعم المتبادل. من خلال اتباع هذه الخطوات السبعة، يمكن للشريك أن يقدم الدعم النفسي اللازم لشريكه المكتئب، وفي الوقت ذاته يساهم في الحفاظ على استقرار العلاقة وتعزيزها.
