كيفية التعامل مع الشخصية العصبية

6 طرق من الخبراء للتعامل مع الشخصية العصبية

الشخصية العصبية تُعتبر واحدة من أكثر الشخصيات تحديًا في التعامل، وذلك بسبب ميلها السريع للانفعال، والتوتر، والغضب. يمكن أن تؤثر هذه الشخصية بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد، لذلك يتطلب الأمر الكثير من الحكمة والصبر للتعامل معها بطريقة فعّالة. فيما يلي ست طرق معتمدة من قبل الخبراء تساعد على التفاعل والتعامل مع الأشخاص العصبيين بشكل مبدع، بحيث يتمكن الجميع من بناء علاقات متوازنة وصحية.

1. تعلم كيف تبقى هادئًا في المواقف الصعبة

الطريقة الأولى والأكثر أهمية للتعامل مع الشخصية العصبية هي الحفاظ على هدوء الأعصاب في المواقف المزعجة. الأشخاص العصبيون عادة ما يختبرون المحيطين بهم، ويطلقون كلمات مؤذية أو يتصرفون بطريقة قد تثير الغضب. لذا فإن أول خطوة في التعامل معهم هي أن تكون أنت الشخص الذي يتحكم في ردود أفعاله.

التصرف بهدوء يساعد على تفادي التصعيد والتفاعل بشكل أقل حدة مع الشخص العصبي. يمكن اتباع بعض التقنيات التي تساعد في تهدئة الأعصاب مثل التنفس العميق أو العد حتى عشرة قبل الرد. كذلك، يمكن للإنسان أن يبتعد عن الموقف مؤقتًا إذا شعر أنه على وشك الانجراف في دوامة الغضب. الهدوء في التعامل مع الشخص العصبي لا يعني القبول بالسلوك السيئ، بل هو نوع من ضبط النفس الذي يتيح لك التصرف بحكمة.

2. الإصغاء الفعّال والمفاهيم المحايدة

الخبراء يؤكدون أن أحد أفضل الأساليب للتعامل مع الشخصية العصبية هو أن تكون مستمعًا جيدًا. في كثير من الأحيان، يتصرف الأشخاص العصبيون بسبب مشاعر القلق أو الضغوط النفسية. إعطاء الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم يخفف من شدة الغضب، ويساعدهم على الشعور بأنهم مسموعون.

لكن لا يجب أن تكون مجرد مستمع سلبي. الإصغاء الفعّال يتضمن فهم مشاعر الشخص العصبي دون الحكم عليها. بدلاً من الرد بطريقة عدائية أو مشحونة، حاول إعادة صياغة ما قاله الشخص لتوضيح أنك فهمت مشاعره بشكل صحيح. على سبيل المثال، إذا قال شخص ما: “لم أعد أتحمل كل هذا الضغط!”، يمكنك الرد بـ “أفهم تمامًا أنك تشعر بالإرهاق بسبب كل ما يحدث”.

هذه الطريقة لا تُسهم فقط في تهدئة الشخص العصبي، بل تخلق أيضًا بيئة من الاحترام المتبادل، حيث يشعر الشخص بأنك تهتم بمشاعره. الإصغاء الفعّال يعزز من الحوار البنّاء ويسهم في منع تفاقم الغضب.

3. استخدام لغة جسد داعمة ومطمئنة

العصبية ليست مجرد مشاعر أو كلمات، بل يمكن أن تُظهر أيضًا من خلال لغة الجسد. الأشخاص العصبيون قد يعبرون عن غضبهم من خلال الإيماءات الحادة أو التوتر في حركات أجسامهم. من خلال مراقبة لغة الجسد بعناية، يمكنك استباق تصاعد الموقف.

إحدى طرق التعامل الفعّالة تكمن في استخدام لغة جسد مريحة وداعمة. على سبيل المثال، الوقوف بشكل غير تهديدي (مثل الوقوف بجانب الشخص العصبي وليس أمامه مباشرة) يمكن أن يسهم في تقليل توتر الشخص الآخر. أيضًا، التأكد من الحفاظ على الاتصال البصري بشكل معتدل دون تحدي يمكن أن يُظهر اهتمامك واحترامك للحديث. لا تنسَ استخدام نبرة صوت هادئة ومطمئنة تعكس الاستعداد للتفاهم.

4. تحويل المحادثة إلى مسار إيجابي

الحديث المستمر عن الأمور السلبية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر والغضب. لذا، يعد تحويل المحادثة إلى مسار إيجابي واحدًا من الأساليب الفعّالة للتعامل مع الشخص العصبي. حاول تغيير الموضوع أو تقديم حلول بناءة للمشكلة المطروحة. من خلال توجيه الحديث إلى إمكانيات الحلول أو طرح أفكار جديدة، يمكنك أن تحيد المحادثة عن النزاع إلى وجهة أكثر هدوءًا.

على سبيل المثال، إذا كان الشخص العصبي يتحدث عن مشكلات العمل المتراكمة، يمكنك اقتراح طريقة لترتيب الأولويات أو البحث عن دعم من الآخرين. مثل هذا التحويل يمكن أن يمنح الشخص العصبي شعورًا بالتحكم في الموقف ويقلل من توتره.

5. التعامل مع المشاعر المخبأة

العديد من الأشخاص العصبيين قد لا يعبرون عن مشاعرهم بشكل واضح أو مباشر. الغضب لديهم قد يكون ناتجًا عن مشاعر أخرى كالإحباط، الحزن، أو القلق. معرفة هذه المشاعر المخفية والتعامل معها بلطف يمكن أن يساعد في تخفيف حدّة العصبية.

لتطبيق هذه الطريقة، ينبغي محاولة التعرف على الجذور الكامنة وراء العصبية. يمكن أن تتضمن الأسئلة الموجهة بشكل غير مباشر، مثل “هل كل شيء على ما يرام؟ يبدو أنك متوتر”. هذا النوع من الأسئلة قد يساعد الشخص العصبي على معالجة مشاعره في بيئة آمنة، مما يسهم في تهدئته.

من المهم أن تكون متفهمًا ومراعيًا لمشاعر الشخص العصبي، دون أن تُظهر تشككًا أو انتقادًا، مما يساهم في تجنب المواجهات.

6. إعداد حدود واضحة ومحددة

في التعامل مع الأشخاص العصبيين، من الضروري أن تكون لديك حدود واضحة ومحددة لحماية نفسك وحماية الآخرين أيضًا. الشخص العصبي قد يتجاوز أحيانًا الخطوط الحمراء ويؤذي الآخرين بالكلمات أو الأفعال. في مثل هذه الحالات، يجب أن تُوضح بشكل لطيف وحازم ما هو مقبول وما هو غير مقبول.

على سبيل المثال، إذا بدأ الشخص العصبي بالصراخ أو إلقاء الشتائم، يمكنك إيقافه بشكل مهذب: “أنا مستعد للاستماع إليك، ولكن أرجو منك أن تتحدث بهدوء حتى نتمكن من حل المشكلة معًا.” إذا استمر الشخص في التصرف بشكل غير لائق، يجب أن تُظهر له أن هناك حدودًا لما هو مقبول. توجيه الحوار بشكل مهذب ولكن حازم يساعد في تحجيم العصبية ويعزز الاحترام المتبادل.

الخلاصة

التعامل مع الشخصيات العصبية يتطلب الصبر والحكمة والقدرة على فهم مشاعر الآخرين. إذا تمكنا من الحفاظ على هدوء أعصابنا، وإصغائنا بشكل فعّال، واستخدام لغة جسد داعمة، وتحويل المحادثة إلى مسار إيجابي، وفهم المشاعر المخفية وراء العصبية، ووضع حدود واضحة، فإننا بذلك نتمكن من إدارة العلاقة مع الشخص العصبي بشكل أفضل، مما يساعد في الحد من التوتر والحفاظ على جو من التفاهم.