كيفية التخلص من الوحام أثناء الحمل

كيف تتخلص من الوحام: دليل شامل للتعامل مع تقلبات الحمل

الوحام هو حالة شائعة تحدث أثناء الحمل، وتعرف بأنها سلسلة من التغيرات في شهية المرأة الحامل، حيث تشعر برغبة قوية في تناول أطعمة معينة أو النفور من أنواع أخرى. ورغم أن الوحام ليس مشكلة صحية بحد ذاته، إلا أنه قد يشكل تحدياً للنساء الحوامل اللواتي يعانين من أعراضه المزعجة. في هذا المقال، سنتناول كيفية التعامل مع الوحام والتخلص منه بشكل فعال، ونستعرض العوامل التي تساهم في ظهوره وكذلك النصائح الغذائية والطبية لتخفيف تأثيراته.

1. تعريف الوحام وأسبابه

الوحام هو مصطلح يستخدم لوصف رغبات الطعام الغريبة والمفاجئة التي تشعر بها المرأة الحامل. قد يشمل الوحام الرغبة في تناول أطعمة غير تقليدية، مثل الأطعمة الحامضة أو المالحة، أو حتى غير صالحة للطعام مثل الطين أو الطلاء. تتراوح شدة الوحام من امرأة لأخرى، ويُعتقد أن هذه الظاهرة تحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي يمر بها جسم المرأة أثناء الحمل.

يُعتبر الوحام أحد الأعراض الشائعة في الثلث الأول من الحمل، إلا أن بعض النساء قد يواجهن هذه الرغبات طوال فترة الحمل. تشير الأبحاث إلى أن الوحام مرتبط بمستويات عالية من هرمونات الحمل مثل هرمون البروجسترون والاستروجين، حيث تؤثر هذه الهرمونات على مراكز الشهية في الدماغ.

2. تأثيرات الوحام على صحة المرأة الحامل

في حين أن الوحام يمكن أن يكون محطًا للمرح عند بعض النساء، إلا أنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية إذا لم يتم التعامل معه بشكل سليم. من بين التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن الوحام:

• زيادة الوزن غير المرغوب فيه: بعض النساء قد يفرطن في تناول الأطعمة غير الصحية مثل الحلويات أو الأطعمة المقلية بسبب الوحام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن المفرطة.

• نقص العناصر الغذائية الأساسية: في بعض الحالات، قد يؤدي الوحام إلى النفور من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الخضروات والفواكه، مما يسبب نقصًا في الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الأم والجنين.

• مشاكل الجهاز الهضمي: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو السكريات قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الحموضة أو عسر الهضم.

3. العوامل التي تؤثر على الوحام

من الضروري فهم العوامل المختلفة التي قد تساهم في ظهور الوحام. بعض هذه العوامل تشمل:

3.1 التغيرات الهرمونية

كما ذكرنا سابقًا، تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في حدوث الوحام. فالزيادة في مستويات هرمون البروجسترون، الذي يحفز الجسم على الحفاظ على الحمل، تؤثر على الدماغ وتجعل المرأة تشعر بحاجات غذائية غير تقليدية. يمكن أن تكون هذه الرغبات في الطعام ناتجة عن تأثيرات هذه الهرمونات على مراكز الشهية والذوق في الدماغ.

3.2 الإجهاد والتوتر

التوتر النفسي والإجهاد هما عاملان آخران يؤثران بشكل كبير على الوحام. قد تشعر النساء بالقلق بسبب التغيرات الجسدية والنفسية أثناء الحمل، مما قد يدفعهن إلى تناول الأطعمة كوسيلة للتعامل مع هذا القلق. في بعض الحالات، قد يصبح الوحام أكثر حدة بسبب المشاعر السلبية التي ترافق الحمل.

3.3 العوامل الوراثية

تشير بعض الدراسات إلى أن العامل الوراثي يمكن أن يلعب دورًا في ظهور الوحام. النساء اللاتي يعانين من وحام شديد قد يكن قد ورثن هذا الاتجاه من أمهاتهن أو أقاربهن.

3.4 نقص بعض العناصر الغذائية

أحد الأسباب المحتملة للوحام هو نقص بعض العناصر الغذائية في النظام الغذائي للمرأة الحامل. على سبيل المثال، قد تشعر المرأة برغبة شديدة في تناول الأطعمة الغنية بالحديد إذا كان لديها نقص في هذا العنصر المهم، أو قد تشعر برغبة في تناول الأطعمة المالحة إذا كان لديها نقص في الصوديوم.

4. كيفية التخلص من الوحام

من المهم أن تعلم المرأة الحامل أن الوحام هو حالة طبيعية تحدث أثناء الحمل، ويجب أن تتعامل معها بطريقة تضمن صحتها وصحة جنينها. هنا نقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التقليل من الوحام أو التكيف معه:

4.1 اتباع نظام غذائي متوازن

من أبرز الطرق للتعامل مع الوحام هو الحفاظ على نظام غذائي متوازن يتضمن جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة الأم والجنين. يجب أن تحتوي الوجبات على البروتينات، الفيتامينات، المعادن، والألياف. تناول الأطعمة الصحية يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.

4.2 تقسيم الوجبات

بدلاً من تناول وجبات كبيرة، يفضل أن تتناول المرأة الحامل عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم. يساعد تقسيم الوجبات في الحفاظ على مستويات الطاقة في الجسم ومنع الرغبة الشديدة في تناول الطعام بشكل مفرط.

4.3 شرب الماء بكميات كافية

في بعض الأحيان قد تختلط مشاعر الجوع بالعطش. لذلك من الضروري أن تحرص المرأة الحامل على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم. يمكن أن يساعد الماء في تخفيف الشعور بالجوع الكاذب الذي قد يترافق مع الوحام.

4.4 تحديد الأطعمة المسببة للوحام

إذا كانت المرأة الحامل تلاحظ أنها تعاني من رغبة قوية في تناول أطعمة معينة، فيمكنها محاولة تحديد هذه الأطعمة وتحديد مواعيد معينة لتناولها بشكل معتدل. إذا كانت هناك رغبة في تناول الأطعمة الغريبة أو غير التقليدية، يجب استشارة الطبيب لضمان أن هذه الأطعمة لا تشكل خطرًا على صحة الحامل.

4.5 ممارسة الرياضة بشكل معتدل

ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتخفيف التوتر والقلق، مما يقلل من تأثير الوحام. تساعد الأنشطة البدنية أيضًا في تحسين الدورة الدموية والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.

4.6 استشارة الطبيب

إذا كان الوحام يؤثر بشكل كبير على صحة المرأة الحامل أو كان يسبب مشاكل صحية مثل زيادة الوزن المفرطة أو نقص العناصر الغذائية، يجب استشارة الطبيب. يمكن للطبيب تقديم نصائح مخصصة للحالة وتوجيه المرأة الحامل حول كيفية التعامل مع الوحام بطريقة صحية وآمنة.

5. طرق طبيعية للتقليل من الوحام

هناك بعض الطرق الطبيعية التي قد تساعد في التقليل من الوحام، وتشمل:

5.1 الزنجبيل

الزنجبيل معروف بخصائصه التي تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي، ويمكن أن يساعد في تقليل الغثيان والوحام. يمكن تحضير شاي الزنجبيل أو إضافته إلى الطعام أو العصائر.

5.2 النعناع

النعناع له خصائص مهدئة ويعتقد أنه يمكن أن يساعد في تخفيف رغبات الطعام الشديدة. يمكن شرب شاي النعناع أو مضغ أوراق النعناع الطازجة.

5.3 التوابل الخفيفة

بعض النساء يشعرن بتحسن عند إضافة بعض التوابل الخفيفة مثل القرفة أو الكركم إلى طعامهن. هذه التوابل يمكن أن تساعد في تحسين عملية الهضم وتخفيف الوحام.

5.4 تناول مكملات الفيتامينات

إذا كان الوحام ناتجًا عن نقص في بعض العناصر الغذائية، يمكن للطبيب أن يوصي بتناول مكملات الفيتامينات أو المعادن مثل الحديد أو حمض الفوليك.

6. متى يجب استشارة الطبيب

على الرغم من أن الوحام يعد حالة طبيعية في العديد من حالات الحمل، إلا أنه إذا كان يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرأة الحامل أو إذا كانت هناك مخاوف صحية، يجب استشارة الطبيب. في بعض الحالات، قد يشير الوحام المفرط إلى وجود مشاكل صحية أخرى قد تتطلب تدخلاً طبيًا.

7. الخاتمة

في النهاية، يمثل الوحام جزءًا من التجربة الطبيعية التي تمر بها المرأة الحامل، ومن خلال اتباع بعض النصائح البسيطة والطرق الطبيعية، يمكن التخفيف من تأثيراته. من المهم أن تتذكر المرأة الحامل أن الاهتمام بالتغذية الصحية والحفاظ على نمط حياة متوازن يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الوحام بشكل فعال، مما يساهم في الحفاظ على صحة الأم والجنين طوال فترة الحمل.